يمتد مفهوم الهوية الوطنية ليشمل الكثير من المعانى المترابطة فهو قدرة الفرد على تعريف ذاته كمواطن داخل الدولة وقدرة الفرد الأجنبى عنها على معرفتها وتمييزها عن سائر البلاد وهو محصلة الأفكار والعادات ومنظومة القيم ومجموع الطبائع ونمط السلوك من أبناء الوطن، والهوية بوصلة كل من يعمل من أجل الوطن أو يسعى لمعرفته.. وهى وإن كانت فى ذاتها اجتماع لتلك المعانى وأكثر فهى الفعالة الخالقة للانتماء فى نفوس أبناء الدولة.
تحتاج الهوية إلى عدة عمليات للحفاظ عليها تشمل ابعاداً فلسفية ونفسية واجتماعية وعلى رأس الأبعاد الاجتماعية.. عمليات النقل للأجيال الجديدة وتجديدها داخل نفوس المواطنين والعرض للعالم الخارجي، الأمر الذى يتحقق من خلال صياغة وطرح جوانب الحياة الثقافية بالمعنى الأشمل لهذه الثقافة الموجودة بالضرورة لدى جميع الشعب على اختلافه، فهى بذلك تلك الروح الجماعية المسيطرة داخل الجميع.
لقد استمرت معاناتنا لفترة كبيرة بحثا عن آلية لطرح طبيعة الهوية بأبعادها وعن منفذ تطرح من خلاله هذه الهوية برؤية مصرية خالصة وقد كان الأمر فى مهرجان العلمين الذى لم يقتصر على كونه مهرجانا موسمياً غنائياً ولم يتوقف إبداعه على إضافة العروض المسرحية وإنما امتد ليضيف على ذلك الفعاليات الرياضية الخاصة واشتمل على العروض الفلكلورية والمعارض التراثية وجمعت مدينة العلمين الجديدة على شواطئها روح مصر لتقديمها للسياح من الداخل والخارج.
ثم حقق المهرجان طفرة خاصة من خلال بناء الصورة الذهنية كأحد مكونات الهوية لدى الخارج، وببساطة فالصورة الذهنية هى إدراك الرأى العام العالمى لك، فكنا نتحدث أن الغرب إذا أرادوا تصوير مصر رسموا أو صوروا الصحراء بها جمال أمام الأهرمات واعتبروا هذه هى مصر القديمة والحديثة، استطاع موكب المومياوات أن يغير هذا بخطوة إيجابية أعربت عن الحفاظ على الحضارة بلغة العصر، ثم جاء مهرجان العالم علمين ليقدم صورة مختلفة للهوية ويعبر عن حضارة العصر بلغته، دافعاً للتأمل والفخر الوطني. ولهذا فالمهرجان صورة جديدة ومهمة للهوية المصرية