كنت فى غاية السرور والانشراح عند زيارتى الأخيرة للعلصمة الإدارية الجديدة.. عمل عملاق ودنيا تانية خالص.. رسالة قوية للجميع.. تقول ان مصر ان ارادت فهى تفعل.. واذا فعلت فهى تتميز.. المدينة تحفة معمارية وحضارية متطورة.. وأعتقد انها ستبهر الكل عندما تكتمل.. فهناك الكثير مما لم ينته العمل فيه بعد.. وهذا متوقع فى مثل هذا العمل الطموح جدًا والمترامى الأطراف.
لا أعتقد اطلاقًا أننا سنستمر فى تسمية هذا العمل الرائع «بالعاصمة الإدارية الجديدة» فهذا وصف وليس اسماً ولابد ان نختار لها اسماً.. اسماً يناسب طموحاتنا الحديثة وتوجهنا للعودة إلى أمجادنا.. كفانا التشدق بالماضى والأجداد.. فهذا فعل «كان».. نريد أن نرجع إلى أن نفتخر «بأصبحنا».. اقترحت من قبل عن إجراء مسابقة بين طلاب المدارس على مستوى الجمهورية لاختيار اسم يطلق على المدينة الجديدة.. أولاً من أجل أن ننمى فى هذا الجيل الشعور بالانتماء للعاصمة الجديدة وللبلد كلها.. وثانيا من أجل تعريفهم بالجهود الرامية إلى التنمية الحضارية.. وأننا فى زمن يتسم بالرغبة فى الانجاز والتميز.. ولعل هناك من قد يسمعنى الآن.. العائد سيعم على الجميع.. ولابد أن نفكر أيضًا بتنظيم رحلات مدرسية منتظمة طوال العام للمدارس الإعدادية لمشاهدة هذه المدينة العملاقة.. وهناك الكثير من الهيئات التى يمكنها توفير الأتوبيسات للمدارس من أجل القيام بهذه الزيارات.. وتعريف جيل الأمل بعظمة بلدهم.
وقد يكون من الضرورى أيضًا إنشاء مجمع خدمات للزائرين للمدينة يكون به دار سينمائية صغيرة تعرض فيلمًا عن مراحل تنفيذ المدينة وما تحويه من مبان وخدمات ويوجد بها أيضًا استراحة لتناول المشروبات أو الطعام.. وكذلك مكتب للاستعلامات يعمل به مجموعة من الشباب المدرب الملتزم والذين يتم اختيارهم بدقة تامة.. وشفافية مطلقة.. فهم واجهة البلد وعنواننا للمستقبل.. وربما يكون بها محطة بنزين وصيدلية.. فأنا لم أشاهد أيًا منهما عند زيارتى الأخيرة.. وهم من أهم الضروريات.
أعتقد أنه من الواجب تقييم تجربة رصف شوارع المدينة بالحجر الصخري.. بدلاً من الرصف الأسفلتى الذى تعودنا عليه.
من الجميل أن نرى الاهتمام بزراعة الأشجار على جانبى الطرق.. وليس النخيل والذى لا يزهر ولا يظلل.. ولكن من الواجب توفير رعاية أفضل لهذه الأشجار فى هذه المرحلة من عمرها.. والتى يتحدد فيها ان كانت ستكون معتدلة أم مائلة.. الكثير من هذه الأشجار فى حاجة ماسة وسريعة إلى دعامات لضمان استقامتها قبل ان يفوت الآوان.. أعلم أن العمل ضخم.. ولكن نحن نتكلم عن عمل متكامل.. وعن نموذج للنهضة وأمل للمستقبل.. ولابد أن تتكامل كافة عناصر المنظومة.
زيارتى إلى العاصمة الجديدة كانت من أجل زيارة إحدى الوزارات.. الحى الحكومى رائع بكل المقاييس.. كل شيء فيه درس بعناية.. البشر من العاملين هناك تغيروا.. أصبحوا أكثر إشراقا وأكثر تحضرًا.. شيء يفرح القلب.. ولكن لأن الطبع يغلب التطبع.. رأيت أوراقاً وإعلانات ملصقة على الحوائط الرخامية الجميلة عند المصاعد.. وتذكرت المثل»رجعت ريما لعادتها القديمة».. لابد للتصدى لهذه السلبيات فورًا وبحسم.. وأعتقد أنه لابد من أن يكون هناك من هو مسئول عن المبنى الحكومى ورونقه ونظافته وصيانته.. فى كل وزارة وكل هيئة.. حتى نضمن أننا فعلاً حققنا الهدف الأساسى الذى من أجله قام هذا العمل العملاق.. الا وهو تطوير الأجهزة الحكومية بكامل أشكالها مما يساعدها على حسن الأداء والتميز ومن أجل تحقيق طموحات وتطلعات المواطنين فى الحصول على خدمات حكومية متطورة وحضارية.