وعند الله تجتمع الخصوم.. و«هبدأ حياتى من جديد»..!!
أفضل تصريح قيل هذا الأسبوع أو هو أدق توصيف للحالة التى يمر بها العالم بعد قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاقتصادية الأخيرة فى يوم «تحرير أمريكا» والتى فرض من خلالها ضرائب مرتفعة مع كل الواردات للولايات المتحدة الأمريكية وأدخل العالم فى حرب تجارية هو ما قاله رئيس الوزراء البريطانى كيرستارمر من أن العالم كما عرفناه انتهى..!
وفى تصريح ستارمر فإنه يدعو أيضاً إلى الواقعية والبراجماتية والبحث عن المصلحة الوطنية أولاً.
وما قاله رئيس الوزراء البريطانى يلخص كل المشهد العالمى والاقليمى.. فالعالم كما عرفناه قد انتهى فعلاً.. والحديث عن تحالفات.. عن روابط تاريخية وجغرافية لم يعد مقبولاً أو مستساغاً فى كثير من التطورات والمتغيرات التى نشهدها حالياً، وما يحدث فى قطاع غزة على سبيل المثال كشف الكثير من السلبيات فى العقل العربى، وأوضح تبايناً كبيراً فى وجهات النظر وربما كشف أيضاً عن خلافات عميقة فى الرؤى والسياسات كانت كامنة ولم يكن هناك من يتحدث عنها من قبل.
وليس العالم كما نعرفه هو من انتهى فقط.. فمنطقتنا العربية أيضاً لم تعد كما نعرفها.. انتهت الكثير من الثوابت والمواقف العروبية وأصبحت هناك تحالفات جديدة تتجه غرباً على حساب القضايا العربية والمصالح العربية أيضا.. وثبت أن هناك من يعمل فى الخفاء وفى العلن أيضاً على الاضرار بمصالح أطراف عربية واضعاف موقفها ومكانتها أيضا.. وباختصار.. لم تعد هناك مواقف ثابتة معروفة.. وأصبح ما يقال للشعوب فى العلن يخالف تماماً ما يقال فى القاعات المغلقة مع أعداء هذه الشعوب..!
>>>
وماذا عن مصر.. ماذا عن الدولة التى تقف فى الساحة.. فى الخط الأمامى تواجه وتدافع وتتحمل كل الضغوط.. ماذا عن الدولة التى إذا ما اضطرتها الظروف للحرب فإنها ستحارب دفاعاً عن الأرض والموقف والمبدأ والكرامة أيضاً.. ماذا عنا.. ومن سيقف معنا.
وعندما نطرح هذا السؤال.. وعندما نتحدث هذا الحديث فإن هذا لا يعنى أننا نتحدث عن الحرب أو نسعى إليها أو أننا نفضل أى خيار من هذا النوع.. وإنما نعنى ماذا لو..! ماذا لو أجبرنا على ذلك.. ما الذى يمكن أن يحدث.. وهل سيكون التضامن العربى قائماً وموجوداً كما كان فى أكتوبر 1973!!
إن ستارمر رئيس وزراء بريطانيا دعا إلى البراجماتية فى التعامل مع المتغيرات العالمية ودعا إلى البحث عن مصلحة بريطانيا أولاً.. وهو مبدأ واضح وصريح وواقعى.. ومصلحة مصر أولاً.. مصلحتنا تنبع من قرارنا الوطنى المستقل.. ومع قيادتنا الوطنية فى كل ما تتخذه من قرارات لحماية «مستقبل مصر».. فالعالم كما عرفناه انتهى..!
>>>
وأذهب بكم إلى السودان الشقيق وهذه القصة المتداولة التى تعكس فظاعة ما يحدث هناك من معارك بين الأخ وأخيه.
وتقول القصة أن جندياً تابعاً للميليشيات المتمردة عاد إلى أهله فى غرب السودان ومعه سيارة فاخرة.. وسأله والده من أين أتيت بها فرد بأنها من غنائم الخرطوم.. والأب لم يعجبه ذلك.. وبحث فى السيارة حتى وجد بها وثيقة تأمين مدوناً عليها هاتف صاحبها فاتصل به لإبلاغه بأن السيارة موجودة لديه وأنها فى الحفظ والصون.. وقال له صاحب السيارة.. افتح درج السيارة.. وسوف تجد أربع تذاكر سفر.. هذه تذاكر أبنائى الأربعة.. نفيسة وأختها ندى طالبة الصيدلة وأخيها ناصر آخر سنة فى طب الخرطوم ونعيم أخيهم الأصغر وجميعهم قتلهم ابنك ثم نهب المنزل والسيارة.. أما السيارة فلا أريدها.. والبيت أيضاً ياريت ترسل لى عنوان بيتك كى أرسل إليك تنازلاً عنه.. وعند الله تجتمع الخصوم..!! ولا كلام بعد ذلك يقال ولا حديث آخر يمكن أن يضاف ويوضح قسوة ما يحدث فى السودان.. عند الله تجتمع الخصوم.
>>>
وإيه اللى بيحصل فى الدنيا!؟ بلطجى فى الشرقية انتظر خروج رب الأسرة وزوجته وأبنائه الثلاثة من منزلهم لينطلق نحوهم ويقوم بدهسهم بالسيارة وينطلق هارباً ليتركهم وقد نقلهم الأهالى إلى المستشفى فى حالة سيئة..! البلطجى ارتكب جريمته لأن الأب رفض الإدلاء بشهادة زور لصالحه..! البلطجى حاول ان يقتل الأسرة عقاباً لهم.. البلطجى اعتقد انه بذلك قد فرض سطوته وهيبته..!! البلطجى دهسنا جميعاً.. البلطجى هو افراز لثقافة «نمبر وان» وأفلام المخدرات..!! هذا أمر مخيف.. وفقدان للوعى والإدراك الذى أصبح على ما يبدو مألوفاً..!
>>>
ونعيش مع الذكرى.. وذكرى فى احدى روائعها وهى تغنى.. مش كل حب بينتهى تبقى انتهت بعده الحياة، ولا كل قلب بينجرح بيقضى عمره فى نار وآه، كل اللى عدى بيتنسى ويفوت قوام ويضيع صداه، دا القلب فى جرحه دواه، ما بقتش بغرق فى البكا على أى شىء سابنى وراح، ما بقتش أخاف لا من زمن ولا من طريق ولا من جراح، كل الدموع، كل الجراح مصيرها تاخد وقتها.. هبدأ حياتى من جديد وكأنى عمرى ما عشتها، كأنى عمرى ما عشتها..!
ويا ذكرى.. يا ذكرى الصوت الذى لا يتكرر.. يا ذكرى الإحساس بالكلمة واللحن.. هبدأ حياتى من جديد وكأنى عمرى ما عشتها..!! ياريت..!!
>>>
والحمد لله شكراً، الحمد لله يوماً وشهراً وعمراً، الحمد لله فى السراء والضراء، الحمد لله دائماً وأبداً.. كلما حمدتك يارب وجدت منك ما يرضينى.. لك الحمد ربى حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى.
>>>
وأخيراً:
>> إذا ضحك لك الزمان فكن على حذر لأن الزمان لا يضحك كثيراً
>> والحنين هو اشتياقك لجزء منك فى مكان آخر
>> وتمسكوا بالواضحين والصادقين فهم نعمة
>> وقبل أن تسعى وراء شىء ما.. تأكد أنه يستحق