إذا كان رجال الجيش المصرى هم المسئولون عن أمن وحماية البلاد من أى أخطار خارجية قد تتعرض لها .. وإذا كان رجال الشرطة المصرية هم المسئولون عن حماية وسلامة الجبهة الداخلية ومنع الجرائم وضبط مرتكبيها …فإن عمال مصر هم الجنود المسئولون عن تحقيق مسيرة التنمية والبناء للدولة المصرية ومن حقهم أن نحتفل بهم كل عام بعيدهم فى الآول من شهر مايو….وفى تلك المناسبة يشعر العمال بمدى أهمية ما يقدمونه ومدى تقدير واهتمام الدولة بهم وانهم محور رئيسى من محاور التنمية فى كل ربوع مصر ودائماً ما يؤكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية دور العمال وضرورة حمايتهم اجتماعياً وصحياً من خلال المبادرات والمشروعات التى تنفذها الحكومة باعتبارهم عنصراً مهماً من عناصر بناء الوطن خاصة خلال هذه المرحلة المهمة التى تمر بها البلاد والتحديات الصعبة التى تتعرض لها.
يمثل عمال مصر الثروة الحقيقية التى تمتلكها الدولة لتحقيق التنمية المنشودة والمستدامة … ومن هنا كان إدراك الدور الحيوى الذى يلعبه العامل المصرى سبباً من أسباب القيادة السياسية بهم وكان أبرز أوجه الدعم الملموس الذى قدمه السيد الرئيس للعمال هو التدرج المنهجى فى رفع الحد الأدنى للأجور حيث كان الحد الأدنى للأجور فى يوليو 2014 فى القطاع الحكومى 1200 جنيه ثم جاءت سلسلة من الزيادات المتتالية حتى وصلت فى شهر مارس 2024 الى 6000 جنيه والتى جاءت ضمن حزمة قرارات استهدفت دعم محدودى الدخل ومواجهة آثار التضخم ومن المنتظر أن يتم رفع هذا الحد الى 7000 جنيه فى يوليو المقبل بإذن الله.
وهذه الخطوات تعكس التزاماً صادقاً من السيد الرئيس نحو تحسين جودة حياة المواطن ومساراً ثابتاً نحو تحقيق العدالة والإنصاف خاصة للطبقة العاملة التى تمثل عصب الإنتاج فى الدولة …كما شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الإجراءات والقرارات الرئاسية التى استهدفت تحسين المستوى المادى والمعيشى للعمال حيث أعلن السيد الرئيس فى احتفالية العام الماضى بعيد العمال عن زيادة الحد الأدنى للإعانة التى يصرفها صندوق إعانات الطوارئ للعمال من 600 إلى 1500 جنيه كحد أدنى …كما وجه بسرعة الانتهاء من مناقشة مشروع قانون العمل بهدف تحقيق التوازن المنشود فى علاقة العمل والحماية الحقيقية لحقوق العمال.
يطل علينا عيد العمال فى الأول من مايو من كل عام حاملاً معه ذكرى نضالات العمال وتضحياتهم فى سبيل تحقيق حقوقهم الأساسية وتحسين ظروف عملهم تحقيقاً لتقدم بلادهم وتنميتها وازدهارها …وقد ضرب العمال المصريون أروع الأمثلة فى التفانى والتضحية والإخلاص للوطن ودائماً ما تمثل هذه المناسبة الفرصة لتجديد العهد للتطلع نحو تحقيق مستقبل أفضل للبلاد استمراراً للإنجازات الشامخة التى صنعها الآباء والأجداد فى مختلف المجالات …ومن هنا جاء تقدير الدولة لهم واهتمامها بهم بكافة السبل المتاحة مادياً واجتماعياً وصحياً…ومن المؤكد أن الدولة المصرية – كما أكد السيد الرئيس – عازمة على الاستمرار فى تحسين الظروف المعيشية لكل عامل والعمل على صون كرامته وتقدير عطائه وسوف يظل العامل المصرى دائماً موضع تقدير واهتمام الدولة باعتباره العنصر الأساسى فى معادلة الإنتاج والنهوض بالوطن….ويبقى هنا أن نوجه عدة رسالة الى عمال مصر الأوفياء ونذكرهم أن الدولة المصرية تواجه تحديات جسام وغير مسبوقة سواء خارجياً أو داخلياً ومن اخطر التحديات التى نواجهها حالياً هى حرب الشائعات ومحاولات إيقاع الفتنة والتشكيك بين أبناء الشعب المصرى الذى يمثل العمال جانباً كبيراً منه.
أناشد عمال مصر الشرفاء فى عدم التورط فى محاولات الهجرة غير الشرعية والتى أصبحت تمثل جريمة دولية تعاقب عليها معظم الدول بل أن هناك اتفاقيات دولية وتعاوناً دولياً لمواجهة تلك المحاولات التى غالباً ما تنتهى إما بالقبض عليهم أو الموت غرقاً أو إعادة ترحيلهم الى البلاد….فعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار إلا أن الدولة تحاول جاهدة العمل على إيجاد فرص عمل فى المجتمعات الجديدة أو المصانع الحديثة ولا مانع من القيام بمشروع صغير يمكن تمويله من الدولة بدلاً من التعرض للموت والهلاك…أما بالنسبة للشباب حديثى التخرج من المدارس الفنية والصناعية فإننى أتمنى الاهتمام بتدريبهم على استخدام والتعامل مع المعدات والأجهزة الحديثة التى تشهدها الثورة الصناعية فى العالم لمواكبة تطورات الصناعة وعدم الاكتفاء بالعمل الروتينى ومحاولة تطوير أنفسهم حتى يستطيعوا التعامل مع وسائل الذكاء الاصطناعى الحديث التى تغزو العالم حالياً…هذا وسوف تظل جهود الدولة المصرية والسيد الرئيس فى رعاية عمال مصر الشرفاء نموذجاً حياً للتوجه الإنسانى والوطنى حيث بات العامل شريكاً حقيقياً فى التنمية وحجر الزاوية فى بناء الجمهورية الجديدة التى تقوم على العدالة والتكافل والتمكين.
كل عام وعمال مصر الأوفياء بخير بمناسبة عيدهم الذى نذكر فيه بكل الفخر والاعتزاز قيمتهم للوطن وقيمة عملهم وإخلاصهم فى الأداء وصولاً الى التنمية والتقدم والرخاء.