العاشر من رمضان أول مدينة صناعية سكنية تم التفكير والتخطيط لإنشائها عام 1975 فور انتهاء حرب السادس من أكتوبر وتم اختيار الموقع بمعاونة المرحوم المهندس حسب الله الكفراوى بحيث يكون فى منتصف المسافة بين القاهرة والإسماعيلية كوسيلة لتعمير الصحراء حيث لم يكن هناك طريق صحراوى بين القاهرة والإسماعيلية بمعنى الكلمة وتنفيذاً لنتائج حرب أكتوبر 1973 التى أكدت أهمية تعمير الصحراء خاصة فى المناطق الشاسعة ما بين القاهرة وقناة السويس.. وتمددت مدينة العاشر من رمضان حيث أصبح طولها على طريق الإسماعيلية بحوالى 20كم وعمق 15كم ومع مرور الزمن ولمدة خمسين عاماً أصبحت العاشر من رمضان أكبر مدينة صناعية من حيث المساحة وعدد المصانع والعاملين بها على المستوى العالمى والذين يقدر عددهم بحوالى 2.5 مليون فرد.
ونظراً لإنشاء مدينتى بدر والروبيكى الصناعيتين جنوب مدينة العاشر من رمضان ووجود اتصال مباشر بينها نرى اعتماد مصانع المدن الثلاثة على العمالة القادمة يومياً من محافظات الشرقية والدقهلية والمنوفية والقليوبية والإسماعيلية والسويس وبورسعيد.. ووصل الأمر إلى تحرك حوالى (2) مليون فرد من تلك المحافظات بصورة يومية مستخدمين جميع أنواع المواصلات الجماعية والفردية.
فطنت الدولة المصرية خاصة بعد عام 2014 إلى أهمية تطوير النقل الجماعى إلى مدينة العاشر من رمضان وبالفعل تم النجاح فى إنشاء خط القطار الكهربائى الخفيف بدءاً من محطة عدلى منصور التى تعتبر محطة رئيسية يتجمع عندها الخط الثالث من المترو قادماً من وسط القاهرة وخطوط الميكروباصات القادمة من كل المحافظات والأتوبيسات الجماعية القادمة من مطار القاهرة والأتوبيسات الترددية القادمة من الطريق الدائري.
ومن المخطط استكمال القطار الكهربائى الخفيف إلى وسط مدينة العاشر من رمضان واستكمالاً لتخفيف العبء عن المواطنين يتم حالياً دراسة امتداد القطار الكهربائى الخفيف إلى مداخل مدينة بلبيس لاستقبال العاملين القادمين من محافظات الدلتا والتوجه إلى مصانعهم بمدينة العاشر من رمضان وبدر والروبيكي.
وفى إطار تسهيل حركة المرور للقادمين من القاهرة يومياً وعددهم لا يقل عن نصف مليون تم توسيع طريق القاهرة ــ الإسماعيلية وإنشاء الكبارى العلوية وتحويله لطريق حر وتوسيع طريق القاهرة ــ السويس وتطوير مداخل القاهرة الشرقية مما يساعد على سرعة الحركة وتقليل زمن التحرك للعاشر إلى نصف ساعة بدلاً من ساعتين أو أكثر قبل عام 2019.
وبالرغم من المجهودات الكبيرة التى تقوم بها الدولة خاصة وزارة النقل والمواصلات إلا أننا نلاحظ تكدساً رهيباً رهيب فى طريق العاشر من رمضان إلى بلبيس ثم إلى الزقازيق والقرى المتعددة مما يجعل التنقل عملية صعبة.. ونرى أهمية التخطيط والتركيز لحل هذه المشكلة الإنسانية والبشرية والاجتماعية والمالية حيث يرجع العامل أو العاملة إلى المنزل بعد الساعة الثامنة مساء ويبدأ رحلة الذهاب إلى مصنعه الساعة الخامسة فجراً ويجب أن نفكر فى أهمية الحد من إنشاء مصانع جديدة بالعاشر من رمضان لتقليل التكدس وفتح المجال للمستثمرين للاستثمار فى مناطق صحراوية أخري.. ونرى إجراء دراسات لنقل العاملين للإقامة بمدينة العاشر من رمضان من قراهم بمحافظات الدلتا ومعهم أفراد عائلاتهم بالكامل الزوجة والأنجال كوسيلة مهمة لتخفيف التكدس السكانى الحالى والمستقبلى بتلك المحافظات وتقليل التعدى على الرقعة الزراعية وتحقيق الانتشار الأفقى والعرضى للسكان حالياً ومستقبلياً مع نقل الزوجة أو الزوج للعمل داخل المدينة فى نفس وظيفته.
نرى قيام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بإجراء الدراسات الاجتماعية والأسرية لكل العاملين حالياً بمدن العاشر من رمضان وبدر والروبيكى وتحديد المقيمين بالمدينة والمنتقلين بصورة يومية وتحديد أسماء ووظائف الزوجات والأزواج والأنجال ومراحل تعليمهم بحيث يتم إعداد خطة يمكن تنفيذها خلال خمس سنوات لنقل جميع العاملين الحاليين بالعاشر من رمضان إلى المدينة على أن تقوم الدولة والقطاع الخاص ببناء المساكن والجامعات والمدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية ووسائل الترفيه داخل وفى أطراف المدينة.
يساعد تنفيذ ذلك على تعمير المناطق الصحراوية وتحقيق الامتداد السكانى والعمرانى المنشود وتهجير المصريين من القرى المزدحمة وتقليل مشاكل النقل والمواصلات اليومية وتقليل الوقود المستهلك يومياً حيث تقطع السيارات مسافات قد تصل لمئات الكيلو مترات يومياً.. ويؤدى تنفيذ هذه الخطة إلى تحقيق الأمن الاجتماعى والصحى لملايين الأسر المصرية وإيجاد ترابط أسرى بين الأب والأم وأولادهم وبعد النجاح فى هذه الخطة لصالح العاشر من رمضان يمكن تطبيق ذلك على مدن أخرى مثل السادس من أكتوبر والسادات وبرج العرب بالإسكندرية.
وفى المجال التكنولوجى والصناعى تعانى الصناعات المصرية من عدم وجود بنوك معلومات عن المنتجات والمواد الأولية والوسيطة المنتجة محلياً. أو صناعات أخري.. لذا نرى إمكانية عقد مؤتمر كل أسبوعين داخل جهاز المدينة فى وجود ممثلين من المصانع المتواجدة والتى تقدر بعشرات الآلاف يتم فيه توضيح إمكانيات ومنتجات كل مصنع حتى تستطيع المصانع تدبير مطالبها من إنتاج المصانع الشقيقة داخل المدينة حيث يلاحظ حالياً قيام المصانع بتدبير مطالبها من منتجات بعضها مستوردة بالرغم من تواجد المثيل من إنتاج محلى ولكنه غير معلوم لدى المصانع الأخري.