مع مرور الأيام وتلاحق الأحداث نكتشف وندرك قيمة ما حققناه وأنجزناه.. فالبدايات دائماً صعبة.. ربما نتعرض لهجوم ونقد غير بناء.. وحملات تشويه وتشكيك منها ما هو عن جهل ومنها ما هو عن باطل وقصد وحقد.. لكن من الأمور العظيمة ان يتراجع الإنسان عن وجهة نظر خاطئة.. لم يحالفه التوفيق فى تكوين رأى صحيح فى البداية.. وعندما أيقن انه الصواب.. لذلك فإن الموضوعية والانصاف وشهادة الحق حتى فى أصعب الظروف والأزمات والمعاناة.. كل ذلك لا يجعلنا نتخلى عن شـهادة الحــق والمــولي– عــز وجـــل– قال فى سورة البقرة: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) لذلك فإن شهادة الحق والموضوعية أبداً لم تكن من قبيل المجاملة.. بل هى فضيلة ولا نخشى أن نجاهر بها ولا نخاف من لوم اللائمين وسباب الحاقدين والكارهين.. فإن ما بين أيدينا من نعم ونجاحات فى أتون هذه الأزمات الطاحنة التى جاءت جراء صراعات وتوترات إقليمية ودولية انعكست علينا.. لكن هناك طاقات نور ونقاط ضوء بين أيدينا فى اللحظات الصعبة وهى عارضة ومؤقتة ولا يمكن ان ننكرها ولن تستمر طويلاً طالما ان هناك قاعدة صلبة ترتكز عليها.. هذه القاعدة التى أنجزناها على مدار أكثر من 10 سنوات هى التى حمت مصر فى أصعب الفترات وأقساها.. ولولا ما تحقق خلال العقد الأخير لكانت مصر فى وضع حرج فرغم ما يشهده العالم والمنطقة من تعقيدات وتصعيد وتوترات وما لها من تأثيرات وظلال مؤلمة إلا ان مصر تقف على أرض صلبة.. دولة قوية وقادرة ولديها من الفرص الكثير ورغم الأوضاع والمتغيرات الإقليمية والدولية إلا أنها مازالت تنمو وتتقدم وبمعدلات جيدة تمنحنا التفاؤل وتجعلنا نقدم التحية لصاحب هذه الرؤية والإرادة والإصرار والنجاحات والإنجازات التى تحققت ومازالت.. تنفذ على أرض مصر لا يجب ان نبخس ما بين أيدينا وما حققناه.. فكان ومازال هو السبب الرئيسى فى استقرارنا وقدرتنا على مواجهة أصعب الظروف وتداعياتها.. لذلك لابد ان نتحلى بالموضوعية والانصاف.. فالحقيقة ان ما شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة وما حققته من قوة وقدرة ونجاحات.. لو تأخر لكانت الأمور صعبة لمجرد التفكير فى تنفيذه خلال هذه الأوقات التى تضاعفت فيها الأسعار والتكلفة واشتدت فيها قسوة الظروف الاقتصادية العالمية.. وهو ما وفر لنا القدرة على الصمود والعبور من براثن تداعيات أزمات دولية وإقليمية معقدة أو ما سيحدث من تطورات فى ظل التصعيد.
أقوــل وبكــل وضــوح دون خــوف من المتربصين أو المذبذبين أو أصحاب الهوى والغرض انه يجب ان نكون أمناء مع أنفسنا وعلى تجربتنا ونجاحاتنا خلال السنوات الماضية.. خاصة قدرتنا على انقاذ هذا الوطن من ضياع وتراجع ووضعه على الطريق الصحيح ووضع الأساس الصحيح لدولة حديثة وقوية وقادرة على حماية أمنها القومى وسيادتها ومقدرات شعبها فى وسط حرائق وتهديدات وتحديات وأطماع وتصعيد وعالم متوتر يعيث فيه شياطين الإنس بمخططات ومؤامرات وأطماع واضغاث أحلام ونرى بشكل موضوعى ومنصف كيف نقف بصلابة وثقة دون خوف حتى وإن دعونا إلى السلام وبذلنا جهوداً من أجله فالأمر الآن يتعلق والنصر يتحقق لمجرد العبور والنجاة من محاولات الاستدراج والتوريط ومحاولات جر مصر إلى مستنقعات الاستنزاف والاضعاف وتبديد وتوفير ما حققته خلال السنوات الماضية على طريق تحقيق الحلم المصرى فى نيل التقدم.. لذلك من المهم ان نكون أمناء مع أنفسنا وان يكون كل من يتولى مسئولية أى عمل فى هذه التجربة التاريخية الفريدة جديراً بها.. جاء وفق اختيار موضوعى بعيدا عن الهوى والغرض وهو سر النجاح والرئيس عبدالفتاح السيسى دائماً يؤكد على ان المجاملة فى الاختيار فساد وان الجدارة والاستحقاق والموضوعية والكفاءة والإخلاص هى المعايير الأساسية التى تحكم ذلك وبالتالى ومن هنا يتحقق النجاح وهى عين الأمانة على هذه التجربة الفريدة والعظيمة حتى تواصل النجاح.
الأمانة والموضوعية والانصاف فى الاعتراف بالنجاح وجدوى التجربة واستشرافها للمستقبل فقد أظهرت الأحداث والأزمات الدولية والإقليمية المتلاحقة جوهر وعمق وتفرد وبعد نظر التجربة المصرية فى البناء والتنمية وامتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.. لذلك لابد ان نفخر بما بين أيدينا من نجاحات وإنجازات ولا تكون المعاناة والأزمة العابرة هى مقياس الحكم على ما نحقق فهى إجحاف وظلم وأسلوب غير علمى وغير موضوعي.. لذلك لماذا لا نشيد بتضاعف الناتج المحلى وزيادة موارد الدخل واستغلال واستثمار ما لدينا من موقع جغرافى ارتكز على بيئة جاذبة للاستثمار فى ظل ما حققناه فى مجال انشاء بنية تحتية عصرية هى السبيل والطريق الأمثل والوحيد لاقتصاد قوى جاذب للاستثمارات الضخمة والمباشرة وهى القاعدة التى ينطلق منها أى تقدم.
قبل سنوات كان الهجوم والتشويه واضحاً ومتعمداً لقرار تطوير وتحديث قواتنا المسلحة العظيمة وتزويدها بأحدث منظومات التسليح ورفع قدراتها من نظم القتال والتسليح وتطوير عصرى فريد جعلها واحدة من أقوى جيوش العالم والأقوى فى المنطقة.. لذلك فإن الأنشطة التدريبية التى أجرتها قواتنا المسلحة فى الفترة الأخيرة من مناورات وتدريبات بالذخيرة الحية واصطفاف وتفتيش حرب ومؤخراً المناورة البحرية الشاملة ردع 2024 وهذا الأداء الاحترافى الراقى والنجاح الكبير الذى جسدته سياسة تنويع مصادر السلاح لنشاهد عمل الفرقاطات والمدمرات الفرنسية والقطع البحرية الألمانية والغواصات الحديثة من المنظومات الغربية والشرقية فى قدرة فائقة لتوظيف الأسلحة وحاملات الطائرات مسترال والطائرات والمقاتلات الحديثة تعمل فى تناغم لأداء المهام القتالية لتجسد أعلى درجات الجاهزية والاحترافية والاستعداد والكفاءة القتالية العالية وفى وقت بالغ الدقة والتعقيد.. تشهد فيه المنطقة تصعيداً خطيراً وأطماعاً متصاعدة ليدرك الجميع قيمة وعظمة رؤية قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استشرف المستقبل وأدرك ان مصر دولة مستهدفة تعيش فى محيط مضطرب ومتصارع.. لذلك فإن حماية الأوطان والحفاظ عليها لا يدركه إلا العظماء.
أيضاً لدينا الكثير الذى يجعلنا نفخر به فى كافة المجالات والقطاعات حيث الإصلاح والتطوير والتحديث ربحنا وفزنا بما حققناه.. كنا نسابق الزمن من أجل إنجازه فى البنية التحتية والطرق والكبارى والموانئ والسكة الحديد والمطارات والنقل والمواصلات ليرى الجميع حجم التغيير الكبير الذى تشهده مصر فى دولة جديدة.. كذلك لدينا فرص عظيمة وإنجازات هائلة فى مجال الزراعة.. نجحنا فى ايقاف نزيف أجود الأراضى الزراعية وأحيينا مشروعات ظننا انها ماتت مثل توشكى وأصبح لدينا 420 ألف فدان والدلتا الجديدة ومستقبل مصر وسيناء والوادى الجديد والصعيد ما يزيد على 4 ملايين فدان تضاف إلى الرقعة الزراعية.. لدينا مشروعات عظيمة فى الإسكان وسكن لكل المصريين وأيضاً ما يشهده قطاع الطاقة من آمال عريضة بعد ان انتهت أزمة الكهرباء ولدينا فائض وأيضاً بشائر فى مجال البترول والغاز وكذلك بناء الإنسان المصرى الذى شهد اهتماماً غير مسبوق فى الحماية الاجتماعية وزيادات فى الأجور والمرتبات والمعاشات وتكافل وكرامة والمبادرات الصحية ومشروع التأمين الصحى الشامل والقضاء على قوائم الانتظار والتعليم والجامعات.. هناك نجاحات وإنجازات عظيمة نجنى ثمارها فى الحاضر والمستقبل ولا يتسع المقال لعرضها لكن أقول لا تبخسوا الناس أشياءهم وتحلوا بالموضوعية والانصاف.