مع النسمات الحلوة التى تملأ السماء وتدخل القلب فى شهر الانتصارات.. تتجدد طاقات الخير والوفاء.. وتتضاعف القدرة على الانجاز.. بروح أكتوبر العظيم الذى صنع الانتصار الكبير.. واسترد خير أجناد الأرض.. سيناء الحبيبة من براثن الاحتلال.. عبروا القناة التى تعتبر أكبر مانع مائى فى العالم.. وأبطلوا خطورة متفجرات يحملها خط بارليف.. وسرعان ما كان النصر.. واخبار تتصدر القلوب والعقول.. وخصصت لها صحف ووسائل اعلام العالم مساحات كبيرة تتحدث عن بطولات اعظم الرجال.. وكيف حققوا بالعزيمة والإيمان النصر الحاسم الذى مازال يتصدر اهتمامات الاكاديميات العسكرية فى العالم.
وبعد النصر واسترداد الأرض بدأت مرحلة جديدة من البناء وتعويض ما فات.
وأنا.. دائماً تستدعى ذاكرتى أيام عشتها بسيناء.. أرض الشرفاء التى حررها ابطالنا فى العاشر من رمضان.. (السادس من أكتوبر).. وهم صائمون عبروا القناة.
وقد تعلمت من هذه الملحمة التاريخية أعظم الدروس.. أنقلها بأمانة للأبناء والأحفاد.. ومنها.. الأرض عرض.. ولا تنازل ولا استسلام عن ذرة من تراب أرضنا الطاهرة مهما كانت التحديات والصعوبات.
إنها مصر.. صاحبة الحضارة العريقة والتاريخ المجيد فى كل العصور والمجالات وأكرمها الله فى القرآن الكريم.. قال::»ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. وجعل فيها خزائن الأرض.. وقائم عليها جيش وطني.. قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:»إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً.. فهم خير أجناد الأرض».
نعم.. المصريون.. لديهم عقيدة راسخة وإيمان لا يتزحزح بأن الله معهم والنصر حليفهم.. يد واحدة فى مواجهة كل قوى الشر وعلى رأسها الكتائب الالكترونية للإخوانى الإرهابية.
أجيال وراءها أجيال.. أنهار للخير والطيبة.. جبال القوة والهيبة.. وقادرون على تحقيق المستحيل فى سبيل استقرار وازدهار أم الدنيا.
وبقدر ما حاولت فيروسات الفكر المتطرف لطيور الظلام.. فهى بحمد الله لن تغير ثوابتنا الراسخة ومواقفنا القاطعة من أجل حماية البلاد وأمن العباد.. ويظل الخير ساكنا فى النفوس والقلوب.. تحرك عناصره وأركانه العقول.
وكلما أنظر بعيون فاحصة وقلب عاشق أرضه الطاهرة إلى ما يدور حولنا.. أرى أن شعبنا أصبح أكثر وعياً بكل ما يدور حولنا.. وأشكر رب العالمين.. وأقبل رأس ويد كل جندى ومقاتل يحرس ترابنا الطاهر.. وأقف إجلالاً أمام قبور شهدائنا الأبرار الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.
والتحية واجبة لكل الأبطال.. عمالاً وفلاحين ومدرسين وأطباء ومهندسين.. والصحفيين والإعلاميين.. وبفضلهم تتحقق الإنجازات.
حفظك الله يا أم البلاد وغوث العباد.