طلبت محكمة العدل الدولية من اسرائيل منع ومعاقبة التحريض على الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين وذلك ضمن حكمها الابتدائى بشأن الدعوى التى اقامتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل وتتهمها بإرتكاب إبادة جماعية فى قطاع غزة ودون ان تأمر بوقف إطلاق النار ومازالت اسرائيل تقوم بمذابح يومية ضمن أعمال الابادة فى المناطق التابعة للامم المتحدة والتى لجأ إليها النازحون هرباً من قصف القنابل والمدافع.
ورغم احالة قرار المحكمة إلى مجلس الامن فأن الحرب فى غزة لم تهدأ بل شهدت المنطقة تصعيداً فى عدد الشهداء فقد بلغ متوسط من يقتلون يومياً من المدنيين حوالى 150 شخصاً وهى تقريباً نفس معدلات القتلى فى الأيام الأولى من الحرب وهو ما يؤكد من جديد ان اسرائيل تسعى للابادة الجماعية بضوء أخضر من مؤيديها من حكومات الغرب ولا تخشى من صدور قرار محتمل من مجلس الامن ضدها استناداً الى الفيتو الامريكى الذى يساندها فى كل المواقف.
ودخل متغير خطير الأيام الماضية وهو العملية الإرهابية التى ادانتها كل من مصر والأردن ضد قاعدة أمريكية فى اقصى حدود الأردن وراح ضحيتها 3 قتلى امريكيين و32 جريحاً وتهدد امريكا بالانتقام لضحاياها وهو ما يعنى توسيع الحرب فى المنطقة دون التفكير فى اتخاذ خطوات عملية لوقفها وعلاج جذورها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وقام 12 وزيراً اسرئيلياً بعضهم من الليكود بإقامة مؤتمر يطالب بأحياء المستوطنات فى غزة وتشجيع تهجير الفلسطينيين منه.. ليس هذا فحسب بل قام عدد من الحكومات الغربية يوقف سداد مساهمتها فى الاونروا مما يعنى زيادة معاناة الفلسطينيين الذين يموتون جوعاً الان بسبب نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض ونقص الخدمة الصحية بعد خروج عدد كبير من المستشفيات من الخدمة.
مصر أكدت ان معبر رفح مفتوح 24 ساعة ولم يغلق أبداً وهناك اجراءات تطبق من الطرف الآخر تؤدى الى عدم كفاية المساعدات لنحو اثنين مليون وثلثمائة فلسطينى وان مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية وستظل تحافظ على حق الشعب الفلسطينى المشروع فى أرضه.
قال سامح شكرى وزير الخارجية فى مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية السعودى ان ما يشهدة البحر الأحمر واليمن هو نتاج مباشر للتوتر فى المنطقة وغزة وبسبب الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وان تعليق مساعدات الانوروا عقاب جماعى للفلسطينيين.. بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين اكثر من 26 ألفاً والجرحى 66 ألفاً.
كانت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قد اشارت الى عزم اسرائيل هدم مبان فى الحدود فى استراتيجية لتغيير ديموجرافى على الأرض بعمق كيلو متر على طول الحدود وكان الامين العام للأمم المتحدة قد جدد الدعوة لوقف اطلاق النار مع ضرورة تفعيل حل الدولتين بينما اعلن وزير الخارجية الامريكى ان بلاده واضحة بشأن الحفاظ على وحدة ارض فلسطين ورفض تغيير دائم للوضع الجغرافى فى غزة وان البيت الابيض يجرى نقاشات بشان وقف اطلاق نار انسانى ضمن صفقة للافراج عن الرهائن المحتجزين ونأمل ان يتفق قادة العالم على وقف التصعيد نحو حرب شاملة وحل القضية الفلسطينية من جذورها والاستجابة لنداءات شعوب العالم المحبة للسلام ووقف قتل الاطفال والنساء والشيوخ فى غزة والضفة الغربية.