تتجلى مدينة العلمين الجديدة كرمز حديث للتنمية العمرانية المتكاملة فى مصر، محدثة نقلة نوعية فى كيفية تصور المدن الساحلية. وفى ظل التطورات الانشائية والاقتصادية التى تشهدها مصر، تبرز هذه المدينة كمشروع طموح يسعى لتحقيق رؤية مستقبلية للتنمية الحضرية. ومع ذلك، انتشرت بعض الأفكار والمفاهيم التى تصف العلمين الجديدة بأنها مصممة فقط للأثرياء، مما يثير تساؤلات حول مدى شمولية هذا المشروع وواقعيته فى تحقيق حلم كل المصريين.
تعتبر مدينة العلمين الجديدة، التى تقع على الساحل الشمالى لمصر، من أبرز المشاريع التنموية التى أطلقتها الحكومة المصرية. هذا المشروع العملاق لا يقتصر على كونه مجرد منطقة سكنية راقية، بل يمتد ليشمل جوانب متنوعة تهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعى والاقتصادي.
فى هذا الصدد، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء خلال تسليمه عقود مجموعة من الوحدات السكنية فى عدد من المشروعات التى بدأت بالمدينة، مثل مشروع الأبراج، والداون تاون، ومشروع مزارين، بالإضافة إلى الحى اللاتيني، ومشروع «سكن لكل المصريين»، على أن العلمين الجديدة ليست محصورة على الأثرياء فقط، بل تمثل فرصة لكافة فئات الشعب. فإلى جانب المشاريع الضخمة والمبانى الفخمة، تضم المدينة أنماطاً متعددة من الإسكان التى تلبى احتياجات مختلف شرائح المجتمع. من بين هذه الأنماط، نجد الإسكان الاجتماعى و»سكن لكل المصريين»، الذى يقدم وحدات سكنية بأسعار معقولة ومساحات تتراوح بين 90 و120 متراً مربعاً.
ان الدولة تسعى لتحقيق رؤية شاملة لتحويل المدينة إلى وجهة تعمل على مدار العام، وليس فقط خلال شهور الصيف. هذه الرؤية تتجسد فى تطوير مناطق صناعية، وخدمية، وتعليمية، إضافة إلى الربط بشبكة نقل إقليمى وطنى تشمل محطة للقطار ومطار يخدم المدينة. هذه البنية التحتية الحديثة تعزز من جاذبية العلمين الجديدة كمركز سياحى وتجارى عالمي.
فالمدينة مصممة لتكون نموذجًا للعيش العصرى والمستدام، حيث تشمل بنية تحتية متكاملة وخدمات عالية الجودة تشمل جميع الخدمات التى تهدف إلى تحسين جودة الحياة لجميع السكان، وتعكس رؤية شاملة للتنمية المستدامة.
كما تقدم العلمين الجديدة فرصًا كبيرة للتوظيف والتطوير الاقتصادي، مما يساعد فى تحسين مستويات المعيشة لمختلف فئات المجتمع، من خلال جذب الاستثمارات وتطوير الصناعات المختلفة، فالدولة تسعى إلى أن تحقق المدينة نمو اقتصادى شامل يعود بالنفع على جميع المواطنين.
والتزاما من الدولة بجعل هذه المدينة متاحة ومفيدة لجميع المصريين، ليس فقط للمقيمين فيها ولكن أيضاً للزوار، تم انشاء كورنيش عالمى وشاطئ عاماً تم تجهيزهما لخدمة جميع المواطنين.
وفى ظل الأزمات الاقتصادية والتحديات التى واجهتها البلاد، جراء الازمات العالمية بما فى ذلك أزمة كورونا التى أثرت على تسليم المعدات والمواد، لكن الدولة كانت حريصة على تسليم الوحدات السكنية فى المشاريع الكبرى حتى وان تأخرت بعض الشئ.
مشروع مدينة العلمين الجديدة هو مثال على كيفية دمج التنمية العمرانية الحديثة مع تحقيق العدالة الاجتماعية.. الرؤية التى تقوم عليها المدينة تتجاوز مجرد توفير السكن للأثرياء لتشمل توفير بيئة معيشية متميزة لكل المصريين، دون النظر إلى خلفياتهم الاقتصادية.. إن هذه الرؤية تعكس التزام الحكومة بتطوير جميع أنحاء البلاد وتوفير فرص الحياة الأفضل لجميع المواطنين.
إن العلمين الجديدة ليست فقط حلمًا للأثرياء، بل هى أيضًا فرصة حقيقية لكل المصريين لتحقيق حياة أفضل فى بيئة حديثة ومزدهرة.