حول تأثير الغيبة والنميمة على صحة الصيام..أجابت لجنة الفتوى بالأزهر قائلة: إن صيام رمضان فريضة على كل مسلم ومسلمة، ومن آداب الصيام أن يصون الصائم أعضاءه وجوارحه عن فعل المعاصي، أو التلفظ بقبيح الكلام المحرم شرعًا لكيلا يغضب ربه في فترة امتثاله لأمره بالصيام في رمضان، كما أن الابتعاد عن شهوات النفس يزكيها ويقويها على تجنب ارتكاب المحذورات، فيجب ترك الغيبة والنميمة، والكذب، والسباب، والقيل والقال.
وغيرها من الأمور التي تضيع كمال الثواب للصائم، علمًا بأن صيانة اللسان عن هذه الأقوال واجب في كل حال وفي كل وقت.. ودليل ذلك ما أخرجه ابن ماجه والنسائي في سننيهما من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ”. وارتكاب قبيح الكلام كالغيبة والنميمة لا يعني بطلان الصيام، ولكنه ينقص من أجر الصائم، ويقلل من ثوابه على وجه لا يكون صيامه تامًا كاملًا، فالمقصود من تشريع الصيام ليس الإمساك الحسي عن الطعام والشراب فحسب، وإنما الإمساك المعنوي والامتناع عن كل ما حرمه الله تعالى سواء من الأقوال أو الأفعال المحرمة لتهذيب النفس وتقويم الأخلاق والطباع.