بدأ العام الدراسى الجديد وتواكب ذلك مع اطلاق المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» والتى تهدف إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برامج عمل تستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية.. عام دراسى بدأ بعد أن تداولت وسائل التواصل الاجتماعى فيديو اعتداء مجموعة من الطالبات بالسب على أحد المدرسين فى رحاب العلم وجها لوجه بلا حياء ولا خجل ولاحمرة وجه فى زمن غابت فيه المباديء والقيم نتيجة انسلاخ الأسرة من دورها فى التربية وزرع القيم وانشغالها وترك تلك المهمة لوسائل التواصل الاجتماعى التى تتلاعب بأولادنا كما تتلاعب العواصف بأوراق الشجر وتشكل وجدانهم وفكرهم الهش.. وتركت الأسر أبنائها كالريشة فى مهب الريح تقذفها فى كافة الاتجاهات إلى أن تسقط أرضا.. بعد أن كانت الأسر متماسكة مترابطة كالبنيان المرصوص.
عام دراسى جديد.. أتمنى أن يكون سعيداً وبداية لبناء أبناء مصر بوعى جيد وفكر مستنير من خلال رؤية تتفق وتتناسق وتتناغم وتتكامل مع المشروع القومى للتنمية البشرية والاهتمام بما يرتقى بالذوق العام ودعم الفكر المستنير والمعارف.. لابد أن تتعاون كافة الجهات المعنية وقبلها الأسر حتى يكون لدينا جيل واعى متقدم قادر على القيادة والمبادرة برؤية ثاقبة.. يجب أن يكون هناك إعلاء للأخلاق والمباديء المصرية الأصيلة التى تربينا عليها.. وأن ندرك جميعاً أن بناء الإنسان مسئولية تضامنية فى مقدمتها الأسرة والمدرسة فهما صاحبتا اللبنة الأولى فى هذا البناء وتشكيل الوعى ووضع الأساس واكتساب المهارات وبث الثقة فى النفس.. فإذا كان الأساس قوياً أمكن بعد ذلك استمال الصرح القوى المتين القادر على مواجهة الزلازل والأعاصير والتحديات وتخطى الصعاب والأزمات وطرح الرؤى والأفكار.. داعماً ومشاركاً وفاعلاً ومؤدياً لمهمته فى بناء مجتمعة وناهضا به.
لابد من الحفاظ على هيبة المعلم وصون كرامته وحقوقه حتى يعود معلماً ومربياً مهاب الطلعة ومطاع الكلمة.. وفى نفس الوقت علاج وتقويم سلوكيات الطلاب..إصلاح المعوج مهم وتقويم سلوكة بالتعاون ومشاركة الأسرة وتعظيم الإيجابيات فى الآخرين وتنميتها ودعمها بالتحفيز والتشجيع.. وتطوير الأنشطة التى تقدمها المدرسة بالتزامن مع العملية التعليمية حتى تكون جاذبة للطالب.. سعيداً بها مستفيداً منها مشكلة لشخصيته ووجدانه وفكرة مؤثرة فى سلوكه.. وتدعيم قيم الاحترام المتبادل والتسامح وروح الأبوة بين المعلم وطلابه وإدارة المدرسة وكافة أطراف العملية التعليمية حتى تكون هناك بيئة تعليمية آمنة تربوياً وأخلاقياً وإنسانياً قادرة على بناء إنسان متوازن متصالحا مع نفسه ومع المجتمع المحيط به.
إن أطفال اليوم هم شباب المستقبل ولن يبنى مصر إلا سواعد أبناءها.. وعقول أولادها.. هم صناع المستقبل وآليات وأدوات صياغته وهم المحرّك الأساسى والرئيسى للعمل وسواعد تحقيق الإنجازات والتنمية قريباً لذلك يجب تسليحهم بالقدرة على العطاء والحماس والرؤية والتّفكير المُستنير.