6 أشهر من القتل وسفك الدماء والإفساد فى الأرض وتدمير المساكن والبنية التحتية والتجويع والتشريد وضرب المستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأطفال ونساء ورجال غزة.. حصيلة هذه الحرب أكثر من 30 ألف شهيد والآلاف من المصابين والمشردين وبعد كل هذا لا أعتقد ولا أتصور أن تتخلى أمريكا عن إسرائيل أو تمتنع عن توريد السلاح لعصابة تل أبيب أو أن تتوقف عن الدعم المالى الرهيب الذى يدفع لقتل أطفال غزة وتجويعهم.
وصلت إلى إسرائيل أسلحة أمريكية متطورة ومعها خطة اقتحام رفح الفلسطينية على الطريقة الأمريكية.. وهذا يؤكد أن أمريكا شريك أساسى وداعم رئيسى فى كل أحداث غزة.. فكيف تتحدث أمريكا عن إعلان هدنة وتبادل أسرى وفى نفس الوقت ترسل شحنات من القنابل المتطورة إلى إسرائيل؟
إن هذا التناقض فى المواقف يؤكد أن أمريكا ليست مجرد شريك فى الحرب بل هى صاحبة القرار فى كل ما يحدث للفلسطينيين من القتل والدمار.. فى كل يوم تتكشف حقائق جديدة تؤكد أن أمريكا هى التى تقف وراء الأحداث وأن إسرائيل لا تستطيع أن تمارس كل هذه الوحشية دون دعم أمريكي.. حتى الاتحاد الأوروبى وقف عاجزاً أمام إسرائيل ولم يتحرك أو يصدر قراراً لوقف الحرب اللاإنسانية.
إن العالم يعيش أسوأ فترات التآمر والكذب والخيانة وخداع الشعوب وما يحدث فى غزة شهادة أمام عالم فقد مظاهر الإنسانية وحقوق الإنسان.
إسرائيل ضربت القنصلية الإيرانية فى سوريا وإيران ضربت بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية قلب تل أبيب رداً على ما حدث.. الحوثيون يعرقلون الملاحة فى باب المندب وخليج عدن تحت زعم مساندة غزة.. الهدنة التى ترعاها مصر وقطر متعثرة أمام المستجدات.. الضفة الغربية تشتعل.. إسرائيل ضربت جنوب لبنان.. أوكرانيا فى حربها مع روسيا تعلن أن الوضع متدهور ميدانياً والوضع يزداد سوءاً فى ليبيا.
السودان ينزف ومازال الصراع مشتعلاً به مخلفاً أكبر الأزمات الإنسانية فى العالم فضلاً عن تداعيات ثقيلة على دول الجوار.
المعارك التى اندلعت فى أبريل الماضى بدأت فى العاصمة الخرطوم لكنها سرعان ما انتقلت إلى باقى أنحاء البلاد.
الأزمة وعلى مدار عام كامل أدت إلى نزوح 6 ملايين و700 ألف شخص داخلياً وفرار مليون و800 ألف شخص إلى دول الجوار.. ومنذ الوهلة الأولى بذلت مصر جهوداً مكثفة لاحتواء الموقف على مختلف الأصعدة والمسارات.. فتحت أبوابها للأشقاء الفارين من جحيم المعارك وسخرت جهودها لوقف الحرب والحفاظ على وحدة وتماسك الدولة وحقن الدماء.
>> كلام أعجبني:
كل شيء معرض لسوء الفهم حتى سكوتك.