الطيور على أشكالها تقع.. حقيقة.. هى معلومة لا يمكن أن يختلف اثنان عليها، ولكن.. أيضا لا يمكن أن يسلم منها الأليفون.. بل هم خير وقعة لها..، لأن الاليفون بالنسبة لهذه الطيور يمثلون المتنفس لهم فى تخريج كل السموم والتقلبات والتوحش الذى بداخلهم والذى لا يستطيعون مطلقا أن يخرجوه على أمثالهم مما يرافقون..، فيصبح الطيب لهؤلاء بمثابة صيدة أو غنيمة.. ويوهمونها باسم المحبة أو الصداقة أو الزمالة، وهم فى حقيقة الامر ينصبون لها المصيدة ويحوطونها بالشباك..، بل و يصل بهم الكيد والفكر المريض أن يظنوا بأن هؤلاء البشر ما هم إلا مواد خام تشكل حسب رغبتهم وأذواقهم وفقط..، بل ويتمادون حد الايذاء إن استلزم الأمر أو تعارض مع مصلحتهم الشخصية.
تفكير مريض ولا يؤدى بصاحبه فى النهاية إلا للهلاك، لأنه لن يجد نفسه إلا وسط الأشرار، ولن تسطيع بأن تطوق نفسه إلى الحب والخير، فيصبح غريقا وسط محيطات الجهل والعند والسيطرة وحب الذات، حتى يخسر نفسه شيئاً فشيئاً..، ولا يتبقى له سوى مجرد ذكريات سيئة وكوابيس مزعجة!!
عزيزي.. إن الخير سيبقى وإن لم يكن ظاهراً، وأن الشر سيبقى أيضا ولكنه لن ينتصر وإن بدا مؤثرا، فنحن من نترك له الفرصة أن يتمادى عندما لا نوقفه عند حده.. سواء كان الايقاف بالقول أو الفعل.. والله يهدى من يشاء إلى صراطه المستقيم.
وباب التوبة لا ينغلق.. فاستقيموا يرحمكم الله.