اذكركم ونفسى بوقفة مع النفس للتأمل فى حال الدنيا والاحداث المتتالية والسريعة التى لم يسلم منها أى شخص منا.. فكلنا نفس الشخص الذى يمر بدروس واحداث قاسية وصعبة سواء على المستوى الشخصى أو الاحداث العامة .. نستيقظ كل يوم بفقدان عزيز أو قريب بدون مقدمات تضعنا فى حالة من عدم الاتزان والخوف من الغفلة التى نعيش فيها وسراب الدنيا الفانية.. نلهث خلف المناصب والاموال والثروات وكأننا مخلدون فى هذه الدنيا وننسى ونتناسى دار الحيوان.. الحياة الحقيقية.. لنستيقظ كل يوم من هذا الحلم الصغير على درس أو فاجعة تؤكد لنا ان الدنيا لا تستحق هذا العناء والتكالب على مغرياتها الفانية.. خاصة عندما تتغلب على حقوق الله فى العبادة وحقوق العباد فى الدنيا.
للاسف الشديد استسهلنا الذنوب والمعاصى بشتى انواعها.. والطامة الكبرى انها مبررة احيانا كثيرة.. واصبحت الرشوة شطارة واكل الحقوق فهلوة وتعرى النساء تحضر واصبحنا فى غفلة و علينا جميعا ان نستفيق منها ونعود الى الله قبل فوات الاوان.
ألم يحن الوقت لنحاسب أنفسنا، ونقف عند كل يوم، نحن فى هذه الدنيا فى امتحان، وفى أى لحظة قد يتم سحب ورقتك وينتهى الوقت الذى خصصه الله لك.. عابرون والدنيا ليست لنا، سنمضى يوماً تاركين خلفنا كل شىء.
انه قطار العمر السريع يسير بلا توقف.. يقترب اكثر واكثر من الوصول لاخر الطريق.. . نتصارع لامتلاك المال والثروة والسلطة والجاه وكأنها الحياة الابدية.. منا من يعقلها فيعمل على انها مجرد رحلة صغيرة نؤدى ما علينا فيها.. ومنها من يغفلها فتصبح غاية يتناسى فيها كل قيم ومعانى واسباب الوجود فى الحياة وهى عبادة الله سبحانه وتعالى.
تتغلب علينا شهواتنا واهواؤنا ورغباتنا الدنيوية معتقدين ان ذلك هو النجاح والسعادة متناسين اننا سنغادر الدنيا ونتركها خلفنا بلا اهل ولا أولاد.
فالدنيا لا تستحق هذا العناء والحزن والخلافات والصراعات فلن تأخذ منها الا اوقات السلام النفسى والرضا بما قسمه الله لك..
نعم.. نحن بشر ولسنا ملائكة ولا شياطين فلا مكان لهما فى الارض.. لكننا لا بد ان نعى الا نترك انفسنا رهينة لانفسنا المريضه احيانا.
لا بد من التسليم واليقين الكامل بان كل امورنا بأمر الله وبين يديه.. فلنأخذ بالاسباب ونجتهد ونعمل ونؤدى كل ما علينا.. ومع التسليم واليقين والرضا بقدر الله فالنتائج والنجاح مضمون.. آملين فى الله ان يسير قطار العمر ليصل بنا إلى بر الامان… اللهم ارزقنا واياكم توبة قبل الممات وحسن الخاتمة.