> ذهبت فى اجازة قصيرة إلى ساحل مصر الشمالى الغربي.. على البحر المتوسط.. ساحلنا الابيض كما اسمته منشوراتنا الترويجية منذ عدة سنوات امضيتها فى قريتنا الفريدة والمتميزة: «قرية الصحفيين».. وكانت اجازة قصيرة لم تزد عن أربع ليال.. عدت بعدها الى القاهرة.. وكانت هذه الزيارة لازمة لي.. بعد انقطاع دام نحو 12 عاما عن التوجه إلى هذا الساحل.. بما فى ذلك زيارة قرية الصحفيين..
> كانت زيارتى الى الساحل الشمالى الغربى محدودة الهدف.. قسط بسيط الراحة.. وتحقيق رغبتى فى التعرف على انجاز مصر الكبير فى منطقة العلمين بعد ما سمعت وقرأت عنها.. وشاهدته على شاشات التليفزيون.. خصوصا مع مهرجان «العالم علمين».. الذى نجحت المتحدة فى تنظيمه.. وتحقيق ترويج كبير للعلمين..
> ولا اقول انى فى هذه الزيارة السريعة قد استطعت ان الم بكل ما فى العلمين الجديدة.. فقد اقتصرت زيارتى لها على مجرد مرور سريع بالسيارة بين عدد من أشهر معالمها.. وكان هذا كافيا هذه المرة لكى اتحقق مما قرأته وما شهدته على الشاشات من روعة ما جرى تنفيذه على أرض الواقع فى هذه المدينة المبهرة التى بنيت بفكر مغاير.. مختلف تماما عن كل ما جرى تنفيذه على ساحلنا الشمالى الغربي.. وما انشئ عليه من قرى سياحية وفنادق على امتداد هذا الساحل..
> ويلفت النظر فى مدينة العلمين الجديدة تخصيص شاطئ عام مفتوح لجميع المواطنين.. وهو ما تفتقده باقى منطقة الساحل الشمالى قبل العلمين.. وقد سبق ان اشرت فى مقال سابق إلى تجربة تونسية فى اتاحة شواطئ المنشآت السياحية للمواطنين من غير روادها.. بتخصيص مسافة فاصلة بين كل قرية وجارتها لكى تكون ممرا إلى الشاطئ.. يستطيع منه المواطن العادى النفاذ إلى الشاطئ والاستمتاع به.. ولكن الظروف اثبتت فشل التجربة من الناحية الأمنية لرواد هذه القري.. حيث تعرضت بعض هذه القرى لتسلل عناصر ارهابية من هذه الممرات أدت إلى احداث هزت استقرار تونس واثرت على سياحتها تأثيرا سلبيا إلى فترة طويلة.. وهنا يكون الشاطئ العام هو البديل الافضل.. والذى يستطيع ان يستوعب كل الراغبين فى الاستمتاع بالبحر.. مع المحافظة على خصوصية وأمان الحركة السياحية..
>>>
> ولابد من الاشادة بشبكة الطرق والكبارى التى تربط القاهرة بالساحل الشمالى الغربي.. ثم الطريق الساحلى وما تم فيه من توسعة مع فصل حركة القرى السياحية فى طريق جانبى على الجانب الايمن من الطريق السريع.. ونقل الحركة بين الاتجاهين عبر الكباري.. وهو ما قلل كثيرا من فرص الحوادث..
> اما مشاهداتى على الطريق الساحلي.. وجانبه الايسر.. وهى مشاهدة زائر لم يتردد على الساحل منذ 12 عاما.. فهى انتشار الاماكن المعدة للاقامة على طول الطريق وصولا الى العلمين وما بعدها.. وهى تتراوح بين عمائر معدة للايجار كشقق مصيفية.. وفنادق بدأت تحمل اسماء ملفتة للنظر.. معظمها بلغة أجنبية.. حتى وان كانت غير مرخصة سياحيا..
> ومما لاشك فيه ان هذا الامتداد العمرانى الكبير كان نتيجة مباشرة للطلب الكبير على المنطقة بعد انشاء العلمين الجديدة.. وهكذا يتأكد ان الدولة تقود التنمية.. فهى تبنـى وتعمر.. ثم يتبعها القطاع الخاص.. وهو نفس ما حدث فى شرم الشيخ والغردقة مع فارق ما بنى فى الحالتين.. فهنا كانت مدينة مكتملة بكل المكونات من سياحة وصناعة وزراعة وتعليم وسكن لكل المواطنين.. وهناك كانت البداية بفندق أو فندقين ثم جاء دور القطاع الخاص ليصنع كل التنمية فى الغردقة بالاشتراك مع المحافظين وهيئة التنمية السياحية.. وكان الفكر فى الحالتين مختلفا..
> ومع العلمين الجديدة نقول ان تطوير الساحل الشمالى الغربى قد بدأ يأخذ الطريق الصحيح للتنمية السياحية الحقيقية.. بعيدا عن منطق القرى السياحية.. والتى من الاصح ان يطلق عليها قرى سكنية مصيفية على الساحل.. ولا تحمل امكانية استضافة حركة سياحية خارجية لم تهيأ لها من الاساس.. ويحتاج تهيئتها إلى امكانيات كبيرة قد لا تصلح لها كل القري..
> ولا شك ان الاضافات الجديدة قبل العلمين وبعدها.. تضيف امكانات كبيرة لمنطقة العلمين.. وللساحل الشمالى الغربى بشكل عام.. واصبحت هناك فرص كثيرة متاحة لاستقبال سياحة داخلية وأيضا خارجية حول مدينة العلمين..
> وقد كنت عندما استمعت إلى تصريح الوزير شريف فتحى وزير السياحة والاثار ان العلمين لكل الناس، اظن انه يبالغ.. ولكن بعد هذا الزيارة السريعة اقول فعلا ان العلمين لكل الناس.. بعد انجاز المدينة التى هى مخططة لكل الناس.. وبعد حركة العمران التى شجعها انشاء مدينة العلمين.. وبعد تخصيص شاطئ عام لكل الناس.
> ولكن هنا تبدأ مسئولية وزارة السياحة.. وغرفة الفنادق، بالعمل على ضم هذه الفنادق المستحدثة لاشرافهما.. والمساعدة فى تقييم درجاتها.. ووضع المواصفات التى ترتقى بها إلى الدرجة الملائمة لنجوميتها..
> اما بالنسبة للشقق المتاحة الآن فى المنطقة فأعتقد انها يمكن ان تدخل فى اطار التنظيم الذى اقترحناه بانشاء شعبة للشقق المفروشة فى غرفة الفنادق.. كما يحدث فى بلاد كثيرة.. وهذا يعطى ايضا الفرصة للارتقاء بها من خلال تحديد مواصفاتها.. كما انه يعطى الفرصة لتسويق هذه الشقق..
> ولابد ان اختم هذه الكلمات بأن اكرر انبهارى بالعلمين الجديدة.. وأملى ان نرى تكرارا لها فى مواقع أخرى على ساحلنا الممتد حتى السلوم.. لمدن مماثلة.. وتفتح المجال لاقامة حياة جديدة حولها لابناء الوطن جميعا.. انتقالا من الوادي.. ومن الصحراء المحيطة.. وزيادة فى رقعة المعمور المصرى..