أوضحت حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وحرب القضاء على أى صورة من صور المقاومة داخل الضفة الغربية وحرب استهداف قادة المقاومة بحزب الله واستمرار الجيش الإسرائيلى لأكثر من ثمانية شهور وبصور يومية فى قتل الأطفال والنساء والشباب الفلسطينى بلا هوادة وتدمير كل مظاهر الحياة داخل قطاع غزة.. وأوضحت المساندة والدعم السياسى والعسكرى والأمنى والمعلوماتى من الولايات المتحدة وألمانيا وانجلترا وفرنسا عدم وجود أمل أن تكون هذه الدول الخمس صديقة للدول والشعوب العربية.
أوضحت هذه الحرب من هو العدو ومن هو غير الصديق لشعوبنا العربية لقد آن الأوان لكى نقف جميعاً شعوباً وحكومات وقفة خالصة مع أنفسنا حيث ان السبب الرئيسى فى تدهور الحالة النفسية والوطنية والحالة الصحية للشباب العربى هو عدم وضوح الرؤية السياسية واستمرار التعامل مع الدول العدوة وغير الصديقة دون النظر لمستوى كرههم للعرب ونيتهم للقضاء على الشعوب العربية وإرجاع العالم العربى إلى العصر الحجرى كما يقول باستمرار نتنياهو وكل قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين وقادة الدول الغربية الأعداء للشعوب العربية.
أوضحت حرب غزة أنه لابد من الصمود ضد العدو الغربى والإسرائيلى وأن يعاد مفهوم التعامل مع الدول الغربية المتأمرة على شعوبنا.. لابد أن نكون واضحين وأن يتعاون العرب جميعاً ونبذ الخلافات الداخلية خاصة ما بين الفصائل الفلسطينية وتحولهم جميعاً إلى المقاومة وهو السبيل الوحيد للحصول على دولتهم المستقلة ووضع الخطط اللازمة لتربية وتأهيل أجيال جديدة من الشباب أصحاب انتماء لأوطانهم وشعوبهم.
مفهوم الحياة هو التعمير والتنمية وبناء الإنسان الذى يشعر بالعزة والكرامة وأن الحياة بصورة المنهزم والمنكسر لا معنى لها حتى ولو توافرت الأموال مع الفرد والدولة.. يجب علينا النظر كمثال لتحمس الجمهور عند مشاهدة ومتابعة فريق بلدهم الكروى يلعب فى مسابقة دولية.. هنا يظهر مدى ارتباط الشعب بدولتهم.
الوضع خطير والزمن يمر ويجرى بسرعة والصهيونية العالمية والرأسمالية الأوروبية والأمريكية ينفذون مخططاتهم على مراحل حتى الوصول لعام الحسم (2041) ويهدفون إلى القضاء على القضية الفلسطينية بصورة نهائية وسوف يساعدهم بقوة اليمين المتطرف الذى بدأ فى الظهور السياسى داخل الدول الأوروبية والرئيس الأمريكى القادم ترامب المعروف عنه التقارب الشديد مع إسرائيل والصهيونية العالمية.
إن الحرب الدائرة حالياً داخل غزة وما يتم داخل الضفة الغربية وما بين إسرائيل وحزب الله يوضح بكل وضوح بداية نهاية الأسطورة العسكرية للجيش الإسرائيلى وأنه بإمكان العرب من خلال وحدة الهدف والاتجاه نحو الاعتماد على أنفسنا تحقيق النجاح فى مواجهة الجيش الإسرائيلي.. نحن العرب شعوب ذات لغة واحدة وذات حضارة قديمة ودول نزلت فيها اليهودية والمسيحية والإسلام الذى نتمسك بمبادئه جميعاً.
الفرصة الآن سانحة أن نربى أجيالاً جديدة تتمسك بالدين والأخلاق والعلم والتكنولوجيا وحب الأسرة الصغيرة والكبيرة والوطن ككل.
كلنا أمل أن يتم توحيد الصفوف ونبذ الخلافات ومن غير المعقول السكوت على القتال المستمر فى السودان بين أبناء الوطن وفى نفس الوقت نطالب الدول والشعب والأجنبية بالوقوف ضد إسرائيل البربرية وحربها المدمرة للشعب الفلسطينى وفى نفس الوقت نقوم نحن العرب بقتل بعضنا البعض.
أرى ظهور ضوء من الأمل فى نهاية النفق المظلم وخير دليل بدء الدول الأوروبية النرويج وايرلندا وإسبانيا وألبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة والتحرك الطلابى والشبابى فى معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة وقطع بعض الدول فى أمريكا اللاتينية علاقاتهم مع إسرائيل.
إن الصمود الفلسطينى فى رفح الفلسطينية والشجاعية والنصيرات وخان يونس ومخيم نور الشمس وجنين وطولكرم.. ونجاح شباب فلسطين بأسلحة بدائية تدمير العشرات من الدبابات والآليات واللوادر وقتل جنود وضباط إسرائيليين وجرح العشرات بصورة يومية خير دليل على قوة الإنسان العربى وصموده وتمسكه بأرضه.
الأمل موجود والنور قادم فى حالة تغيير سلوكنا ومعرفة العدو وغير الصديق والحد من التعامل معهم.