تندهشوا من المواقف المخزية لأمريكا ولعدد من الدول الأوروبية التى أوقفت مساعداتها الإنسانية والإغاثية لأهل غزة استنادا الى وشاية ساذجة وادعاء باطل من الكيان الصهيونى الغاصب حول مشاركة بعض العاملين فى الأنروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) فى عملية 7 أكتوبر.. وهو مجرد أكذوبة صهيونية فى مسلسل أكاذيبهم التى لا تتوقف خاصة بعد التعاطف الدولى الشعبى مع أهل غزة وتبنى محكمة العدل الدولية لقضية الإبادة ضد الكيان الصهيونى المجرم وقرارها بضرورة وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون حياة مأساوية فى القطاع.
أمريكا ومن يسير فى فلكها من الدول الغربية يعلمون علم اليقين أن إسرائيل تكذب طوال الوقت ولا تمتلك المصداقية فى كل ما يصدر عنها ومع ذلك تصدقها وتسير خلف مزاعمها وتتخذ قرارات غير إنسانية وأبشعها وقف المساعدات عن شعب يواجه إبادة جماعية ومخطط تجويع لمن تبقى على قيد الحياة من شعب غزة الذى تحمل ويتحمل ما لا يتحمله أحد.. ومثل هذه المواقف غير الإنسانية من أمريكا وأتباعها من حلف دعم الكيان الصهيونى تكشف بشاعة هذه الدول وتؤكد عدم احترامها لأبسط حقوق الإنسان فى حالات الحروب وهى حقه فى الحصول على الغذاء.
لكن أمام هذا الموقف المخزى تبقى أسئلة مهمة أبرزها: لماذا تترك الدول العربية والإسلامية شعب غزة وحيدا فى هذه الظروف بالغة القسوة؟ ولماذا لا تتدخل الدول العربية والإسلامية القادرة على تعويض تلك المساعدات المجمدة أو المقطوعة؟ ولماذا لا تسير تلك الدول على نهج مصر التى قدمت لأهل غزة معظم ما وصل إليهم من مساعدات إنسانية ولا تزال تقدم معظم المساعدات؟
>>>>
نحن– العرب والمسلمون عموما– أولى بأهل غزة من أية مجتمعات أخري، وهناك دول عربية وإسلامية كثيرة تمتلك من الخيرات الكثير والكثير ويرون عبر الشاشات يوميا قدر ما يعانيه أهل غزة فى الحصول على أبسط ما يجعلهم مستمرين على قيد الحياة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.. لا ينبغى أبدا ترك أهل غزة يعانون أكثر ما عانوا خلال الشهور الماضية، ويكفيهم ما يلحق بهم كل لحظة من خوف ورعب من جراء عمليات القصف الصهيونى على منازلهم واستشهاد المئات منهم كل يوم دون أن يجدوا من دول العالم من يتدخل ويضغط على الكيان المجرم لكى يوقف عملياته العسكرية.
تاني.. العرب والمسلمون أولى بأهل غزة من أية دول أخرى ولن تعجز عشرات الدول العربية والإسلامية فى توفير كل الاحتياجات الاغاثية لأهل غزة وعلى الفور.. وهنا لا ينبغى أن تكتفى الدول العربية والإسلامية بإرسال مساعداتها، بل عليها أن تمارس كل الضغوط على سلطات الاحتلال من عراقيل أمام وصول تلك المساعدات لمن يحتاجون إليها.
>>>>
نتعامل مع عدو متأصل فى الإجرام يقتل ويدمر كل شيء فى غزة بدوافع دينية متطرفة.. عدو لا يمتلك ذرة من الإنسانية تقوده عصابة مجرمة ترى فى قتل الأطفال والنساء والشيوخ وفى هدم المساجد والكنائس قربى الى الله.. ومن هنا لا ينبغى أن أن يبقى موقف العالم كما هو مع هذا العدو الذى يواصل عدوانه على مدى أربعة أشهر دون رحمة أو تفريق بين مقاوم للاحتلال ومواطن فلسطينى بسيط لا حول له ولا قوة.
كل ما تحاول أن ترسخه إسرائيل فى عقلية المواطن العربى والمسلم أن يكون قتل الفلسطينين وهدم منازلهم فوق رءوسهم مشهدا معتادا أمام عيوننا جميعا وأن نتعود عليه.. لكنها لن تنجح فى ذلك وستظل مشاعر العرب والمسلمين ولعناتهم تطارد هذا العدو وتدين جرائمه ليل نهار، ولن ينفك ارتباطنا بالقضية الفلسطينية مهما استمر العدوان والقتل والتدمير فى غزة.. حجم الدمار والخراب الذى أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة بكافة أنواع الأسلحة الأمريكية غير مسبوق فى أى حرب فالعالم يشاهد كل لحظة دمارا هائلا قضى على الأخضر واليابس فى غزة وحولها إلى كومة كبيرة من الركام تحتاج الى عشرات السنين ومئات المليارات لكى تعود كما كانت عليه قبل 7 أكتوبر الماضي.
ما حدث ويحدث لغزة كل يوم يجب أن يحرك ضمير شعوب العالم بما فيها شعب الولايات المتحدة الأمريكية التى أمدت إسرائيل بأكثر من مائة الف طن من الأسلحة والذخائر ويجب أن تستمر المطالبة بوقف العدوان على غزة فورا وتقديم قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين للمحاكمة الدولية على ما ارتكب الجيش الاسرائيلى من جرائم حرب واستخدمه أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين العزل فى غزة وقتله أكثر من 30 ألفا من المدنيين الفلسطينية معظمهم من الأطفال والنساء.
>>>>
تبنى أمريكا وحفنة من الدول الغربية لمزاعم الكيان الصهيونى هو اشتراك واضح وصريح فى حرب الابادة،ويؤكد أن هذه الدول فقدت مصداقيتها ولم يعد أحد يثق بها بل ستكون مواقف هذه الدول وبالا على شعوبها التى بدأت تشعر بالقلق من مواقف حكوماتها وخرجت الى الشوارع تدين تلك المواقف وتطالب بإدانة العدوان والمطالبة بوقفه فورا.. ما حدث فى غزة من تخريب وتدمير لكل مقومات الحياة يكفى لتقديم كل قادة الحرب فى إسرائيل للمحاكمة على ما ارتكبوا من جرائم حرب، ولا ينبغى أن يتعاطف أحد مع هذا الكيان الإجرامى الذى ارتكب كل الجرائم تحت سمع وبصر العالم كله.
لقد شاهد العالم كله صور القتلى أسفل المنازل المنهارة وفى الشوارع نتيجة عمليات إسرائيل المجنونة وبالأسلحة الأمريكية التى تصل إسرائيل كل يوم.. وشاهد العالم كله صور الرجال والنساء المرضى الذين يهجرون من منازلهم وبعضهم على كراسى متحركة.. وستظل هذه الصور عاقلة بأذهان العالم ولن تستطيع أكاذيب أمريكا وإسرائيل أن تغير حقيقة ما حدث فكل جرائم إسرائيل وأمريكا فى غزة موثقة والعالم كله شاهد عليها.
أمريكا الشريك الأول لإسرائيل فى كل جرائمها.