مهنة “السقا” واحدة من أشهر المهن المصرية القديمة، والتي كانت تنتشر في الحارات الشعبية والأماكن العامة بمصر، بدأت في الاختفاء عام 1865، وذلك حينما أصدر الخديوي إسماعيل قرارًا بتطوير القاهرة وتحويلها إلى مدينه تضاهي المدن الأوروبية، ما أثر على تلك المهنة التي روت ظمأ المصريين لأكثر من ألف عام، لتختفي تمامًا مع مطلع القرن العشرين، ولأهمية هذه المهنة للمصريين تناولتها السينما المصرية في فيلم “السقا مات” مقتبس من قصة بنفس الاسم ليوسف السباعي.
فالعلاقة بين اختفاء مهنة “السقا” والتطور هو ما نراه الآن في العلاقة ما بين الذكاء الاصطناعي وبعض المهن التي ستختفي بنمو وتطور تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يُثير قلقًا متزايدًا بشأن تأثيره على سوق العمل، حيث يُخشى أن تحل الروبوتات والبرامج الذكية محل العمال البشر في العديد من الوظائف، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة.
كشفت دراسة حديثة أنه سيتعين على العديد من الموظفين الاستعداد لتغييرات مهنية بالغة في حال حدوث تطبيق سريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي في الشركات.
ووفقاً للدراسة التي أجراها معهد ماكينزي العالمي، فإن ما يصل إلى ثلاثة ملايين وظيفة سيشملها تغييرات جراء الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وهو ما يعادل 7% من إجمالي القوة العاملة.
وتشمل الوظائف الأكثر عرضة للخطر تلك التي تتضمن مهام روتينية ومتكررة، مثل: وظائف إدخال البيانات وخدمة العملاء، التجميع والتصنيع، قيادة الشاحنات وسيارات الأجرة.
ويمكن للموظفين الذين يحتمل أن يتأثروا بهذا الأمر أن يحموا أنفسهم بشكل أفضل من التهميش الوظيفي الناجم عن الذكاء الاصطناعي عبر تلقي تدريبات وإجراءات تأهيل أخرى، وسيزداد الطلب على المهارات التقنية بشكل كبير بنسبة 25%.
في المقابل، يُجادل البعض بأن الذكاء الاصطناعي سيخلق أيضًا فرص عمل جديدة في مجالات لم تكن موجودة من قبل، مثل: تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي من تصميم وبناء أنظمة التشغيل، ومراقبة الأداء وإصلاح الأعطال، بغض النظر عن التأثير الصافي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، فمن المؤكد أنّه سيُغيّر طبيعة العديد من الوظائف.. لذلك، سيكون من الضروري للعاملين تطوير مهارات جديدة للتكيف مع هذا التغيير.