ويبقى يوم 7 اكتوبر 2023 تاريخاً يؤرخ له فى القضية الفلسطينية.. بما كان قبله وما يحدث بعده.. لابد ان نعترف بأنه لاول مرة فى التاريخ تحصل فلسطين على تأييد شعبى علنى بصورة غير مسبوقة.. حتى فى امريكا نفسها الداعم الأكبر للعدو الإسرائيلي.. وما حدث فى الجامعات الأمريكية يؤكد ذلك.. لأول مرة يخرج طلاب الجامعات فى انجلترا وفرنسا والمانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية مؤيدة لفلسطين.. ولأول مرة يرتفع العلم الفلسطينى فوق رءوس الشعوب الأوروبية وامريكا.. بل ويطوف شوارعها.. لأول مرة.. لا يستجيب الحكام فى الغرب لارادة شعوبهم فى مساندة حق الشعب الفلسطيني.. لأول مرة تتغنى الشعوب الأوروبية علانية مطالبة باستقلال فلسطين.. لأول مرة تقتحم الشرطة الحرم الجامعي.. فى اكبر الدول التى تتشدق بالحرية والديمقراطية.. واحترام حقوق الإنسان.. لفض اعتصام الطلاب الذين ينادون بإيقاف القتل والدمار والتخريب فى غزة.. لأول مرة تعلن ٣ دول أوروبية (أيرلندا _ النرويج _ اسبانيا) الاعتراف بدولة فلسطين بالرغم من اعتراض امريكا.. وبمناسبة الاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية.. لابد من خروج توصية من مجلس الأمن الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على الاعتراف بدولة فلسطين.. وهنا يصطدم القرار بالفيتو الأمريكي.. لذلك حصلت فلسطين على دولة مراقب فقط فى عام 2012 اى عضوية منقوصة غير كاملة وغير عادلة.. بعد ان كانت مجرد كيان ودولة مراقب يصبح من حقها الانضمام للمعاهدات ومنظمات الأمم المتحدة وايضا المحكمة الجنائية الدولية.. ولا تنضم لمحكمة العدل الدولية.. والفارق بين المحكمتين.. ان الجنائية تختص بمحاكمة الافراد فقط.. بينما العدل الدولية لمحاكمة الدول.. وقد حصلت فلسطين على موافقة ثلثى اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة للاشتراك بها كدولة.. لكن هذا الاعتراف لم يخرج للنور.. لأنه يشترط الحصول على موافقة (توصية) مسبقة من مجلس الأمن.. وهذا لم يحدث بسبب الفيتو (الاعتراض) الأمريكي.. وقد منحت الأمم المتحدة مقعداً لممثل الشعب الفلسطينى (محمود عباس).. وهو المقعد المخصص لرؤساء الدول.. وذلك بصفة فلسطين دولة مراقب فقط ان هناك أجيالاً قادمة سوف تقود امريكا وأوروبا فى المستقبل.. هذه الأجيال من الشباب تعلمت جيدا.. توقفت امام ما شاهدته بأعينها من ظلم وجبروت وطغيان وقتل ودمار لغزة وشعب فلسطين.. هذا الشباب تعلم كيف يبحث عن الحقيقة ويصل اليها.. ماذا فعل بعد ان عرف حقيقة إسرائيل وانها دولة غاصبة مستعمرة محتلة فلسطين.. طالبوا جامعاتهم بإيقاف اى تعاون أو دعم سواء مالياً أو علمياً مع إسرائيل.. والاهم من ذلك قاموا بعمل كشوف لجميع قيادات المؤسسات والهيئات فى امريكا.. الذين يحملون الجنسية الأمريكية من أصول يهودية إسرائيلية.. استعدادا لاستبعادهم من مناصبهم.. هذا الكلام نشرته الصحافة والاعلام الأمريكي.. يعنى ليس سرا.. وبكل سهولة يمكن لأى مواطن الحصول على جنسية اى من قيادات العمل فى امريكا.. فهذا مباح عندهم.. ما حدث فى ٧ اكتوبر 2023.. سوف يحدث قفزة أو وثبة غير عادية.. فى فكر قيادات المستقبل داخل أمريكا وأوروبا لصالح فلسطين.. ولعلنا بدأنا نسمع أصوات تقول.. لقد خدعتونا.. لم تقولوا لنا الحقيقة.. أصوات بدأت تطالب الكونجرس الأمريكي.. بعدم الموافقة على اى أموال أو سلاح تقدمه امريكا لإسرائيل.. والمعروف ان اى اتفاق للمال فى امريكا لابد أن يعتمده الكونجرس.. ولابد ان نعلم ان كل دولار يتم صرفه فى امريكا.. لابد أن يمر على الكونجرس.. بما فى ذلك قرار رئيس الدولة نفسه.. ولا يخرج لحيز التنفيذ الا بموافقة الكونجرس.. بقى ان اقول.. ان التعليم الجيد صنع اجيالا قادرة على قيادة المستقبل.. أجيالاً تبحث عن المعرفة.. تريد مستقبللً افضل لبلدها.التعليم هو سلاح المستقبل.. وقد تمكنت التكنولوجيا من إنتاج جهاز تجسس فى حجم الذبابة.. انه العلم يا سادة.. نعم العلم وراء كل تقدم ونهضة بالاضافة إلى الإرادة طبعا.. ويبقى السؤال.. ان العالم من حولنا يتغير فهل نحن معه ؟!!