صعد الاحتلال الإسرائيلي، أمس، من عملياته العسكرية فى مخيم جنين، بالضفة الغربية المحتلة، حيث استمرت الاقتحامات والاشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل فلسطينية، بينما جرى اعتقال العشرات وتدمير بنى تحتية فى مناطق مختلفة من محافظة جنين.
أجرت عناصر من جيش الاحتلال عمليات بحث وتفتيش من بيت لبيت فى مخيم جنين، كما اعتقلت عدداً من الفلسطينيين فى المخيم بينما تتواصل الاشتباكات داخل أزقة المخيم وفى عدد من محاور المدينة، وانتشرت القناصة الإسرائيلية على أسطح المنازل.
واجبرت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين فى جنين على اخلاء منازلهم قسرا تحت تهديد السلاح بعد الاعتداء بالضرب عليهم والعبث بمحتويات منازلهم وتخريبها.
من جانبها قالت كتائب القسّام الجناح العسكرى لحركة حماس إن مقاتليها يخوضون اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، مع قوة إسرائيلية فى بلدة كفر دان غربى مدينة جنين بالضفة الغربية بعد ان قامت القوة باقتحام البلدة.
وكان جيش الاحتلال قد نفذ عمليات تدمير واسعة للبنى التحتية فى مخيم جنين فى الأيام الأخيرة، ما أدى لانقطاع الماء والكهرباء عن المنازل فى المخيم، فيما وصل عدد الشهداء منذ الاربعاء الماضى إلى 26 شهيدا حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
فى السياق ذاته أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بمقتل جندى إسرائيلى وإصابة آخرين فى معارك بحى الجابريات بمدينة جنين.
وأفادت تقارير بأن القوات الإسرائيلية دفعت بتعزيزات عسكرية من عدة محاور إلى مدينة جنين ومخيمها، حيث وقعت اشتباكات عنيفة منذ ساعات الصباح، فيما سمعت أصوات انفجارات ضخمة فى المخيم.
فى الاثناء اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس مدينة طولكرم، ومخيم نور شمس شرقاً، وبلدة حجة شرق قلقيلية بالضفة الغربية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
أتى ذلك، بعدما أكد جيش الاحتلال أن قواته قتلت شخصين فى واقعتين منفصلتين شمال الخليل بالضفة، بعد أن تسلل أحدهما إلى مستوطنة إسرائيلية وأطلق آخر النار على جنود بعد انفجار سيارته.
واوضح جيش الاحتلال أن فلسطينيين حاولوا دهس حارس أمن عند مدخل مستوطنة كرمى وتسللوا إلى المستوطنة، لافتا إلى أن الجنود الذين وصلوا إلى مكان الحادث قتلوا أحد المهاجمين الذى أطلق النار عليهم، ويبحثون عن آخرين.
وفى الحادث الآخر ذكر جيش الاحتلال أن النيران اشتعلت فى سيارة فى مستوطنة عصيون وانفجرت فى محطة وقود.
من جهتها أصدرت حركة حماس بيانا أشادت فيه بما وصفتها بأنها «عملية بطولية مزدوجة» فى الضفة، مؤكدة أنها رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمرعدوان الاحتلال الغاشم واستهدافه للشعب الفلسطينى وأرضه، لكنها فى نفس الوقت لم تعلن مسئوليتها المباشرة عن الهجومين.
بدوره قال محافظ جنين كمال أبوالرب أنه طلب من الجانب الإسرائيلى وقف إطلاق نار إنسانى لمدة ساعتين فى النهار ليتسنى لسكان المخيم المحاصرين التزود بالغذاء والماء ولكن الجانب الاسرائيلى لم يرد حتى اللحظة.
اضاف أبو الرب أن سكان المخيم يعانون من نقص فى الغذاء والدواء وحليب الأطفال مشيرا إلى أن التدمير داخل المخيم شرس وعنيف جدا.
إلى ذلك منعت قوات الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدنى فى جنين من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي، وقال مدير مركز الدفاع المدنى فى جنين ضرغام زكارنة، إن جيش الاحتلال المتمركز أمام بوابة المستشفى منع طواقم الدفاع من نقل المياه إلى داخل المستشفي، حيث يحتاج قسم غسيل الكلى الى 100 كوب يوميا من المياه.
وحذر مدير مستشفى جنين الحكومى وسام بكر، من توقف خدمات غسيل الكلي، فى حال استمر الاحتلال بمنع دخول المياه.
ولليوم الرابع على التوالى يعانى مستشفى جنين الحكومى من نقص شديد فى المياه، بسبب تدمير خط الماء الرئيسى المغذى له بفعل عدوان الاحتلال.
فى تطور اخر، قال متحدث باسم جيش الاحتلال إن رئيس الأركان هرتسى هاليفي، عقد جلسة مع قادة المناطق فى كافة الجبهات، لتقييم الوضع الأمنى فى الضفة الغربية المحتلة.
وأكد هاليفى مواصلة الحملة العسكرية فى الضفة لإحباط ما وصفه بـ»الهجمات الإرهابية» فى البلدات والطرقات ومنطقة التماس. وأضاف أن الحملة على منطقة جنين مستمرة لإحباط عمليات مثل التى وقعت ليل الجمعة فى منطقة (مستوطنة) غوش عتصيون.