احتواء التصعيد وتجنب توسيع الصراع
كل يوم مشاهد متكررة من الدمار والقتل والإبادة الجماعية والتجويع ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة والغربية والعالم لا يرى ولا يسمع ، فإذا كان الأمر هكذا فأصبح قانون الغاب هو المسيطر وأصبحت اسرائيل تضع نفسها فوق القانون دون أى محاسبة وهو أمر غير مقبول لعدم استطاعة المجتمع الدولى محاسبة اسرائيل على كل ما تفعل وبالتالى فهو عجز وضعف للمنظومة الدولية، وأصبح الأمر ما هو إلا ازدواجية للمعايير يحاسب من يحاسب ولا يحاسب الذى يرتكب الجرائم والافعال المشينة، وبالتالى فهذا أمر مخز بعدم قدرة المجتمع الدولى على فعل أى شيء وان تفعل اسرائيل ما تشاء منذ عام ونصف دون أن يوقفها أحد، فهناك تصعيد إسرائيلى خطير فى قطاع غزة والضفة الغربية وإصرارها على استخدام القوة العسكرية الغاشمة ضد المدنيين ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو أمر يدعو للاستغراب من عدم قدرة الدول الكبرى للعمل على وقف ومنع هذه الاعتداءات الاسرائيلية.
فإذا أراد هذا العالم أن يضع حدا للجرائم الاسرائيلية فعليه أن يعمل على تضافر الجهود فى سبيل احتواء التصعيد فى المنطقة وتجنب توسيع رقعة الصراع بالنظر للتداعيات الوخيمة على شعوب المنطقة.
الجهود المصرية الدؤوبة والمخلصة التى تقوم بها لسرعة وقف عمليات القتل اليومية التى تقوم بها اسرائيل ضد المدنيين العزل الابرياء فى قطاع غزة يشيد بها العالم أجمع، كما ان الاقتراحات المصرية التى تتعلق بإطلاق سراح الرهائن والأسرى وان يكون هناك فترة محددة من الهدوء ووقف القتال لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والعودة الى الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى يناير الماضى والدخول فى مفاوضات حول المرحلة الثانى هى أمر جيد للغاية نأمل أن يتوج فى النهاية بالنجاح نظرا للجهود الكبيرة التى تبذلها مصر دون توقف من أجل إنهاء هذه الحرب على غزة ومن أجل البدء فى الخطة العربية الاسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة والتعافى المبكر دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم، فهناك توافق وزخم دولى على هذه الخطة ، ومن المنتظر عقد مؤتمر القاهرة الدولى لإعادة الإعمار فى أسرع وقت ممكن عند التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار، فمصر لم تدخر جهداً وتعمل من أجل خفض التصعيد وتوفير المساعدات الإنسانية، كما أنها تواصل المفاوضات بين طرفى النزاع، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، فما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مرحلة مفصلية فى ظل استمرار المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة، يتطلب استجابة دولية موحدة لتحقيق السلام والكرامة والعدالة للشعب الفلسطينى.
مصر ترفض بشكل كامل ومطلق تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء قسرياً أو طوعياً أو بشكل مؤقت أو دائم، كما أنها ترفض تصفية القضية الفلسطينية.
على العالم العمل على حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فكانت تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بشأن أن فرنسا قد تعترف بالدولة الفلسطينية فى يونيو المقبل، وأن علينا أن نتحرك نحو الاعتراف «بالدولة الفلسطينية»، وسنفعل ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبالتالى فإن اعتراف فرنسا بفلسطين سيكون له تأثير كبير فهناك عدد كبير من الدول قد اعترفت بفلسطين والآن إعلان فرنسا بإمكانية ذلك سيؤدى لمزيد من الدول التى قد تعترف بفلسطين أيضاً، كما أن فرنسا لها تأثير كبير داخل الاتحاد الأوروبي، وأنها عضو دائم فى مجلس الأمن.