بعيدًا عن حفل تنصيب الرئيس الــ 47 لأمريكا دونالد ترامب داخل الجدران لسوء الاحوال الجوية، وبعيدًا عن الخطابات الستة التى ألقاها ترامب تضمنت السياسة الأمريكية داخليًا وخارجيًا وبعيدًا عن الجدل حول مدى صمود اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى مراحله التالية وقبل مرور ثلاثة أيام على الاتفاق توجهت آلة الحرب الصهيونية للهجوم على مدينة جنين يبدو ان هذا الهجوم تنفيذ لوعد نتنياهو لوزير المالية سموتريش بابتلاع الضفة الغربية وضمها إلى دولة الاحتلال
الضفة الغربية لها بعد دينى توراتى والتى تسمى فى اساطيرهم الدينية بيهودًا والسامرة فوفق الاسطورة الدينية اليهودية توضع الضفة فى أهمية دينية تفوق باقى الأراضى المحتلة عدا القدس.
مع مرور السنوات وبصرف النظر عن اتفاقيات تسعينيات القرن الماضى تمكن الصهاينة المتعصبون من الوصول للقيادة العليا لدولة الاحتلال مثل سموتريش وزير المالية وبن غفير وزير الأمن المستقيل والذى اسرف فى تسليح المستوطنين وهما من اقترنا بمسألة التوسع فى الاستيطان وتتويجًا لمسيرة الصهيونية الدينية والترويج للقراءة الدينية حول عودة المسيح المخلص المرتبطة بعودة اليهود لأرض يهودا والسامرة وتحول المشروع الدينى لمشروع سياسى جوهره تغيير ديموجرافيًا الضفة الغربية ببناء المستوطنات.
نفهم من هذه الاسطورة الدينية ان هجوم جيش الاحتلال على الضفة الغربية وخاصة مدينة جنين التى دافع أهلها عنها ومنعوا سقوطها عام 1948 فى يد العصابات الصهيونية لتبقى خارج الخط الاخضر، هذا الهجوم يأتى لارضاء سموتريتش وتياره بان الحرب لن تتوقف فى انحاء دولة الاحتلال لكسر شوكة المقاومة بل التوسع فى الاستيطان لاسباب مقدسة ومن يبق من الفلسطينين سيعيش داخل اسوار هذا جوهر الاعتداء الأخير على الضفة الغربية وان استفاد منها نتنياهو قبل اسقاط حكومته.