أكرر دوماً.. ان الطب رسالة وأمانة.. ومهنة سامية ليست كسائر المهن.. يلعب الجانب الإنسانى دوراً كبيراً فى ممارسة هذه المهنة.. والعامل النفسى مهم جداً.. بل يأتى قبل العلاج أحياناً.. والطبيب الإنسان.. أنجح بكثير من الآخر.. فالمريض يذهب إلى الطبيب وهو فى أضعف حالاته.. ويكون دوماً فى حاجة إلى لمسة حانية تفتح له باب الأمل ونافذة الشفاء.. وياحبذا لو كان الطبيب ممن اختصهم الله بقضاء حوائج الناس وحببهم فى الخير وحببب الخير لهم.. فكانوا من الآمنين من عذاب يوم القيامة.
>>>
ومن الأمراض التى يعانى منها جميع البشر أمراض الجهاز الهضمى وهى غريبة ومتنوعة وترتبط مباشرة بالسلوك الغذائى للإنسان ونوعية الأطعمة التى يتناولها خاصة أمراض القولون.. المتنوعة.. وأنا شخصيا أعانى من القولون العصبى المرتبط بانفعالات الأحداث اليومية.. والمعاناة من بعض الأطعمة بذاتها.. والمؤثرة فى سائر أعضاء الجسم.. وما أقوله قد لا يكون صحيحاً.. أو له علاقة بالطب.. لكن يتأثر القولون لدى بانفعالاتى اليومية خاصة اننى أعانى من الضغط المرتفع.. وكنت دائماً عندما أشرب الحليب صباحاً أو الأرز باللبن أعانى من اضطرابات قولونية.
>>>
وكان مفاجئا لى ان اعرف ان هناك جمعية خاصة لنوع جديد بالنسبة لى من الأمراض وهى جمعية مرضى السيلياك.. وهى أول جمعية على مستوى الجمهورية تهدف إلى خدمة جميع مرضى «السيلياك» والسكر وأصحاب الأمراض المناعية وحساسية القمح والفاكهة واللبن.. لأعرف لأول مرة ان هناك حساسية لمنتجات القمح والفاكهة وحساسية تناول الألبان ومنتجاته.
.. لاسمع لأول مرة عن مرض «السيلياك» عندما تلقيت دعوة يوم الجمعة الماضى لحضور مؤتمر كبير دعت إليه الجمعية بمشاركة نخبة متميزة من الأطباء المتخصصين فى هذا المجال والذين قدموا خلال المؤتمر عرضاً وافياً وتوعية شاملة سواء للمرضى أو الوقاية من الإصابة والأسلوب الصحيح فى التغذية وأنواع الأطعمة الصحية والأسلوب الأمثل لوقاية القولون والمعدة من كافة أنواع الأطعمة والحساسية والأسلوب الأمثل لتقوية الجهاز المناعى للإنسان.. وكان شيئا طبياً ان أضيف إلى رصيدى ثقافة ومعرفة جديدة فى دنيا الطب والمناعة.. وأشخاصاً وأطباء لهم بصمات إنسانية فى خدمة مرضاهم وسوف نفسح لهم فى مرات قادمة المساحات الإعلامية الصحفية والتليفزيونية اللازمة لتعريف الناس بكل جديد فى دنيا الطب وهذه الأمراض الغريبة وغير المعلومة لدى الكثيرين.
>>>
وخير الناس أنفعهم للناس.. وخيركم من تعلم العلم وعلمه.. وما استحق أن يولد من عاش لنفسه.. والإنسان بالناس يحيا.. ونجاة البشرية وانقاذ المعمورة من كل معاناتها فى العودة إلى الإنسانية التى فطر الله الخلق عليها.. فالآخر الذى تحاربه هو أخوك فى الإنسانية.. والانسان الذى تلقى عليه الدنيا ميت لتضجره.. هو أخوك وعمك ومن أهلك.. فعندما خلق الله البشرية كان هناك «إنسان».. لم يكن هناك أمريكى ولا روسى ولا فرنسى ولا ألمانى وإنما كان هناك إنسان.. تناسل وتكاثر وأمم المعمورة.. اختلفت الألوان والألسنة وتباعدت المسافات وتعددت الأوطان.. لكن يبقى هو الإنسان.. ولو تعامل الغرب والشرق والشمال والجنوب.. بالإنسانية ما شجر بعضنا بعضا.. وما نسف الأمريكى الآخر العربي.. وما دمر الغربى أخاه الشرقي.
>>>
وأعود إلى مهنة الطب التى تجسد الإنسانية فى أسمى معانيها.. فالطبيب فى أى مكان عندما يعالج مريضا.. يتعامل مع إنسان يعالجه ويداويه ويبذل أقصى جهده من أجل شفائه دون ان يسأل عن جنسه أو لونه أو دينه.. انها الإنسانية.. فى أسمى معانيها.. ولا خلاص من معاناتنا إلا فى العودة إلى الإنسانية!!