> كلما عاودنا شهر أكتوبر كلما شعرنا بالفخار والاعزاز بجيشنا البطل المغوار الذى خاض معركة الكرامة بروح الإيمان بالله مضحياً بالنفس من أجل الحفاظ على الأرض واستردادها من أيدى الصهاينة وذلك بعد غياب ست سنوات استطاع العدو خلالها أن يجرف مواردها الطبيعية التى حبى الله بها مصر الكنانة أرض الأنبياء المحفور بحروف من نور فى سجلات التاريخ فضلاً من الله ونعمة.
> تحية لأبطال عظام حطموا سداً ترابياً منيعاً لم يكن له مثيل ووضعوا أرواحهم على كفهم تحت مياه القناة التى لغمت بالنابالم ظناً منهم أن سيناء أصبحت لهم إلى الأبد وأنها أصبحت حراماً على المصريين – أصحاب الأرض – ولكن عزيمة الجندى المصرى وبسالته وشجاعة قائده كانت الأقوى بفضل الله وخلال أيام عادت الكرامة للمقاتل المصرى البطل صاحب الملحمة البطولية.. فمهما طال الزمن لا ننسى أبطال أكتوبر ولا شهداءها الذين هم مازالوا أحياء عند ربهم يرزقون، فتحية لهم ولكل من شارك هذه الملحمة البطولية.
> لم ينس العدو هزيمة السادس من أكتوبر 1973م التى تركت فى نفوسهم مرارة لا يمحوها الزمن رغم ما بيننا وبينهم من سلام لأنهم فقدوا قطعة من الأرض الموعودة فحاولوا أن يصدروا لها الإرهاب ليفسدوها على أهلها ويشفوا غليلهم ولكن الجيش المصرى الباسل كان لهم بالمرصاد حتى قطع عليهم الطريق وبالعزيمة والإرادة الجبارة استطاع ان يقتلع الإرهاب من جذوره ويقطع على العدو الطريق حيث لا رجعة وسيظل الجيش المصرى حجر عثرة أمام كل من يفكر أن يعبث بأرض الفيروز أو بشبر من أرض مصر الغالية.
> استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يحول أرض الفيروز من وكر للإرهاب إلى مزارع للزيتون والنخيل حيث وضع لها رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لدمج أبنائها فى خطط التنمية العمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة لإعادة صياغة شكل وملامح أوجه الحياة للاستفادة من كافة المقومات التى تتمتع بها.
> بمناسبة الاحتفال بتحرير سيناء وبعد تاريخ طويل من الصراع المصرى مع الكيان الصهيونى جاءت الجمهورية الجديدة لتغير ملامح الحياة حيث تم استصلاح واستزراع نصف مليون فدان قام بهذا العمل مركز بحوث الصحراء والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية منها 36 ألف فدان فى سهل الطينة و49 ألف فدان فى جنوب القنطرة شرق ومائة ألف فدان فى منطقتى رابعة وبئر العبد و102 ألف فدان فى جنوب الشواحط، و47 ألف فدان فى جنوب القنطرة شرق و122 ألف فدان فى محور شرق البحيرات الجفجافة اعتماداً على مصادر مياه ترعة الشيخ جابر ومحطة بحر البقر بطاقة اجمالية 6.7 مليون م3 يوم. ومن خلال هذا المشروع العملاق تم ربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وملء الفراغ السكانى بسيناء، هذا بالإضافة إلى ما تم انجازه من مشروعات تسمين ومزارع داجنة ومزارع سمكية مع إنشاء مصانع أسمدة وأعلاف وتجميد وتغليف هذه المنتجات ليتمكن شباب سيناء من قيادة جهود التنمية.
> وعندما ملئت جوانب سيناء بالمشروعات الزراعية والصناعية والتجارية العملاقة حيث توافر فرص العمل الواعدة فكر الشباب من الدلتا والصعيد فى الهجرة إلى سيناء شمالاً وجنوباً مما جعل أرض الفيروز مكتظة بالسكان الأمر الذى جعل القيادة السياسية ان تفكر فى تشغيل قطار السكة الحديدية بطول 100 كيلو متر الذى يخدم سكان سيناء ولتحويل مصر إلى مركز اقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت ليقوم هذا الخط بنقل الركاب والبضائع والتصدير عبر ميناء العريش كما أن هذا القطار سوف يعمل على ربط الدلتا بسيناء مع خلق تجمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية كاملة المرافق وفى كل المجالات.
> ثمانى سنوات من العمل الدءوب ليل نهار على أرض الفيروز لتصبح قبلة للمستثمرين من كل أنحاء العالم والواقع يشهد بذلك حيث يتهافت رجال الأعمال والمال من مصر وخارجها للحصول على موافقات للاستثمار فى سيناء الحبيبة.
كل عام وسكان سيناء ومصر بخير وأمن وأمان.