التغير المناخى حقيقة نعيشها مع موجات الدفء والسخونة بسبب زيادة انبعاثات الكربون، وهو ما جعل التوجه العالمى يتحرك نحو التخلى عن الوقود الأحفورى والانتقال الى الطاقة النظيفة والمتجددة. وكما هو معروف انه عندما تتغير مصادر الطاقة تتغير علاقات القوى بالتبعية فالطاقة هى دينامو التنمية والكهرباء اصبحت تعد حقا أساسيا من حقوق الانسان شأنها شأن الحق فى بيئة نظيفة وكلاهما حق فردى وحق جماعى للدول. والعالم وعلى رأسها ألمانيا – يتراجع الآن عن استخراج الطاقة المتجددة من الشمس والرياح لما كشفته التجربة من مخاطر بيئية بل وأمنية وتسبب صراعات جديدة فالمواد اللازمة لاستخراج الطاقة المتجددة التى تهدف الى الحد من انبعاثات الكربون هى نفسها تزيد الانبعاثات لما تتطلبه من عمليات استخراجية لمعادن نادرة وغير متجددة «الرصاص، والليثيوم للبطاريات والنيكل والكوبالت». كما تتخصص الصين وحدها فى تصنيع هذه المعادن وتكنولوجيا التحويل ومعامل البطاريات مستوردة وليست محلية بما يجعلها طاقة معتمدة على الخارج ومحدودة الكمية وليست فعالة فى توليد الطاقة على نطاق واسع مثل الطاقة النووية مما يستلزم معها طاقة مكملة خاصة من الغاز المستثمرين الأساسيين فى الطاقة الشمسية والرياح هم شركات الغاز والبترول ونفايات الخلايا الضوئية للمحطات «عمرها 25 سنة او اقل» ضاعفت مشكلة التخلص من النفايات الالكترونية.
فى المقابل الطاقة النووية – ثانى أكبر مصدر للطاقة منخفضة الكربون فى العالم بعد الطاقة الكهرومائية. متجددة، فلا تطلق الا بخاراً نظيفاً، ولا تنفد وتوفر وقوداً لا نهائياً خاصة أن التقنيات النووية الحديثة غيرت هذا المفهوم، باستخدام الثوريوم «معدن مشع موجود فى جميع النباتات والمياه والتربة تقريباً»، وهو أكثر أمانًا من اليورانيوم وليس عرضة للانتشار النووى «النفايات». والبعض يرى ان المحطات النووية الشائعة التى تعتمد على اليورانيوم المشع ومصادر الوقود المماثلة محدودة ، وتخلق نفايات ضارة.
ما تقدم يعنى أن توليد الطاقة يرتبط فى النهاية بالطلب على المعادن مما يتطلب خطة قومية لتأمين الطاقة بدمج انواع الطاقة المتجددة مع النظيفة وفقا لها، حيث يتم استخدام المعادن فى مختلف التطبيقات الصناعية، بما فى ذلك البناء والبنية التحتية والتكنولوجية وطرق التصنيع للطاقة. والتعدين يتأثر بالسياسات الحكومية والكوارث الطبيعية، وبسعر الدولار الأمريكي، حيث يتم تسعير معظم السلع بالدولار، فتؤثر التغيرات فى قيمة الدولار عليه تماما كما فى الطاقة الأحفورية.
وهكذا فإن السلامة البيئية ومستقبل الطاقة النظيفة مرتبطان بالاختراعات مما جعل العلماء يفضلون الطاقة من الماء الثقيل والطاقة النووية والهيدروجين والطاقة الحيوية خاصة من الطحالب – الجيل الثالث للوقود الحيوى الذى يولد فرص لصناعات ويوفر مصادر بديلة ومستدامة للطاقة ، لاحتوائها على 60٪ زيوتاً من وزنها ومزارع الكائنات الدقيقة الجيل الرابع للوقود الحيوى السائل «الخ من انواع الطاقة النظيفة وطويلة الأمد و المستقرة وتطويره الى الأمن البيئى المتكامل» باعتبار الطاقة جزءاً من البيئة وأمن السلامة البيئية المتكامل Ecological Integrity Security والتى استوجبت نوعا خاصا من التوازن فى انتاج الطاقة يرتكز على اسس جديدة فى التعامل مع جميع انواع امدادات الطاقة النظيفة ولمدد طويلة بما يحقق أمن السلامة البيئية المتكامل أهمها: الابتكار والضبط الدقيق للتكنولوجيات المعروفة مع بطاريات أكبر حجماً وأكثر كفاءة، وعمليات لالتقاط وتخزين وإعادة تدوير الطاقة بالخطة القومية لتأمين استمرارية أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية وفى الهواء، وأجهزة تحليل كهربى لإنتاج الهيدروجين «الأخضر». والبحث عن مصادر وطرق تصنيع جديدة للطاقة تعتمد على معادن متوفرة وتتسم بالاستمرارية فى عطائها وبأقل نفايات ممكنة، وخفض الاحتياج للطاقة قدر المستطاع وترشيدها مع الاعتماد على تدوير الاقتصاد والمواد قدر المستطاع لإطالة عمرها واستخدامها بأقصى كفاءة، والتوسع فى استخدام الطاقة النووية السلمية الآمنة.