وزير الأوقاف يشارك فى مراسم الجنازة بتكليف من الرئيس السيسى
شارك عدد من قادة وزعماء العالم وآلاف الأشخاص، أمس، فى مراسم تشييع البابا فرنسيس فى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان الى مثواه الأخير، ليدفن فى كنيسة مريم الكبرى «سانت مارى ماجور» فى قبر بسيط تحت الأرض يحمل اسمه فقط.
بتكليف من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، شارك فى مراسم الجنازة وفدٌ رسمى رفيع المستوي، برئاسة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.
تقدم وزير الأوقاف بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية، وإلى جميع أبنائها حول العالم، مؤكدًا أن البابا فرنسيس ترك إرثًا إنسانيًا خالدًا يشهد له التاريخ؛ حيث حمل لواء القيم النبيلة، ودافع عن كرامة الإنسان دون تمييز بين دين أو لون أو جنس.
وأشاد الدكتور أسامة الأزهرى بالمسيرة العطرة لقداسة البابا الراحل، موضحًا أن مواقفه الشجاعة وإسهاماته الكبرى فى تعزيز الحوار بين الأديان، ونبذ العنف والكراهية ستظل مضيئة فى سجل الإنسانية؛ وأن العالم اليوم يفتقد قيادة روحية جمعت بين الحكمة والتواضع والعطاء اللا محدود.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن البابا فرنسيس كان نموذجًا نادرًا فى الدفاع عن حقوق المستضعفين والمهاجرين واللاجئين، رافعًا راية الإنسانية فوق كل اعتبار، ومقدمًا دروسًا خالدة فى التضامن الإنسانى ومناصرة قضايا العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي.
وذكر الفاتيكان أن هناك 50 رئيس دولة و 162 وفدا و250 ألف شخص شاركوا فى تشييع جنازة البابا فرنسيس ،من بينهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والاردن والفلبين والجابون والأرجنتين وأوكرانيا وبولندا والعديد من أفراد العائلات المالكة الأوروبية.
وتقدم صفوف المعزين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رغم انه اختلف بشدة مع البابا فرنسيس فى مناسبات عديدة بسبب مواقفهما المتناقضة حول الهجرة.
واصطف عشرات الآلاف من المشيعين على الطريق الذى يمتد إلى 6 كيلومترات وسط روما، حيث يمر بمعالم مثل بيازا فينيسيا والكولوسيوم، إلى كنيسة سانت مارى ماجور حيث تم دفن البابا فرنسيس بعدما زارها كثيرا طوال مدة توليه منصب البابا التى استمرت 12 عاما.
وبعد القداس الذى ترأسه الكاردينال الإيطالى جيوفانى باتيستا رى ، تم نقل نعش البابا إلى كنيسة القديس بطرس، حيث انطلق موكب من هناك لدفن الجثمان ،وحمل نعشه عبر الأبواب الرئيسية .
وكانت صلاة القداس صلاة كونية بلغات متعدة كالعربية والفرنسية والبرتغالية والألمانية والصينية والبولندية.
وفى خروج عن التقاليد، سيكون فرنسيس أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ ما يزيد على قرن من الزمان، مفضلًا أن يكون مثواه الأخير فى كنيسة مريم الكبري «سانت مارى ماجور» فى روما، والتى تبعد نحو أربعة كيلومترات عن كنيسة القديس بطرس.
وقد تم تجهيز القبر خلف حاجز خشبى داخل البازيليك فى كنيسة مريم الكبرى ، فى المكان الذى اختاره البابا فرنسيس ليكون قريبًا من أيقونة السيدة العذراء. وأكد الفاتيكان أن مراسم الدفن ستُقام بشكل خاص بعيدًا عن الأنظار.
ولا يحمل قبره سوى كلمة «فرنسيسكوس»، وهو اسمه باللاتينية، منقوشة على قمته. وهناك نسخة من الصليب البسيط المطلى بالحديد الذى كان يضعه حول رقبته معلقة فوق اللوح الرخامي.
شهدت الجنازة إجراءات تأمينية مشددة حيث أغلقت ايطاليا المجال الجوى فوق المدينة واستدعت قوات إضافية، مع وجود صواريخ مضادة للطائرات وزوارق دورية لتأمين الجنازة، فى واحدة من أكبر العمليات الأمنية التى تشهدها البلاد منذ جنازة يوحنا بولس الثاني.
وتولى الحرس السويسرى تأمين الجنازة بالتعاون مع الشرطة الايطالية، وهو جيش صغير مميز بزيه الملون وأدى دورًا محوريًا فى تأمين المراسم وحماية الفاتيكان خلال هذه الفترة الحساسة.
ويعد الحرس السويسرى أصغر جيش فى العالم بقوة قوامها 135 جنديًا فقط، ووفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، يعود تاريخ هذه القوة العسكرية إلى مطلع القرن السادس عشر، حين استعان البابا يوليوس الثانى بالمرتزقة السويسريين المعروفين بشجاعتهم وولائهم الشديد لحمايته.
بدأت مهام الحرس هذا الأسبوع بحراسة جثمان البابا، عندما تم نقله إلى تابوت فى كنيسة منزله «كاسا سانتا مارتا». وقد ظهر الحراس بزيهم التقليدى الأحمر والأصفر والأزرق حاملين حرابهم التقليدية «الهالبرد» أثناء وقوفهم بجانب التابوت المفتوح الذى نُقل عبر ساحة القديس بطرس إلى الكاتدرائية، حيث يسجى جثمان البابا.
وتناوب اثنان من الحراس على الوقوف بجانب الجثمان فى حالة من اليقظة التامة، حيث لاحظ الزوار أنهم بالكاد يرمشون بأعينهم خلال فترات الحراسة الطويلة، فى مشهد يعكس الانضباط العسكرى العالى الذى يتمتعون به.
وتمتد مهمة الحرس السويسرى أيضاً فى حراسة المجمع الكنسى «الكونكلاف»، خلال الاقتراع السرى لانتخاب بابا جديد الذى سيُعقد فى كنيسة سيستين، مع استمرار دورياتهم المعتادة على حدود الفاتيكان.
يذكر ان البابا فرنسيس كان أول بابا ينحدّر من أمريكا الجنوبية، وتوفى إثر جلطة دماغية عن عمر ناهز 88 عامًا، وقد اثارت وفاته مشاعر حزن فى العالم اجمع ، كما انه نال إشادة جماعية، حتى من الرئيس الأمريكي، الذى كان على خلاف شديد معه .
ويعد البابا فرنسيس من أبرز الداعمين للمهاجرين والفقراء حتى ان البعض يصفه بـ « بابا الفقراء»، كما أنه كان محبا للسلام وبذل جهودا حثيثة فى إعادة بناء الكنيسة الكاثوليكية .