والجاسوس.. و«أبو عين زايغة».. وحفلات «السيجار»..!
المشاهد مؤلمة تأتينا من لبنان.. آلاف من النازحين خرجوا من بعض مناطق بيروت هرباً من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التى لا تتوقف.. وإسرائيل التى تتعلل بأنها تقضى على خلايا وبقايا حزب الله تتعمد وتسعى لأن يكون الجنوب اللبنانى مدمرا شبيها بما حدث فى قطاع غزة الذى لحق به الدمار الشامل..!
وأين العالم مما يحدث فى لبنان؟ أين محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة وتحجيم نتنياهو الذى لم يعد يكترث بأية مطالبات أمريكية بوقف اطلاق النار.. لماذا يصمت العالم على كل جرائم اسرائيل فى حروب الإبادة فى غزة أو فى لبنان؟!
ووحده الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون هو من دعا الغرب إلى اتخاذ موقف ضد اسرائيل حتى لا يتحول لبنان على حد قوله إلى غزة أخرى ووحده من طالب بحظر توريد السلاح ووحده أيضاً من دعا لمؤتمر دولى لتقديم المساعدات الانسانية للبنان..!
ولكن ماكرون وحده لن يصفق.. وماكرون وحده ليس فى مقدوره ايقاف الاجتياح البرى الاسرائيلى القادم لجنوب لبنان.. وماكرون وحده لن يستطيع إنقاذ لبنان!!
ولبنان حكاية الحب.. حكاية البلد الذى ينتفض على الموت.. حكاية البلد الذى يتجدد باستمرار.. حكاية الشعب الجميل المسالم المتحضر.. حكاية سويسرا فى قلب الشرق.. لبنان يحتاج إلى الدعم.. يحتاج إلى اجبار نتنياهو على التوقف.. لبنان لا ينبغى أن يكون وحيدا فى المواجهة.. وكلنا مع لبنان.
>>>
وإذا كنتم تريدون أن تتعرفوا على الذين أضاعوا العالم وأدخلوه فى متاهات ومغارات فإننا يجب أن نتعرف على بعض ما جاء فى مذكرات بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا السابق عن بعض الذين التقى بهم من الرؤساء.. فهو يقول عن نتنياهو انه جاسوس.. موضحا ان موظفى مكتبه اكتشفوا جهازا للتنصت فى حمام مكتبه بعد أن استخدمه نتنياهو أثناء زيارته لجونسون فى وزارة الخارجية عام 2017!! ويقول عن الرئيس الأمريكى جو بايدن ان «عينه زايغة» فقد حاول مغازلة السيدة كارى زوجة جونسون..!
وإذا كانت هذه عينة مما سيأتى فى كتاب جونسون من مذكرات وانطباعات فإن كل شيء يصبح على هذا النحو مباحا ومستباحا.. فلا حدود لما يمكن أن يقوموا به وليس غريبا أن يقوم نتنياهو بالقتل.. وبايدن بالتبرير والتصفيق..!
>>>
ونعود لقضايانا.. والدولة التى تحاول من خلال قوانين التصالح فى مخالفات البناء التيسير على المواطنين وتشجيع حركة الاستثمار العقاري.. وأخشى ما أخشاه أن يعود من تصالحوا وحصلوا على أوراق تفيد بالتصالح إلى استئناف عمليات البناء بمخالفات أكبر بزعم وحجة انهم قد أتموا اجراءات التصالح مع الدولة وفى هذا يجب أن يكون واضحا ان التصالح يتعلق فقط بما أنجزوه من أعمال مخالفة سابقة ولا يعنى استمرارهم فى نفس المخالفة والتوسع فيها والاطمئنان ان أحدا لا يلاحقهم بعد ذلك..! وأشك كثيرا فى ان الكثيرين سوف يلتزمون وسوف يكتفون بما قاموا به من مخالفات..!
>>>
ونريد أن تكون هناك شفافية فى الإعلان عما تم فى التحقيقات التى أجريت مع الاستاذ الجامعى الذى وجه ألفاظا جارحة وخادشة للحياء لأحد الطلاب فى محاضرة عامة! ان مواقع التواصل الاجتماعى عرضت فيديو يوضح هذه الشتائم المخزية والتى كان الاستاذ يتلذذ بتوجيهها والتى عكست تدنيا هائلا فى السلوك والأخلاق؟! ماذا حدث لهذا الاستاذ.. من حقنا أن نعرف..!
>>>
وفى أحد الأفلام السينمائية كان هناك تهكم ومبالغة من طريقة صنع «السيجار» وأحد الأثرياء فى حفل للزواج فاجأ المعازيم بأن أحضر «كتيبة» خاصة تقوم بصناعة «السيجار» على الطبيعة وتقديمه للمعازيم.. والحفل لم يكن يتعلق برفاهية السيجار فقط.. الحفل كان اسطوريا استفزازيا لا يأخذ فى الاعتبار البعد الاجتماعى ولا ان كل شيء قد أصبح الآن مذاعا ومعروفا ومنتشرا.. ولا يأخذ فى الاعتبار أيضاً ان الرحمة مطلوبة مراعاة لمشاعر الأغلبية.. ولا يأخذ فى الاعتبار أيضاً ان هذه التصرفات التى تجاوزت الحدود ستكون سببا فى فجوة اجتماعية تفرز غضبا وحقدا وتباعدا بين الطبقات.. واحتفلوا كما تشاءون.. ولكن بعيدا عن الأضواء وعن الكاميرات.. وبدون «قطونيل»..!
>>>
وفى إحدى المدن السكنية «العالمية» على الأراضى المصرية.. رجل يقود سيارته وابنه الصغير على ركبتيه.. وآخر وضع أطفاله فى صندوق السيارة وقد تدلت أقدامهم حتى كادت تلامس الأرض أثناء السير.. وسيدة أمسكت برضيعها فوق ركبتيها والموبايل فى اليد الأخري.. وشباب خرجوا من شبابيك السيارات ليتحدثوا مع أقرانهم فى السيارات الأخري.. وأطفال صغار يقودون سيارات فارهة وقد خرجوا للتنزه بها برفقة أصدقاء لهم..!! والنتيجة.. النتيجة ان صالات العزاء فى مساجد هذه المدينة لا تتوقف عن تلقى العزاء يومياً فى ضحية من ضحايا الحوادث المرورية..!! ومع هذا فالفوضى مستمرة.. لأن الثراء المفاجئ لا يجلب معه إلا فقدان التوازن وغياب البصر والبصيرة..!
>>>
وجلس يتحدث.. طالبوه بأن يفصح ويوضح وأن يتكلم بدون أن يتوقف.. وكان حكيما فى الصمت.. حكيما فى التعبير.. فليست كل المشاعر قابلة للمشاركة ولا كل الأفكار قابلة للكتابة ولا كل الأحداث قابلة للسرد.. وكما قال.. سيظل لكل واحد منا نصيبه من الأسرار التى ستختفى معه للأبد.
>>>
وأخيراً :
نشتاق إليهم لأن جمال أيامهم أقوى من النسيان.
>>>
وحين تصبح قادرا على أن تحكى قصتك دون أن تبكي حينها ستعرف انك شفيت.
>>>
وابتعد عن السلبيين لأنهم يملكون عقدة لكل حل.
>>>
والتنازلات الصغيرة تبدو غير ضارة لكنها تتراكم حتى يصبح من المستحيل علينا التعرف على أنفسنا.