الرئيس السيسى خاض معارك وجود فى سبيل الدفاع والحفاظ على الدولة المصرية
هناك عظماء يتوقف التاريخ وينحنى أمامهم إجلالاً واحتراماً وفخراً، هؤلاء العظماء يستحقون منا أيضاً أن نعطيهم حقاً توثيقاً وتأريخاً وأن يتبارى الكتَّاب والمفكرون ومراكز الدراسات والإعلام فى الوقوف وتوثيق ما قدمه العظماء لأوطانهم فى فترات فارقة ودقيقة ومصيرية، وهذا فى صالح ذاكرة الأوطان وأمجادها وأنها ولادة لهؤلاء الذين لديهم القدرة على صناعة التاريخ.
اعتدت دائماً فى كتاباتى أن أكون واقعياً وموضوعياً، حديثى يضاهى الواقع وليس على سبيل المجاملة أو الهوى أو الغرض أو حتى العواطف، فتلك قناعاتى ولا أقول أو أكتب شيئاً لا يطابق أو يلامس الواقع ويمكنك رصده ورؤيته، واستشعار نتائجه.
والحقيقة أنه من حق الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الذى أنجبته هذه الأرض الطيبة علينا أن نفخر بما قدمه لهذا الوطن وأن نتوقف أمام هذا العطاء شديد الخصوصية بالتوثيق والتأريخ فى مرحلة استثنائية من تاريخ هذا الوطن الذى لم يسبق له مواجهة هذا الطوفان من التحديات والأزمات والتهديدات والمخاطر والمؤامرات والمخططات التى تستهدف تركيعه وإخضاعه وكسر شوكته إلا أنه بفضل الله أولاً ثم حكمة ورؤية وإرادة واستشراف القيادة للمستقبل يمضى الوطن فى ثبات وثقة وشموخ ويتقدم للأمام متجاوزاً وعابراً لكل التهديدات، فلم يسبق لرئيس مصرى قبل السيسى أن واجه هذا الحجم من التحديات الوجودية والتهديدات الخطيرة فى الداخل والخارج، والتصفح فى دفتر أحوال وأحداث واجهت الوطن تستطيع أن تؤكد هذه الحقيقة الساطعة وكيف أنقذ هذا البطل والقائد العظيم وطنه وانتشله من الضياع، والسقوط ففى عام 2013 وفى خروج عظيم للمصريين على نظام الإخوان العميل والإرهابى، لم يفكر الرجل فى دنيا، حياة أو منصب بل اتخذ قراره بشجاعه ووطنية وشرف دون أى اعتبارات أخرى سوى المصلحة الوطنية وإنفاذ إرادة المصريين بل وحماية هذه الإرادة، لذلك نجحت ثورة 30 يونيو العظيمة فى إنقاذ مصر من مخطط خطير تستطيع فهمه وإدراكه تفاصيله فى تلك الأيام التى تعاود فيها قوى الشر محاولة تنفيذ المخطط، وهو التهجير والمساس بالسيادة والأمن القومى المصرى ومحاولات التعدى على الأراضى المصرية وتركيع الوطن وإخضاعه لكن ولأنه قائد عظيم ابن وطن عظيم لم ولن يركع وحافظ على شموخ مصر وإرادة وكرامة شعبها، ولأنها شهادة حق تخرج من قلب الواقع والحقيقة وسجل حافل من النجاحات والإنجازات والمواقف الشريفة.
خاض الرئيس السيسى، معارك وجود فى سبيل الدفاع والحفاظ على الدولة المصرية من مخاطر هائلة وعديدة، قضى على الفوضى والإرهاب، ولا يمكن أن ننسى هذه الفترة القاسية التى دفعت فيها مصر ثمناً من دماء وأرواح أبنائها وحفظ لسيناء أمنها واستقرارها ووجودها فى حضن الوطن تطهيراً وتعميراً فى ملحمة وطنية، لو كان هذا إنجازه الوحيد لكفى لكنه صاحب رصيد غير مسبوق من الإنجازات والنجاحات التى لم يسبقه إليها أى رئيس من قبل، وباتت سيناء عصية كالوطن صلبة، مؤمنة بجيش عظيم، وشعب واع وبناء وتنمية.
إذا مددت البصر على حدود مصر نحو ليبيا غرباً، مزقتها الفوضى والإرهاب والمؤامرات، تتقاتل فيها الميلشيات الإرهابية وتربطنا بهذا البلد الشقيق ما يقرب من 1200 كيلو متر من الحدود.. والسودان الذى يريدون تمزيقه وتقسيمه يشهد حرباً أهلية سابقة التجهيز على يد قوى الشر لكن مصر العظيمة تقف بالمرصاد، تدعم الأشقاء سعياً لوحدة وسلامة أراضيهم، تستنهض فيه المصلحة الوطنية العليا للسودان، وتحفظ فى ذات الوقت حدودها التى تزيد على ألف كيلو متر، وشرقاً حيث غزة التى تتعرض لعدوان صهيونى وحرب إبادة وحصار وتجويع الهدف منها تنفيذ مخطط التهجير وإخلاء القطاع تماماً لتنفيذ مشروع مشبوه يحقق مصالح وأهداف تحالف صهيو أمريكى إقليمى بدليل استمرار عدوان إسرائيل لأكثر من 19 شهراً رغم الخسائر المختلفة لكن قلت إن إسرائيل سوف تحصل على كل دولار خسرته عشرة أضعافه وليس من جيب الأمريكان، تستطيع أن تقول إن هذا المشروع يأتى فى إطار الحرب على النفوذ والتمدد الصينى والسيطرة على الممرات البحرية التجارية، وأهداف أخرى كثيرة، وإقامة طرق بديلة تتوهم القضاء على أهم الطرق القديمة التى لا غنى عنها.
الرئيس السيسى قائد عظيم واجه طوفان من التحديات، خلص مصر من مشاكلها وأزماتها المزمنة واستعاد هيبة الدولة ومؤسساتها وبنى أعظم دولة وطنية عنوانها القانون والعدل والمواطنة والتسامح والتعايش والوعى، والاصطفاف الوطنى، وجمع شعبه على قلب رجل واحد لمواجهة تحديات وميراث أزمات الماضى بإصلاح حقيقى، وأيضاً المشاركة فى تحمل مسئولية بناء الوطن والحفاظ عليه.
الرئيس السيسى خلص مصر من آفة ومعضلة المحدودية وفتح لها آفاق المستقبل، لتستبدل الموارد المحدودة بمصادر متعددة للدخل من خلال إقامة بنية تحتية عصرية وبنية أساسية لكل قطاع بشكل يواكب التطور، ليكون كل ذلك طاقة دفع لاقتصاد قوى، قادر على جذب الاستثمارات الضخمة، وامتلاك الفرص الكثيرة ولأنه رجل الأقدار اتخذ خطوات ومشروعات استباقية فى استشراف للمستقبل والاستعداد للحظة المواجهة مع قوى الشر فلم تكن قناة السويس الجديدة والتطوير الذى لا يتوقف لأهم ممر ملاحى فى العالم، وإنشاء المنطقة الاقتصادية للقناة والبنية التحتية من شبكة طرق خدمية، وموانئ عصرية، ومطارات وشبكة مواصلات إستراتيجية برية وبحرية ومدن جديدة وتعدد مصادر الطاقة، وتصدير الفائض، والاستثمار فى الموقع الجغرافى الإستراتيجى والنهضة الزراعية، وإحياء مشروع مصر الوطنى لتوطين الصناعة، وتطوير وتحديث الجيش المصرى أعظم جيوش الأرض وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى قرار يجسد استقلال القرار الوطنى لحماية الأمن القومى والمشروع الوطنى لتحقيق التقدم، والحفاظ على مقدرات هذا الوطن، كل شىء محسوب بدقة ورؤية وبشكل إستراتيجى عظيم.
مصر باتت فى عهد الرئيس السيسى قوة إقليمية عظمى، وذات دور وشأن ومكانة إقليمية ودولية، وهى الرقم الأكبر والأهم فى المعادلة الإقليمية تتعامل مع الجميع بندية ولا يمكن إخضاعها أو تركيعها، تحتفظ بالشموخ والشرف، ليست تابعة لأحد قرارها الوطنى نابع من مصالحها العليا وإرادة شعبها.. لا يمكن لأى قوة إجبارها على تنفيذ ما يتعارض مع ثوابتها.. تنتهج التوازن والاتزان فى علاقاتها لكنها ترفض بشكل قاطع المساس بسيادتها، وهو ما يعيشه الآن على أرض الواقع، تتصدى لمشروعات مشبوهة، ومخططات شيطانية، تلك هى مفردات مصر العظيمة التى يقودها قائد عظيم شريف، يستحق أن تفخر به وتوثق، وتؤرخ لأزهى عصور الشموخ المصرية فمصر ليست كأحد.. مصر استثنائية فى كل شىء.