كانت من المرات القليلة التى يجتمع فيها الراحل العامرى فاروق نائب رئيس النادى الأهلى ووزير الرياضة الأسبق ، مع الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة الحالى عقب انتهاء علاقة العمل بينهما والمتعلقة بملفات الوزارة .. وجاءت داخل أحد المستشفيات الكبرى بالسادس من أكتوبر ، عقب حادث سير ضخم تعرض له صبحى وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج السريع.
وقتها تواجدنا سويا داخل الجناح المخصص للوزير ، وينام فيه بدون حراك وتحت إشراف طبى كامل ، ولم يتمالك العامرى نفسه وهو ينظر إلى الوزير الحالى ، وتساقطت دموعه بغزارة لدرجة دفعت الجميع إلى الهرولة إليه والسعى وراء طمأنته والتأكيد على سلامة صبحى وعدم وجود ما يدعو للقلق عليه .. ولكن زادت الكلمات من تأثر نائب رئيس النادى الأهلى السابق ، ولم يهدأ إلا بعد تدخل أسرة الوزير وتسابق أفرادها فى تهدئة الضيف ، بعد أن تأثر جميعهم بدموعه .
أبعاد شخصية جديدة عرفتها عن العامرى فى هذا المشهد ، تختلف تماما عن الشخصية الجادة العنيدة والحازمة والمتبحرة فى فنون ومسالك موقعه سواء كان فى عضوية مجلس الأهلى من قبل أو فى الوزارة ثم العودة نائبا لرئيس ناديه .. وكأنه كان ينظر لنفسه بعد سنوات قليلة مستلقيا على سرير مماثل يتلقى العلاج ، قبل أن يرحل عنا ، تاركا موروثا كبيرا من العلم والوعى والتفانى لخدمة متطلبات عمله وموقعه.
كم من مشاكل وحروب يخوضها كل منا فى حياته سعيا وراء الحفاظ على مقعد أو إنجاز مهمة معينة بصرف النظر عن طبيعتها ، ولكن تخفى هذه الحروب خلفها طباعا، لا نتعرف عليها إلا وقت الأزمات أو رحيل أصحابها فجأة .. وإذا تحلى جميعنا بشيء من الهدوء والشفافية لتخلص من هموم زائدة .. وإياك أن تستمع لملخص تجارب غيرك فى الحكم على الأخرين ، فغالبا يسعى هؤلاء لتغليف تلك التجارب بما يخدم مصالحهم فقط .. واعتمد فى حكمك على تجربتك الشخصية وما دونته فيها بقلبك دون النظر للمؤثرات الأخرى .
رحم الله العامرى فاروق نائب رئيس الأهلى السابق، سقط وهو داخل ناديه يباشر عمله ويسعى لخدمة الأعضاء ومتابعة الملفات الخاصة به.. لذلك ارتبط به الجميع فى القطاعات الإدارية والرياضية، وظلت سيرته الطيبة تجوب كل شبر داخل القلعة الحمراء .