ليس غريباً عليهم، أنه فى ظل ظروف فى غاية الحساسية ووقت يتطلب فيه تكاتف جميع أطياف المصريين لمواجهة التحديات الخارجية وصد ما يحاك بنا ويراد لنا.. نتفاجأ بظهور خفافيش الظلام لكى تنبح من جديد وتبث السموم، وكأن التعليمات قد صدرت لهم بالظهور كإحدى آليات الضغط الخارجى على دولة 30 يونيو القوية الصامدة، التى احتارت معها قوى الشر العالمية.
وفى موجة جديدة ومتكررة من الحرب الإعلامية الخبيثة التى تتم ممارستها ضد دولة 30 يونيو منذ 11 عاماً، يظهر الطابور الخامس على شاشات الإعلام المعادى المأجور والمعروف هويته وعلى مواقع السوشيال ميديا ولجانهم الإلكترونية لتنفيذ حملة مشبوهة شعواء يتشدقون فيها بالإنسانية وحقوق الإنسان لممارسة ضغوط خسيسة وتزييف للحقائق وتضليل للرأى العام.
الطابور الخامس يظهر كالعادة بخطاب ساذج يتشح برداء ملوث باللعب على وتر الإنسانية والصعبانية وحقوق الإنسان، رغبة منهم فى إحداث شرخ وتقليب الشارع المصرى.. وقد غاب عنهم أن المصريين قد وعوا الدرس وتعلموه جيدا وأصبحوا يفرقون جيدا بين الغث والسمين وبين أصحاب الوطنية والانتماء وأصحاب المصالح و«السبوبة» والجنسيات الأجنبية.. هؤلاء الذين عميت أعينهم عما يحدث فى أهل غزة من قتل ودمار وإبادة للأطفال والنساء والكبار والمرضى وحرق الأخضر واليابس، ولم نسمع لهم صوتاً واحداً.. لأن الفاعل هو محرضهم وممولهم الذين يقتتون منه.
الأمر المثير للريبة والدهشة معاً ويفضح هؤلاء، أنهم انتفضوا هذه المرة من أجل المطالبة بالإفراج عن أحد العملاء الذى كان له دور كبير فى نشر الفوضى فى أحداث يناير عام 2011 فى كل ربوع مصر باستخدام المولوتوف فى التعدى على رجال الشرطة والمجمع العلمى، وهذا باعتراف أحد أعضاء الحركة التى ينتمون إليها، وأن معظم عناصر هذه الحركة تدربوا على أعمال الفوضى وإسقاط الأنظمة فى دول أجنبية بدعم وتمويل خارجى، وهذا العميل الذى يطالبون بالإفراج عنه قُبض عليه ليس باعتباره صاحب رأى ليتحول فيما بعد لسجين رأى، بل هو قام بأعمال جنائية حوكم بسببها من القضاء المصرى، وبهذا الحكم أصبح مجرماً جنائياً وليس سجين رأى، ووقت دخوله الحركة ووقت محاكمته ودخوله السجن، حوكم باعتباره مواطناً مصرياً ارتكب فعلاً جنائياً حوكم عليه بالسجن ٥ سنوات، وليس باعتباره صاحب رأى.
الحقيقة، أن المعركة مازالت معركة وعى وكتبنا مراراً وتكراراً أن مقياس نجاح ونجاة أى مجتمع ودولة هو الإنسان الواعى المحصن ضد الشائعات بالفهم الصحيح وكذلك الإدراك السليم لما يدور حوله ويحاك له، وإلى بلده من مؤامرات هدامة تستهدفه هو فى الأساس.. ومن الضرورى أن نعلم جميعا أن هؤلاء المتربصين الذين تفضحهم نواياهم ينشطون بالأمر المباشر فى إطلاق الدعوات الهدامة وترويج شائعات مغرضة تهدف إلى التشكيك فى كل ما هو إنجاز أو خطوة على الطريق الصحيح، بنية إعداد المسرح وتمهيده للفوضى الخلاقة التى يسعون إليها.. والأمر المهم الذى يجب أن نلتفت إليه أن ذلك يحدث فى ظل غياب وعدم فاعلية للأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية والمهنية والشبابية وعدم قدرتهم على التواجد فى معظم المناطق لاستيعاب الشباب والمواطنين بصفة عامة.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. حقوق الإنسان الحقيقية تتمثل فى الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أعلن عنها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى متسقة ومكملة لجهود التنمية الشاملة التى حققتها الدولة المصرية فى كل مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والسياسية، وقرار الدولة بضمها لرؤية مصر 2030 يعكس إرادة حقيقية للقيادة السياسية بأن تستمر جهود الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال بناء الإنسان المصرى، وضمان الحق فى حياة كريمة له من التعليم والصحة والسكن وغيرها من الحقوق، وكذلك تمكين للشباب والمرأة بما يحقق المساواة بين الجنسين.. حفظ الله مصر وأهلها.