توقفوا عن سفك الدماء وقتل الأبرياء هذا ملخص النداءات العالمية التى وجهتها العديد من الدول والمنظمات الأميمة الإنسانية لدولة الاحتلال بعد عمليتها العسكرية فى رفح ومواصلتها جرائم الإبادة ضد أهالى غزة أكد الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، أن الهجوم واسع النطاق على رفح سيكون كارثة إنسانية فيما تلوح المجاعة فى الأفق وسيؤدى إلى عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين وإجبار أعداد كبيرة من الأسر على النزوح مرة أخرى من دون وجود مكان آمن لتتوجه إليه، وأكد عدم وجود أى مكان آمن فى غزة.
إغلاق المعابر يهدد الوضع «الإنسانى» والامدادات تكفى لـ «ساعات»
الأمم المتحدة: «كارثة» الهجوم على رفح الفلسطينية ستخلف عدداً «لا يحصى» من الضحايا المدنيين
شدد «جوتيريش» – بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- على أهمية التوصل إلى اتفاق بين حكومة إسرائيل وقيادة حماس لإنهاء المعاناة التى لا يمكن تحملها للفلسطينيين فى غزة والرهائن وأسرهم، وقال إنه سيكون من المؤسف ألا تسفر الجهود الدبلوماسية المكثفة التى بُذلت على مدى أسابيع عن وقف لإطلاق النار أو الإفراج عن الرهائن.
حذر أمين عام الأمم المتحدة، من العواقب الوخيمة للعملية العسكرية فى رفح، وكرر نداءه للجانبين من أجل إبداء الشجاعة السياسية وبذل كل الجهود لتأمين التوصل إلى اتفاق الآن، من أجل وقف سفك الدماء والإفراج عن الرهائن والمساعدة فى استقرار المنطقة التى ما زالت تواجه خطر الانفجار.
وأشار الأمين العام إلى أن الأمور تسير فى الاتجاه الخاطئ، معرباً عن انزعاجه إزاء تجدد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية فى رفح. وقال إن إغلاق المعابر يضر الوضع الإنسانى الصعب، ودعا إلى فتحها على الفور.
حث أمين عام الأمم المتحدة حكومة إسرائيل على وقف أى تصعيد والانخراط البناء فى المحادثات الدبلوماسية الجارية. وقال إن عواقب ذلك ستتردد فى الضفة الغربية المحتلة وبأنحاء المنطقة، مشيرا إلى أن رفح هى مركز العمليات الإنسانية فى غزة.
أضاف أن مهاجمة رفح ستزيد من تقويض جهود دعم المدنيين فيما تلوح المجاعة فى الأفق، وأن القانون الدولى الإنسانى واضح بشكل لا لبس فيه: يتعين حماية المدنيين- سواء غادروا رفح أو بقوا فيها.
ذكـر «جوتيريش» إسرائيل بالتزامها بتيسير وصول المساعدات الإنسانية وعاملى الإغاثة بشكل آمن وبدون عوائق إلى غزة وبأنحائها. وقال إن الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا وكارثة سياسية وكابوسا إنسانيا.
وناشد «جوتيريش» جميع المتمتعين بالنفوذ لدى إسرائيل، فعل كل ما بوسعهم للمساعدة فى تجنب وقوع مزيد من المآسي. وقال إن على المجتمع الدولى مسئولية مشتركة تحتم تعزيز التوصل لوقف إنسانى لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل هائل.
من جانبه حذر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية يانس لاركيه، من أن الإمدادات الإنسانية فى غزة قد تدوم لمدة يوم واحد لا أكثر، مؤكدا أن معبر رفح هو نقطة الدخول الوحيدة للوقود الذى سيؤدى نقصه إلى توقف عمل الشاحنات ومعدات الاتصال.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال لاركيه: إن «السلطات الإسرائيلية لم تسمح بالوصول إلى معبر رفح الفلسطينى. وحاليا ليس لدينا وجود عند معبر رفح لنقوم بـأعمال التنسيق، إذ تم رفض ذلك من قبل إسرائيل، وهو ما يعنى أن المعبرين الرئيسيين لإدخال الإغاثة إلى غزة مغلقين، وفى ظل عدم اليقين بشأن احتمال وقف إطلاق النار فى غزة والتصعيد العسكرى فى رفح، وأعربت وكالات الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن استمرار إغلاق المعبرين الرئيسيين المؤديين إلى قطاع غزة».
بدورها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن العملية العسكرية واسعة النطاق فى رفح ستُعقد بشكل كبير توصيل المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس ألدر: «إذا أغلق معبر رفح لفترة مطولة، من الصعب استيعاب كيف ستتمكن وكالات الإغاثة من تجنب حدوث المجاعة فى أنحاء غزة. قدرة الأسر على التكيف قد حُطمت. الأسر معلقة نفسيا وجسديا بخيط رفيع».
وفى القدس اقتحم مستوطنون إسرائيليون باحات المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأدى المستوطنون صلوات تلمودية خلال اقتحامهم للمسجد بحماية قوات الاحتلال.
وقال شهود عيان، إن شرطة الاحتلال حولت البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر مئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خصوصا عند بوابات الأقصي، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.
وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس، وحتّى صباح أمس حملة اعتقالات واسعة، طالت 30 فلسطينيُا على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم سيدة، وأسرى سابقون.
وقالت هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير، فى بيان صحفى مشترك، إن عمليات الاعتقال تركزت فى محافظات الخليل، بيت لحم، ونابلس، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، طولكرم، جنين، والقدس.
من جانبها أدانت منظمة التعاون الإسلامي، تصاعد وتيرة العدوان الإجرامى الذى تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، وتوسيع نطاقه من خلال اجتياح مدينة رفح التى يقطنها حوالى 1.3 مليون نازح فلسطيني.
واعتبرت التعاون الاسلامى أن ذلك يشكل إمعانا فى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ومحاولة تهجيره عن أرضه، فى انتهاك صارخ لجميع القرارات الدولية والاجراءات الاحترازية التى اقرتها محكمة العدل الدولية.
كما أدانت التهديدات التى أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلى عن عزمه مواصلة وتوسيع جريمة العدوان العسكرى الإسرائيلى على مدينة رفح سواء بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار او بدونه، ما يؤكد رفضه كافة القرارات الأممية والجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار.
وحذرت التعاون الإسلامى من خطورة اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلى لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما ينذر بكارثة إنسانية وقد يؤدى إلى توسيع نطاق التوتر وزعزعة الاستقرار فى المنطقة.
وجددت دعوتها المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته تجاه إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، وقف عدوانها العسكرى وجرائمها المتواصلة فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة.
أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقى محمد، عن قلقه البالغ إزاء الحرب التى تشنها إسرائيل فى غزة والتى تؤدي، فى كل لحظة، إلى وفيات جماعية وتدمير منهجى للأوضاع المعيشية .
كما أدان رئيس المفوضية فى بيان أصدره الاتحاد الأفريقى بشدة امتداد هذه الحرب إلى معبر رفح الفلسطيني، الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية.
ودعا المجتمع الدولى إلى تنسيق العمل الجماعى بشكل فعال لوقف هذا التصعيد القاتل.
تقرير لـ « وول ستريت جورنال» يكشف..
تكاليف باهظة ستدفعها إسرائيل لاجتياح رفح الفلسطينية
كشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن وجود حالة من التناقض فى الشارع السياسى الإسرائيلى بين مكاسب وسلبيات الاجتياح الإسرائيلى لمدينة رفح التى يتكدس فيها أكثر من مليون فلسطيني.
لفت التقرير إلى أن العملية العسكرية فى رفح ستكون أكثر خطورة» وسيتعين على الجيش الإسرائيلى ألا يتسبب فى الكثير من الأضرار التى من شأنها أن تؤجج الغضب الدولي، وتضعف علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، أو تتسبب فى قتل بعض الرهائن» المحتجزين فى غزة منذ السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من احتمال تأثر جهود التطبيع مع السعودية بتلك العملية، بجانب التوترات القائمة بالفعل مع مصر.
نقلت «وول ستريت جورنال» عن المدير التنفيذى لمعهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب تاميرهايمان اعتباره أن التكلفة السياسية الباهظة التى ستدفعها اسرائيل جراء الاقتحام ستكون اكبر من فوائدها ، وقال: «هناك «فوائد» للعملية العسكرية فى رفح، تتمثل فى القضاء على وجود حماس فى غزة بالكامل.
لكنه فى الوقت ذاته أشار إلى أن هذه المكاسب لن تفوق التكاليف التى قد تدفعها إسرائيل، خصوصا فى ظل وجود فرصة للتطبيع مع السعودية وخاصة بناء شراكة إقليمية قوية وأوضح: «الفوائد قليلة جدا، وخصوصا بالمقارنة مع السلبيات» .
ذكر تقرير «وول ستريت جورنال» أن «السيطرة على رفح ربما تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلى بإعلان الانتصار الكامل لإسرائيل، وتحقيق هدفها بالقضاء على حماس، وهو ما يحتاجه نتنياهو قبل الانتخابات المقبلة»، لكنها بالوقت ذاته اشارت إلى أن التكلفة «ستكون كبيرة على الساحة الدولية»، فبعد نحو 7 أشهر من الحرب، تراجع التعاطف الدولى مع إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر، فى ظل العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين الذى يقترب من 35 ألف شخص بحسب تقديرات مسئولى الصحة الفلسطينية.
اعتبر التقرير ان تردد إدارة بايدن فى اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، مثل حجب المساعدات العسكرية أو عدم استخدام حق النقض «الفيتو» فى الأمم المتحدة لصالحها، قد يتغير بتنفيذ إسرائيل عملية فى رفح دون موافقة واشنطن، وخاصة فى ظل تحذيرات الولايات المتحده لإسرائيل من تنفيذ هجوم عسكرى على رفح دون خطة واقعية لنقل المدنيين عن مناطق الأذي، بخلاف تصريحات وزير الخارجية أنتونى بلينكن هذا الأسبوع، أن واشنطن «لم تر بعد خطة بمثل هذه المواصفات» .
تطرق تقرير «وول ستريت جورنال» للتأكيد بان الهجوم على رفح « سيكلف إسرائيل أضرارا فى علاقتها مع مصر» المتوترة بالفعل، حيث سيكون القتال «معقدا» فى رفح، لاسيما ان القتال سيكون فى منطقة مكتظة بالمدنيين ما قد يتسبب فى تدفق أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى سيناء، مما يمكن أن يهدد فى أسوأ سيناريو، معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979.
وأضاف أن صفقة التطبيع مع السعودية التى تروّج لها الإدارة الأمريكية كجزء من صفقة شاملة لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، قد يتم إبعادها عن الطاولة حال تنفيذ الهجوم، وذلك على المدى القريب على الأقل، لافتا إلى أن العملية العسكرية قد تعنى أيضًا أن إسرائيل ستخسر فرصة إقناع الشركاء العرب، مثل الإمارات، بضخ الأموال فى غزة والمساعدة فى إعادة الإعمار.
جهود مصرية متواصلة.. لحل نقاط الخلاف
أعلن مصدر رفيع المستوي، استئناف مفاوضات الهدنة، أمس، فى القاهرة، بحضور الوفود القطرية والامريكية وحركة حماس .
وقال المصدر ان الوفد الامنى المصرى اكد لكافة الاطراف خطورة التصعيد والبعد عن مسار التفاوض.
وذكرت ذلك النبأ العاجل قناة (القاهرة) الإخبارية، دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل..وكانت مصر قد أدانت، بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
بحسب صحيفية «نيويورك تايمز» هناك بعض الجهود الحثيثة لمحاولة التوصل إلى نقاط تفاهمية مشتركة، وحل النقاط الخلافية بالهدنة التى أعلنت حركة حماس موافقتها عليها، والتى أكد مسئولون إسرائيليون أن الشروط التى قبلتها حماس ليست تلك التى وافقت عليها إسرائيل.
ونقلت الصحيفة إن التصريحات العلنية الصادرة عن حماس وإسرائيل تشير إلى أنهما لا يزالان يختلفان بشأن القضايا الرئيسية اللازمة للتوصل إلى هدنة، وكشف تقرير للصحيفه ان أبرز النقاط الخلافية بين حماس وإسرائيل.
أهم المحطات على طريق االهدنة المستدامة
شهدت القاهرة أهم المحطات على طريق الوصول إلى هدنة مستدامة بين إسرائيل وحماس، طوال الأشهرالماضية.
يناير 2024 : بذلت القاهرة جهوداً مضنية لمحاولة إنجاز هدنة مؤقتة فى قطاع غزة. تصاعدت الآمال بعقدها قبل أن تخفق الجهود، وتصل المباحثات إلى طريق مسدودة. ثم تجدد الأمل مرة أخرى مع زيارة وفد أمنى مصرى إلى إسرائيل حاملاً مقترحاً جديداً بتنسيق من واشنطن.
فبراير 2024 : استضافت القاهرة جولة مفاوضات تم خلالها مناقشة مقترح لمحاولة تقريب وجهات النظر لوقف اطلاق النار فى غزة. وعنونت حماس الإطار بـ»اتفاق الإطار للإخوة فى مصر وقطر»
مارس 2024 : شهدت القاهرة عدة لقاءات استهدفت صياغة اتفاق اشمل يتضمن وقفاً للحرب وتبادلاً للأسري، ودخولاً منتظماً للمساعدات.
ابريل 2024 : التوصل إلى المسودة الأولى من اقتراح الهدنة وتضمنت وقف اطلاق النار لمدة 6 أسابيع فى غزة، وإطلاق سراح 40 أسيراً، مقابل حوالى 700 من الأسرى الفلسطينيين. وشهدت هذه الجولة صعوبات جمة، وسط اتهامات متبادلة بالمراوغة والتشدد.
6 مايو : اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس يعلن فى اتصال برئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وتواصل القاهرة جهودها لانجاز الهدنة وحقن دماء الابرياء.
االإزاحة.. إستراتيجية الاحتلال الوهمية للتعامل مع المدنيين فى رفح الفلسطينية
إلى أين يمكن ترحيل مليون ونصف المليون فلسطينى من رفح الفلسطينية؟ سؤال طرح فى دولة الاحتلال العديد من الصحف العالمية وكانت الاجابة عليه من خلال تسريبات كشفت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية حيث أشارت جريدة «معاريف» الاسرائيلية إلى أن هناك خطة إسرائيلية لإقامة 15 مخيم على شاطيء بحر غزة، وكل مخيماً يستوعب 25 ألف خيمة». وقالت» سيتم الترحيل إلى منطقة المواصي،جنوب شرقى وادى غزة،على الشريط الساحلى بطول 12 كيلومترا، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح الفلسطينية جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا». وأضافت « تعتمد الخطة الإسرائيلية على أسلوب الإزاحة عبر تقسيم رفح إلى مربعات مرقمة، بحيث يتم اجتياح مربع تلو الآخر، بما يدفع الموجودين فيه للتحرك بعيداً عنه، وبالتحديد نحو خان يونس ومنطقة المواصي.
تقارير إسرائيلية اخري، اشارت إلى التخطيط لإخلاء المدنيين فى رفح يتم على مراحل، مؤكدة على إخطار السكان بتحركات جيش الاحتلال مسبقا. كما أظهرت صور بالأقمار الصناعية، نشرتها عدة وسائل اعلام عالمية، صفوفا من الخيام التى يعتقد أنها نصبت فى موقع بغرب خان يونس وآخر بالقرب من مدينة رفح تم بناؤهما حديثا استعدادا لاستقبال النازحين من رفح إذا ما بدأت العملية البرية.
كل هذه السيناريوهات الوهمية شهدته المعطيات الموجودة على ارض الواقع وتؤكدانه لا يمكن لنتنياهو الانتصار فى رفح، لأن عدد المدنيين سيحول أى عملية عسكرية إلى مجزرة، وهو جعل الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإغاثية تحذر من «وضع كارثي» سيلحق بمئات الآلاف من الفلسطينيين فى رفح إذا ما تم اجتياح المدينة.
الاجتياح ضد التدابير المؤقتة الملزمة من محكمة العدل الدولية
كتبت ـــ عبير حسين
من كلمة فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، امام الدورة الخامسة والخمسيـن لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، فبراير الماضي. والتى تعد إحدى اهم الوثائق القانونية الدولية، التي تجعل من الممكن اصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت ، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي.
قال تورك: «يبدو أنه لا توجد حدود للأهوال التي تتكشف أمام أعيننا في غزة، كما لا توجد كلمات لوصفها. منذ أوائل أكتوبر، قتل أكثر من ثلاثين ألف شخص، وعشرات الآلاف ما زالوا مفقودين دفنوا تحت أنقاض منازلهم. ما لا يقل عن 17 ألف طفل باتوا أيتاماً أو منفصلين عن أسرهم، في حين أن كثيرين آخرين سيحملون ندوب الصدمات الجسدية والعاطفية مدى الحياة». وأشار «على مدى الأشهر الماضية من الحرب، سجل المكتب العديدَ من الحوادث التي ترقى إلى جرائم حرب ارتكبتها القوات الإسرائيلية».
أضاف» دعوني أكون واضحاً تماماً، وأوجه تحذيراً آخر صارخاً: إن احتمال شن هجوم بري إسرائيلي على رفح من شأنه أن يأخذ الكابوس الذي يلحق بالناس في غزة إلى بعد جديد. فأكثر من 1.5 مليون شخص يحتمون في رفح، على الرغم من القصف المستمر. باتت رفح مركز المساعدات الإنسانية في غزة. من شأن أي هجوم بري أن يسفر عن خسائر فادحة في الأرواح، وأن يشكل خطراً إضافياً لحدوث جرائم وحشية، وتهجيرٍ جديد إلى موقع آخر غير آمن، وأن يقضي على أي أمل في الحصول على مساعدات إنسانية فعالة. لا يمكنني أن أتخيّل أن هكذا عملية يمكن أن تكون متوافقة مع التدابير المؤقتة الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية. وأدعو كل الدول التي تتمتع بتأثير أن تبذل كل ما في وسعها لتجنب هكذا نتائج».
اعتقال 50 متظاهراً مؤيداً لفلسطين بجامعة «أوتريخت الهولندية»
كتب ـــ عمر نور الدين:
أبدت عميدة كلية الحقوق بجامعة كولومبيا الأمريكية، جيليان ليستر، أمس، دعمها لطلابها، بعد إعلان 13 قاضيا اتحاديا من المحافظين رفضهم لتعيين خريجين من الجامعة.
وقالت ليستر، فى بيان نقلته قناة (الحرة) الأمريكية، «إن خريجى كلية الحقوق بجامعة كولومبيا مطلوبون للعمل باستمرار من قبل كبرى الشركات فى القطاعين الخاص والعام، بما فى ذلك القضاء».
وأعلن 13 قاضيا اتحاديا أمريكيا من المحافظين أمس رفضهم لتعيين طلاب من كلية الحقوق أو الطلاب الجامعيين بجامعة كولومبيا، ردا على طريقة تعاملها مع المظاهرات الداعمة لغزة.
ووصف القضاة الحرم الجامعى فى مانهاتن بأنه «حاضنة للتعصب»؛ فى رسالة إلى رئيسة جامعة كولومبيا.
ويعين القضاة الاتحاديون، بعض خريجى كلية الحقوق سنويا للتدريب العملى لمدة عام؛ وهو ما قد يساعدهم فى الحصول على وظائف.
فى نفس السياق أنهت الشرطة الهولندية احتجاجا مؤيدا للفلسطينيين فى جامعة أوتريخت، واعتقلت حوالى 50 متظاهرا بعد منتصف الليلة الماضية، كما شهد حرم جامعة أمستردام احتجاجا مماثلا دون تدخل من السلطات.
وفى أوتريخت، احتل المتظاهرون فناء مكتبة الجامعة مساء ونصبوا الخيام والحواجز وطالبوا جامعة أوتريخت بالتحدث علنا عن الوضع فى غزة وقطع جميع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، بحسب صحيفة «إن إل تايمز» الهولندية.
وبحلول المساء، بقى حوالى 150 متظاهرا، وأمرتهم السلطات بالمغادرة، فاستجاب بعضهم.. وبعد منتصف الليل، ألقت الشرطة القبض على المتظاهرين الخمسين المتبقين.
وفى أمستردام، تجمع آلاف المتظاهرين فى روترسايلاند، حيث وقع احتجاج آخر الاثنين، وانتقلوا عبر وسط المدينة لاحتلال بينينجاستهويس، أحد المواقع الرئيسية لجامعة أمستردام.. وشوهدت الشرطة وهى تستخدم الهراوات ضد المتظاهرين.
واعتقلت الشرطة حوالى 140 متظاهرا فى المظاهرة التى جرت فى روترسايلاند خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
جغرافية رفح وساحة المعركة
تحت عنوان» ساحة المعركة : كيف يمكن لإسرائيل اجتياح رفح»، نشر موقع UNHERD مقالاً للكاتب البريطانى إدوارد ليتواك يتوقع فيه شكل المعركة المقبلة حال تنفيذ اسرائيل تهديداتها باجتياح المدينة برياً مشيراً فى البداية إلى الطبيعة العمرانية للمدينة المختلفة عن باقى مدن القطاع، إذ تختفى منها الأبراج السكنية الشاهقة، ويغلب عليها طراز البنايات متعددة الأدوار، مايجعل ـ بحسب وجهة نظره ـ القتال فى الشوارع أسهل كثيراً لعدم وجود مبان متعددة المستويات يمكن أن ينطلق منها العديد من المقاتلين فى وقت واحد. وقال» كما لا توجد مرتفعات تلوح فى الأفق مع مواقع إطلاق نار للقناصة. وقبل كل شيء، إذا كان لا بد من دخول مبنى وتطهيره ربما بسبب الاعتقاد بأن هدفا ذا قيمة عالية يختبئ هناك، فإن الأمر لا يتطلب مئات الجنود لتفتيش المكان بسرعة».
أضاف» عندما تبدأ معركة رفح، فإنها سوف تشبه إلى حد ما الهجمات الإسرائيلية السابقة، الاعتماد فى البداية على قصف جوى من طائرات مقاتلة، او طائرات بدون طيار، يعقبها توغل برى يعتمد على «ميركافا»، وناقلة الجنود المدرعة»النمر» .
وقال ليتواك» على الرغم من هذه المزايا التكتيكية، فإن الهجوم المرتقب يواجه العديد من التعقيدات الكبري. اكثرها وضوحاً هو أن الهجوم الإسرائيلى لابد أن يسبقه عودة ما يقرب من المليون من النازحين الذين وصلوا من غزة وخان يونس، والذين يعيشون الآن فى الخيام والأكواخ بشوارع رفح. إن شن الهجوم الأخير فى هذه الحرب دون القيام بذلك من شأنه أن يؤدى إلى مضاعفة الخسائر فى صفوف المدنيين، ويفاقم من خسارة اسرائيل لسمعتها دولياً».
صحف عالمية .. نتنياهو فى ورطة تهور إجرامى
اعداد– نهلة صلاح
قامت القوات الاسرائيلية بالسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطينى ولم تكتف بذلك بل رفعت العلم الاسرائيلى هناك وهو الامر الذى رأت صحيفة الـ»ايكو» الفرنسية انه فعل ذو رمزية كبيرة حيث تسيطر حماس على هذه المنطقة منذ عام 2007 .
من ناحية اخرى يرى بعض المراقبين ان سيطرة اسرائيل على معبر رفح الفلسطينى ليس الا اداة للضغط على حماس فى المفاوضات الجارية حاليا.
وتحت عنوان «الولايات المتحدة الامريكية تقلل من حجم العملية الاسرائيلية فى رفح «اشارت صحيفة « le temps السويسرية الى ان جو بايدن يعارض اجتياح جنوب قطاع غزة، لكنه متردد فى استخدام جميع أدوات الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
واضافت انه فى الاوقات العادية لا يتم وضع خطوط حمراء لحليف الا ان حالة عدم الثقة التى نشأت بين واشنطن وتل ابيب بعد 7 شهور من حرب سقط على اثرها 35 الف شهيد هى التى دفعت بايدن الى رفض هذا الهجوم على رفح الفلسطينية.
وتتسع الفجوة بين الحليفين التاريخيين، لأن جو بايدن وبنيامين نتنياهو لديهما مصالح متباينة بشكل متزايد فى غزة. وعلى خلاف جزء من ناخبيه، يريد الرئيس الامريكى من خلال حملته الانتخابية وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن. وعلى العكس من ذلك، يخشى بنيامين نتنياهو على بقائه السياسى فى حال التوصل إلى تسوية للازمة الحالية .
وفى مقال بصحيفة «هآرتس الإسرائيلية» كتب رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت مقالة بعنوان «يجب على الإسرائيليين إغراق الشوارع لإبعاد الجيش الإسرائيلى عن رفح» واشار أولمرت إلى أن نتنياهو يعيش فى فقاعة معزولة عن الواقع مخاطبا نفسه والآخرين فى الداخل أنه يقاتل من أجل وجود إسرائيل، وأن هناك خطرا مباشرا يهددها، وأن مهمته التاريخية هى مواجهة العالم أجمع والدفاع عن إسرائيل ضد أولئك الذين يريدون تدميرها.
ويرى أن الاستيلاء على رفح الفلسطينية ليس له أى أهمية استراتيجية فيما يتعلق بالمصالح الحيوية لإسرائيل. لكن مثل هذه المناورة ستستغرق أشهر وستؤدى إلى سقوط العديد من القتلى بين جنودهم، وقتل الآلاف من الفلسطينيين غير المتورطين وتسحق ما تبقى من سمعة إسرائيل الدولية على حد تعبيره.
واعتبر أولمرت أن دخول رفح من شأنه أن يكثف المظاهرات فى كل حرم جامعى فى أمريكا وفى جميع أنحاء العالم ويؤدى إلى إصدار مذكرات اعتقال ضد القادة الإسرائيليين والجنود المقاتلين. والأهم من ذلك كله، أنه سيعرض الرهائن لخطر داهم. مضيفا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تشكل تهورا إجراميا من قبل مجموعة من الأشخاص، بقيادة نتنياهو، المستعدين لتحطيم كل شيء لمجرد الاستمرار فى التمسك بالسلطة.
وقالت «الفاينانشال تايمز» ان قرار نتنياهو باجتياح رفح يعد اكبر مقامرة فى تاريخه السياسى وان رفضه للصفقة المصرية وقراره بالتوغل فى رفح من شأنه ان يؤدى الى تدهور العلاقات الاسرائيلية مع الولايات المتحدة الامريكية ويجعل مصير الراهائن غير معروف.