يكشف الوجه القبيح لإسرائيل.. الكيان الصهيونى والعنصرى
إسرائيل تبحث لنفسها عن مستقبل..
بجرائم الحرب والإبادة الجماعية
الأزمة بين بايدن ونتنياهو.. نقطة تحول فى علاقات واشنطن وتل أبيب
التوغل فى رفح الفلسطينية .. هزيمة جديدة.. تضاف لهزائم نتنياهو
واشنطن: إسرائيل لا يمكنها تحمل عواقب أى أزمة مع مصر
خطوط مصر الحمراء.. واضحة تماما أمام العالم
«لوموند» تتساءل: هل أمريكا جادة فى تأييد قيام دولة فلسطينية؟!
خبراء تل أبيب: الحرب مع ميليشيات حزب الله مؤجلة حتى 2026
ربما كانت الأيام أو الساعات القادمة هى الحاسمة فى تاريخ الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.. وهو صراع على الأرض والوجود والحدود ويقال فى تل أبيب حاليا.. إن إسرائيل تلعب بالنار فى ساعات بنيامين نتنياهو الأخيرة.. كرئيس لوزراء إسرائيل.
وذكرت صحف إسرائيل أن الحرائق اشتعلت فى مناطق الغابات الجبلية فى منطقة الجليل الأعلى فى الشمال.. المحيطة بمستوطنة كريات شيمونة.. بسبب القصف المكثف بالصواريخ من جانب ميليشيات حزب الله اللبناني.. وفشل رجال الإطفاء فى السيطرة على نيران الحرائق فى المناطق الجبلية الوعرة.. مما أدى لخسائر فى البيوت والسيارات.. وصدرت التعليمات للسكان بالبقاء فى المخابئ تحت الأرض.
وامتلأت سماء إسرائيل بالسحب السوداء الداكنة فى هذا الزمن الصعب.. ويؤكد الإسرائيليون أنه لا توجد دولة فى العالم تواجه ما تواجهه إسرائيل من تهديدات ومخاطر وتحديات أمنية رهيبة.
ويبدو أن نيران الحرائق التى اشتعلت فى شمال إسرائيل خلال الاشتباكات بالصواريخ مع حزب الله اللبنانى ليست إلا صورة مصغرة من الحرائق السياسية والإنسانية التى اشتعلت فى قلب كل مواطن إسرائيلى منذ هجوم حركة حماس فى ٧ أكتوبر 2023.. حتى اليوم.
وحين يتساءل العالم الآن عن شكل الحياة فى إسرائيل بعد بركان هجوم حماس.. لا توجد سوى كلمة واحدة.. وهى أن كل يهود دولة إسرائيل يعيشون الآن فى أحضان الانكسار القومى الشامل.. فكل مواطن فى إسرائيل الآن يعانى من حالة انكسار حقيقى فى القلب فى هذا الزمن الصعب.
وتقول الإسرائيلية سيكالى كابلان فى الجيروزاليم بوست.. إن كل شيء فى إسرائيل يتدهور الآن إلى الأسوأ والأسوأ كل شيء يزداد صعوبة بصورة تفوق احتمال البشر.
هناك مأزق.. مأزق رهيب لا يمكن تحمله ويستحيل التغلب عليه ولا يدرى الإسرائيليون فعلا كيف يمكنهم مواصلة الحياة؟!!
إسرائيل تعيش فعلا حاليا وسط إحساس عميق للغاية.. إحساس لا ينتهى بالخوف والفزع بل إن اليأس يملأ الأجواء الآن فى كل مكان من تل أبيب إلى حيفا والقدس الغربية.. وحتى بئر سبع.
هناك الخوف والفزع والحزن.. على جنود ومجندات إسرائيل الذين يسقطون قتلى فى المعارك مع حركة حماس فى غزة.. أو مع ميليشيات حزب الله فى الشمال.
الخوف والفزع
وهناك أيضا الخوف والفزع الذى يأكل القلوب على حياة الرهائن واليأس من احتمالات عودتهم أحياء أو حتى أموات وهناك الخوف من مخاطر واحتمالات تصاعد الحرب واتساع نطاق المعارك والقتال فى الشمال على حدود لبنان مع حزب الله أو حتى فى الجنوب مع حركة حماس بعد التوغل الإسرائيلى فى رفح الفلسطينية.
يسود إسرائيل حقا فى هذه الأيام إحساس عميق بالحزن واليأس والقلب والعقل الإسرائيلى يعانى حاليا أسوأ حالات الانكسار أو القلب الإسرائيلى أصبح محطماً.
ويقولون فى تل أبيب إن الإسرائيليين يواجهون خطر الاستمرار فى الحياة والوجود.. وخطر العجز عن إيجاد الأموال اللازمة للبقاء.. الانفاق على متطلبات بقاء دولة إسرائيل.
لكن يهود أمريكا وأوروبا وكل أثرياء اليهود فى العالم يرسلون يوميا الأموال بالمليارات من وراء البحار.. ويرسلون الحقائب الضخمة المليئة بالملابس وكل أدوات الحياة والمساعدات بهدف تقديم لعون ليهود إسرائيل لمساعدتهم على الاستمرار فى الحياة.
وتؤكد الإسرائيلية ميكالى كابلان انه من الواضح أن إسرائيل مازالت تعيش أجواء الهزيمة بعد هجوم حماس فى ٧ أكتوبر 2023.
قبل مجئ المسيح
هكذا نكتشف أن إسرائيل رغم ما تحاول ادعاءه من قوة إلا انها تعيش أسوأ أنواع الخوف والفزع ويقولون متى ينتهى هذا الكابوس الأسود الرهيب للحرب والهزائم وسقوط القتلى والجرحى فى صفوف الجيش الإسرائيلي.
إنها آلام الهزيمة فى إسرائيل وهى آلام أعظم وأكبر من أن يتحملها أحد وهذا هو واقع الحياة المريرة فى إسرائيل حاليا فى هذا الزمن الصعب.. زمن الخوف من تصاعد الحرب واتساع نطاق القتال مع حزب الله وإيران.. وحماس.
اليهود فى إسرائيل يعيشون الآن حلم انتظار عودة الرهائن أحياء ويسألون الرب أن يحدث ذلك قبل مجئ المسيح على اعتبار أن المسيح عند اليهود لم يأت بعد وهذا يعنى أن المسيح قد يأتى قبل أن يتم الإفراج عن الرهائن!!
أخيرا اكتشف العالم كله الوجه الحقيقى لإسرائيل.. الوجه القبيح للكيان الصهيونى والعنصرى وهناك ما يشبه الإجماع حاليا فى إسرائيل ذاتها بأن قيام الجيش الإسرائيلى باقتحام مدينة رفح الفلسطينية جنوبى غزة لن يغير كثيرا من حقائق الهزيمة العسكرية المريرة التى تعرضت لها إسرائيل.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الهجوم الإسرائيلى على رفح الفلسطينية يخدم مصالح بنيامين نتنياهو فى البقاء فى منصبه رئيسا لوزراء إسرائيل.. لكنه لا يخدم مصالح إسرائيل ذاتها مطلقا.. واعترفت نيويورك تايمز بأن الهجوم على رفح الفلسطينية لا يهدد فقط علاقات التحالف الاستراتيجى بين إسرائيل وأمريكا لكنه يهدد أيضا علاقات السلام مع مصر.. واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل هى الأساس الأول الذى يقوم عليه السلام والاستقرار والأمن الإقليمى الشامل فى الشرق الأوسط.
وفى النهاية لم تكن مفاجأة أن يعترف الجنرال هيرتس هاليفى رئيس أركان الجيش الإسرائيلى بأن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بلا فائدة.. ولا جدوى منها.. وأكدوا وجود خلافات عميقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو حول جدوى استمرار هذه الحرب.
هاليفى يعترف
واعترف الجنرالى هاليفى بفشل الجيش الإسرائيلى فى حماية المواطن الإسرائيلى خلال هجوم حركة حماس وقال إنه بوصفه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلى يتحمل مسئولية فشل هذا الجيش فى القيام بمهمته فى حماية مواطنى إسرائيل وأضاف أنه يشعر بمدى ثقل الفشل العسكرى الذى يحمله فوق كتفيه منذ ٧ أكتوبر 2023.. وأنه فى أعماق قلبه يفهم ويدرك معنى ذلك جيدا.
وأكد الجنرال هاليفى أنه يعترف لمواطنى إسرائيل بأنه هو القائد الذى أرسل أبناء الشعب الإسرائيلى وبناته إلى المعركة إلى الحرب التى لم يعودوا منها.. وفى المواقع التى تعرضوا فيها للاختطاف والسقوط فى الأسر.
وتتوالى المفاجأة فى تل أبيب باعتراف صحف إسرائيل بانتحار العديد من جنود وضباط الجيش الإسرائيلى خلال الساعات الأولى لهجوم حماس.
الأزمة مع واشنطن
ومن واشنطن إلى تل أبيب.. نجد أن هناك قولا واحدا يتردد على كل لسان.. بعد قرار الرئيس الأمريكى بايدن بحظر 3500 من القنابل الأمريكية الثقيلة والذكية عن إسرائيل.. يقول السؤال هل قرار بايدن بحظر السلاح عن إسرائيل فى هذا التوقيت خلال التوغل الإسرائيلى الغاشم فى رفح الفلسطينية يعتبر نقطة تحول.. أم نقطة انكسار كبرى فى تاريخ علاقات التحالف بين إسرائيل وأمريكا؟!
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن العملية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية سوف تنتهى بفشل جديد.. يضاف إلى سلاسل الفشل العسكرى الإسرائيل منذ هجوم حماس والحرب الإسرائيلية على غزة وحتى اليوم وكل فشل يعنى وجود هزيمة جديدة فى إسرائيل تطارد نتنياهو وسوف تؤدى إلى طرد نتنياهو من قمة السلطة فى إسرائيل.
ويؤكد الإسرائيلى إيلى بوده فى جيروزاليم بوست أن إسرائيل قد تعرضت للهزيمة والفشل العسكرى والمخابراتى الشامل خلال هجوم حركة حماس وفى النهاية سقطت إسرائيل فى الوحل خلال حرب الإبادة وجرائم القتل ضد الآلاف من الأطفال والنساء والأبرياء فى غزة.. بل إن إسرائيل أصبحت أسيرة الحرب على غزة والأمر لا يتعلق فقط بـ132 من الرهائن الذين قامت حماس باختطافهم.. لأن إسرائيل ذاتها قد سقطت فعلا فى الأسر.
وفى النهاية فرضت القضية الفلسطينية نفسها على إسرائيل وأمريكا وعلى العالم كله.. ولابد أن يكون هناك نوع من الأفق السياسى فى قطاع غزة بعد الحرب فقط أصبح الاحتلال الإسرائيلى لقطاع غزة وللضفة الغربية والقدس الشرقية هو القضية الخلافية الكبرى بين إسرائيل وأمريكا وبين إسرائيل والغرب وبين إسرائيل والعالم العربى بل بين إسرائيل والعالم كله.
موازين القوي
فقد تغير وجه الشرق الأوسط كله بعد هجوم حماس فى ٧ أكتوبر 2023 وتغير توازن القوى الإقليمى بصورة درامية سريعة ومفاجئة وفى النهاية لابد من إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة فقد كانت إسرائيل تتمسك بكل «الأحلام الكبري» التى جاءت فى الكتاب الأخير لشيمون بيريز رئيس إسرائيل الأسبق وكانت تتمسك بالحلم الصهيونى «لإسرائيل الكبري» فى الشرق الأوسط.. و»إسرائيل الكبري» مازال هو أكبر الأحلام فى تل أبيب.. لكن الحقيقة تفرض نفسها الآن واتضح أن حلم إسرائيل الكبرى يشكل أكبر المخاطر التى تهدد الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.. العالم كله الآن أصبح يكره إسرائيل ويطالب بتحرير فلسطين.. وهذا هو أكبر كابوس يواجه إسرائيل حاليا فقد حدث تغيير رهيب فى عقول شباب الجامعات فى الولايات المتحدة وأوروبا.. وأصبح هناك اقتناع تام بأن وجود دولة إسرائيل يهدد سلام واستقرار وأمن العالم وليس الشرق الأوسط فقط.
الصهيونية.. عنصرية
ويتساءل العالم الآن.. هل يمكن أن تبقى العقيدة الصهيونية بعد كل ذلك فقد أصبحت العقيدة الصهيونية التى قامت عليها إسرائيل فى قفص الاتهام أمام العالم.. ومن المستحيل أن تنجو من تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
يأتى ذلك فى توقيت تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى المشئومة لقيامها فى 1948 وفى هذا التوقيت أصبحت العقيدة الصهيونية هى الوجه القبيح والقذر للاستعمار الإسرائيلى والاستيطان والتوسع واحتلال أراضى الشعب الفلسطينى بالقوة المسلحة.
اليوم أصبحت موضع تساؤل وشكوك العالم كله.. باعتبار أن الصهيونية تمثل أقذر عقيدة للاحتلال والتوسع والاستيطان.. نعم الصهيونية الإسرائيلية أصبحت فى عيون الشباب الأمريكى وشعوب أوروبا هى التجسيد الحى للقبلية المتخلفة والعنصرية وأبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
أهداف إسرائيل
ويتساءل العالم الآن.. ما أهداف إسرائيل فى الشرق الأوسط؟!
وما أهداف الصهيونية الإسرائيلية؟!
فقد أقيمت إسرائيل من العدم فوق أرض فلسطين العربية.. بمؤامرات الغزو والحرب والاحتلال.. والاستيلاء على أراضى فلسطين والجولان السورية بالقوة المسلحة.
ومن البداية وجدنا إسرائيل تسعى دوما إلى فرض شرعية وجودها على كل جيرانها بالقوة العسكرية.. وليس بالقبول والتعايش السلمى بين الدول والشعوب.. كما هو معروف بين كل الدول فى قارات العالم.
وفى هذه الساعات حالكة السواد من تاريخ إسرائيل القصير فى الشرق الأوسط نجد إسرائيل تحاول كالمعتاد منها أن تبحث لنفسها عن مستقبل فى الشرق الأوسط بالقوة المسلحة وبأبشع جرائم الحرب والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وحتى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية.
هزيمة جديدة قادمة
وقد تحدثت صحف إسرائيل والعالم كله عن التداعيات الخطيرة لقرار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بالتوغل العسكرى داخل مدينة رفح الفلسطينية رغم الاحتجاجات الأمريكية والأوروبية ورغم ما قد يترتب على ذلك من توتر فى العلاقات بين إسرائيل ومصر.
واعترفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بأن مصر هددت بتعليق العمل باتفاقية السلام بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.. وقيامها بإغلاق كل معابر دخول المساعدات لأبناء غزة وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن مصر هددت حتى بالامتناع عن القيام بجهود الوساطة للإفراج عن الرهائن والتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار ومنع التصعيد الإقليمى للصراع فى الشرق الأوسط.
ووسط هذه الأنباء أكد المسئولون الأمريكيون أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق ما يسمى بالنصر الكامل على حركة حماس فى غزة.
وأكدت صحف إسرائيل.. أنه لو حدث وأدارت مصر ظهرها لإسرائيل بسبب العملية العسكرية الوحشية فى رفح الفلسطينية .. فسوف تترتب على ذلك نتائج وتداعيات إقليمية ودولية واسعة.. ومصر فى النهاية هى قوة إقليمية كبرى فى الشرق الأوسط.. وقوى دبلوماسية عالمية فى الساحة الدولية.
ولذلك لابد أن يدرك الإسرائيليون جيدا ما المخاطر والتهديدات التى يمكن أن تترتب على التوتر فى العلاقات بين مصر وإسرائيل ورغم أن السلام القائم بين مصر وإسرائيل يوصف دائما بأنه «السلام البارد» إلا أنه فى النهاية القاعدة الأساسية الكبرى للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعلاقات بين إسرائيل ومصر تختلف تماما عن علاقات إسرائيل مع أى أطراف إقليمية أخري، الآن مصر تشعر بالغضب العميق بسبب العملية الإسرائيلية العسكرية الوحشية فى غزة.
أمام محكمة العدل
وقدأعلنت مصر مؤخرا انضمامها إلى القضية التى رفعتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
الآن أصبحت إسرائيل فى موقف ضعف وقدرتها على ما يسمى بالردع أصبحت موضع شك وتراجع وهى تعانى من عزلة عالمية حتى بين حلفائها فى أمريكا وأوروبا وكندا.. وسوف يزداد أعداء إسرائيل عددا.. ومن الطبيعى أن يسعى أعداء إسرائيل لاستغلال الموقف لصالحهم.
ومصر فى النهاية هى القوة المركزية الإقليمية الأولى فى الشرق الأوسط.. وصوت مصر فى العاصمة الأمريكية واشنطن وفى عواصم أوروبا الكبري.. أقوى من أن يتجاهله أحد.
ولهذا السبب وجدنا الولايات المتحدة الأمريكية تصغى جيدا لما تقوله مصر.. وتحرص على أخذ شواغل مصر الأمنية والسياسية فى الاعتبار بقوة.
ويبدو صوت مصر فى العالم العربى قويا وهادرا.. ولذلك نجد أن الدول العربية.. لا تصغى فقط لصوت مصر بل إنهم يقفون إلى جانبها بكل قوة وثبات وبكافة الإمكانيات وتتلقى وسائل الإعلام والصحف الأمريكية والعالمية الأنباء يوميا وفى دولة الإمارات العربية هناك من يتابعون أنباء الأزمة فى رفح الفلسطينية وتداعيات التوتر مع مصر لحظة بلحظة.
وفى الحسابات النهائية فإن ما يتردد عن وجود أزمة وتوتر فى العلاقات بين مصر وإسرائيل تتردد أصداؤه فى الآفاق الإقليمية العالمية فى الشرق الأوسط آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا وفى النهاية سوف تجد إسرائيل نفسها تعيش فى عزلة دولية تامة.. وهى موضع سخط وغضب وإدانة كل حكومات وشعوب ودول العالم.
محظورات مقدسة
واعترفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بوجود محظورات مقدسة واجبة الاحترام التام فى بنود معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ولابد أن تبقى هذه المحظورات المقدسة كما هى لا تمس.. ولا يقترب منها أحد بسوء لأنها تتعلق بالأمن والاستقرار الإقليمى فى الشرق الأوسط.. والعالم.
وفى النهاية سوف يؤدى ذلك إلى انتكاسة كبرى لإسرائيل تضاف إلى انتكاسة الهزيمة والفشل العسكرى الذى تعرضت له إسرائيل خلال هجوم حماس المفاجئ فى ٧ أكتوبر 2023.
التحالف المتفجر
وصفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية العلاقات بين الرئيس الأمريكى بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو بأنها أصبحت تمثل تاريخا من التحالف المتفجر بالأزمات.
وأكدت لوفيجارو واللوموند الفرنسية أن الأزمة والتوتر القائم بين مصر وإسرائيل بسبب العملية العسكرية الوحشية فى رفح الفلسطينية هى السبب الرئيسى فى التوتر القائم حاليا بين نتنياهو وبايدن.
فبعد شهور طويلة من الإحباط الأمريكى بل وإحساس الرئيس بايدن بالعجز عن وقت حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة انفجر التحالف بين الطرفين فجأة.. وخرج من القنوات الدبلوماسية السرية إلى العلن.. أمام الرأى العام الأمريكى والعالمي.
وتنظر واشنطن إلى مصر.. باعتبارها الشريك الاستراتيجى الرئيسى للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط والعالم العربى والعلاقات المصرية الأمريكية تتمتع بثقل ووزن خاص جدا فى دوائر صنع القرار السياسى الأمريكي.. فى أى إدارة أمريكية سابقة أو حالية أو قادمة وفى العيون الأمريكية فإن العلاقة مع مصر ليس لها بديل نهائيا.
وذكرت لوموند الفرنسية أنه من الضرورى أن يرحب العالم كله بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل فى الأمم المتحدة وقالت إن هذه الخطوة طال انتظارها للاعتراف بالحق الفلسطينى فى السيادة والدولة المستقلة وهناك دول كبرى فى أوروبا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين.. وهذا هو التطور الطبيعى للقضية الفلسطينية وقالت لوموند إن هذا الاعتراف العالمى ينطوى حتى على ما قد ينقذ إسرائيل من نفسها ومن جرائم الحرب التى تتورط فيها يوميا.
وذكرت لوموند الفرنسية أن الأمر يتعلق فى النهاية بمدى جدية الولايات المتحدة فى تنفيذ حل الدولتين وفرض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الجانب الإسرائيلي.
وأكدت نيويورك تايمز الأمريكية إن قضية الأزمات المتفجرة والمتصاعدة فى الشرق الأوسط لا تقتصر فقط على الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطينى فى غزة وأكدت أن الخبراء العسكريين فى إسرائيل يحذرون الآن من النتائج الخطيرة لاحتمالات التصعيد العسكرى بين إسرائيل وميليشيات حزب الله اللبنانى فى الشمال.
الحرب المؤجلة
وأكد الخبراء الإسرائيليون أنه حتى لو تم وقف إطلاق النار حاليا بين إسرائيل وحزب الله فإن الحرب قادمة بكل تأكيد بين الجانبين فى موعد أقصاه عام 2026.
إسرائيل لا تريد التورط حاليا فى حرب واسعة مع ميليشيات حزب الله بعد الهزيمة والفشل العسكرى الواسع فى غزة وبسبب تدهور قوة الجيش الإسرائيلى الذى يجرى التخطيط حاليا لإعادة بنائه بأسس وقواعد جديدة بأعداد أكبر من الجنود والعتاد والسلاح.
أما مخاطر الحرب بين إيران وإسرائيل فهى قصة جديدة بحسابات جديدة تماما.. ولن تكون إيران وحدها فى أى حرب بدون دعم ميليشيات حزب الله والحوثيين فى اليمن.. وهى حلقة النار الإيرانية المحيطة بإسرائيل.
لكن إسرائيل تلعب بالنار فى الساعات الأخيرة لنتنياهو كرئيس للوزراء.. وعملية اقتحام رفح الفلسطينية فى جنوب غزة لا تخفى حرائق الحرب السياسية التى تشتعل فى أعماق إسرائيل حاليا.
يكفى أن كل مواطن فى إسرائيل يعيش حاليا فى أحضان أحزان الهزيمة المريرة والانكسار القوى الشامل لإسرائيل بعد هجوم حماس المفاجئ.
وكل شيء يتدهور فى إسرائيل إلى الأسوأ والأسوأ ولم يعد المواطن الإسرائيلى يدرى كيف يمكنه حتى مواصلة الحياة لأن الهزيمة أمام حماس مازالت مؤلمة وشديدة الألم واليأس الشامل يملأ الأجواء فى كل مكان من تل أبيب وحيفا وحتى القدس الغربية وبئر سبع والتوغل فى رفح الفلسطينية سوف ينتهى بهزيمة أخرى تضاف لسلسلة الهزائم الإسرائيلية تحت قيادة نتنياهو.. وفى النهاية لن يكون لدولة إسرائيل سوى ساعة بحسابات التاريخ.. وسوف تقوم دولة فلسطين ذات السيادة.. حتى قيام الساعة.