6 اكتوبر يوم لا تنساه الذاكرة المصرية والعربية حقق فيه جيشنا العظيم والجيش العربى السورى نصراً ساحقاً على العدو الصهيونى فى اول ست ساعات من بدء معركة التحرير تكبد فيها العدو خسائر هائلة فى الافراد والعتاد وعبرت قواتنا اكبر مانع مائى فى معجزة لم يشهدها تاريخ المعارك والحروب الكبري.
المعجزات التى تحققت فى حرب اكتوبر لم تتحقق صدفة وانما بدأت اولى ملامحها عندما استطاع عدد قليل من قواتنا الخاصة التمسك بالارض ورفض التفريط فيها وتمكنوا من هزيمة العدو وفرض سيطرتهم على قطعة غالية من سيناء تمتد من مدينة بورفؤاد الى عمق سيناء وظلت تحت سيطرة قواتنا حتى يوم 6 اكتوبر وكانت معركة رأس العش بدأت يوم 30 يونيو 67 بعد النكسة بعشرين يوما دلالة على استبسال ابطال قواتنا المسلحة فى التمسك بالارض مهما كانت الظروف التى خلفتها حرب يونيو الا ان العقيدة الوطنية لجيشنا العظيم اقدر على صون الارض وتحقيق النصر فى كل الاحوال.
ولم تمض نحو مائة يوم على معركة رأس العش حتى وجهت قواتنا البحرية ضربة قاصمة وصادمة للعدو باغراق السفينة «ايلات» الاسرائيلية قبالة بورسعيد فى عملية نوعية لم تحدث من قبل حتى فى القوى الكبري.
ومنذ يوم 9 و10 يونيو بدأت خطة ازالة اثار مؤامرة يونيو بقرار تاريخى باعادة بناء القوات المسلحة على احدث المنظومات القتالية وتزويدها بالاسلحة الحديثة وكذلك الفرد المقاتل وكانت كل عوامل تحرير الارض تسير بالتوازى وباسرع ما يمكن مما ادى إلى الدخول الى حرب الاستنزاف ونحن نمتلك كل عوامل النصر وبالفعل كانت حرب الاستنزاف التى استمرت نحو ثلاث سنوات وبالا على العدو خسر فيها اعدادا كبيرة من جنودة وضباطه وعتاده وفى الوقت نفسه كانت العمليات الخاصة التى اوجعت العدو مثل تدمير اكثر من سفينة فى ميناء ايلات واغراق الحفار الذى استقدمته اسرائيل للبحث والتنقيب عن البترول فى سيناء فى شهر مارس بميناء ابيدجان بساحل العاج عام 1970 وكانت عملية ناجحة ومكتملة الاركان وكانت هذه ضربات مؤلمة وموجعة كشفت حقيقة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر بالاضافة إلى ما تلقاه العدو من ضربات ايضا بطول الجبهة فضلا عن ان هذه المعارك التى كانت تتواصل لعدة ايام اضافت خبرات و تجارب هائلة استعدادا لليوم الموعود.
اسرائيل لم تتحمل ما جرى لها فى حرب الاستنزاف مما دفعها الى اللجوء الى امريكا لطلب هدنة وبالفعل قبلت مصر الهدنة لاستكمال بناء حائط الصواريخ الذى كانت طائرات العدو تتساقط بالعشرات فى كل محاولة للاختراق وتهديد الجبهة الداخلية.
كل هذه المعارك اعطت جيشنا العظيم كل الخبرات والاستعداد الكامل لخوض معركة العبور بروح قتالية عالية بدت منذ انطلاق الدفعة الاولى من طائراتنا لدك مواقع العدو من قبل سيناء ثم لحظة العبور العظيمة التى لا مثيل لها عبر معارك التاريخ الشهيرة ورغم صعوبة المانع المائى الا ان ابطالنا عبروا فى اقل من 6 ساعات ورفعوا علم مصر خفاقا عاليا على كل النقاط التى حرروها وواصلوا بعدها التقدم لتأمين الجسور على قناة السويس.
قدم جيشنا العظيم تضحيات كبيرة فى حرب الاستنزاف وفى العبور وكانت هذه التضحيات هى الطريق الى انجاز العبور فى وقت قياسى وتحقيق هذا النصر التاريخى الذى سيظل فخرا لكل الاجيال وذكرى نستلهم منها الدروس والعبر وكيفية التخطيط المتقن ووسائل الخداع التى وقع فيها العدو وكانت من اهم عوامل تحقيق هذا النصر الذى كشف حقيقة الهالة التى احاطت بها آلة الاعلام الصهيونية الجيش الاسرائيلى الذى تساقط جنوده قتلى وجرحى ومن استطاع الفرار هرب ولم يعد.
ومن يومها والعدو لا يجرؤ على العودة لإدراكه ما الذى سيحدث له اذا حاول ان يقترب.
نصر اكتوبر سيظل ملحمة تاريخية صنعها ابطال جيشنا العظيم وشعبنا العريق والرئيس السادات وكافة مؤسسات الدولة التى قامت بجهد هائل لتوفير كل الامكانيات والمتطلبات ووظفت كل المقدرات لخدمة المعركة وصيانة الجبهة الداخلية.. انها ملحمة سيظل التاريخ يضعها فى صدر صفحاته لتفخر بها كل الاجيال.