طالعتنا وسائل الأعلام فى «الأسبوع الماضي» بإعلان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة الكويتية عبر صفحتها على منصة «إكس» عن قطع التيار الكهربائى عن بعض مناطق دولة الكويت لتخفيف الأحمال نتيجة لعدم قدرة محطات التوليد على تلبية الطلب المتزايد خلال فترة الذروة ولحماية استقرارالمنظومة، وهو مايعنى دخول دولة الكويت الشقيقة مرحلة تخفيف الأحمال ساعتين يوميا.
لانجافى الحقيقة اذا قلنا ان ما يحدث فى مصر والكويت ودول اخرى فى الطريق من انقطاع للكهرباء تخفيفا للأحمال يجب أن يؤخذ على انه جرس إنذار وأنوار كاشفة نحو تمييز الحقائق التى تؤكد أن العالم خرج من مرحلة الاحتباس الحرارى الى مرحلة الغليان! وأن الحروب الدائرة حاليا والقادمة مستقبلا ماهى إلا حروب طاقة فى الأساس،وقد يبدو الوضع أكثر صعوبة وتعقيدا فى مصر لأن عدد سكانها يزيد على 106 ملايين نسمة بالداخل وتستضيف ما لا يقل عن 10 ملايين لاجيء، وبالرغم من ذلك فى تصورى أن هذا الوضع المركب فى مصر مؤقت لأنه متداخل مع أزمة ارتفاع سعر الدولار وضرورة توفير الأحتياجات الأساسية من السلع والخدمات، وكذلك حتمية زيادة الاحتياطى النقدى بأقصى قدرممكن تحسبا لأى مواجهة عسكرية لحماية الأمن القومى المصرى حيث يحاول البعض جرنا اليها سواء فى الاتجاه الشمالى الشرقى من ناحية سيناء أو الجنوبى فى دولة السودان الشقيق أو الجنوبى الشرقى جنوب البحر الأحمر وخط الملاحة الدولي، وكل ذلك أثر على القدرة على شراء كميات كبيرة من الغاز تلبى كل الطلب المتزايد نتيجة الكثافة السكانية وارتفاع درجة حرارة الجو لدرجة الغليان والتوسع العمراني.
ولأن «مصر- السيسي»، أدركت انه من رحم المعاناة تتحقق المعجزات، ومن رحم الالم يولد الأمل اختارت الجمهورية الجديدة طريق المواجهة واقتحام المشكلات والتصدى للأزمات المزمنة بجرأة وشجاعة وكان التركيز على قطاع البترول والطاقة منذ البداية، وربما كان الدرس الأهم هو العمل على إيجاد بديل عن النفط يمكن الأعتماد عليه ويمكن إنتاجه من دون الحاجة الى مصادر أخرى من الطاقة ويتمثل ذلك فى مفاعل الضبعة النووي،والواقع يثبت ان مايحدث الآن على الساحة الدولية يؤكد ان الرئيس عبدالفتاح السيسى يتمتع برؤية ثاقبة وعمل على تنويع العلاقات الخارجية وبناء علاقات دبلوماسية قوية لتطوير الاقتصاد ودفع عجلة التنمية وكان منذ الولاية الأولى يستشرف المستقبل، ولذلك كان الإصرار على تنفيذ المفاعل النووى بالضبعة والذى سوف يلبى قدراً كبيراً من احتياجات مصر من الطاقة بدون الحاجة الى أى مصادرأخرى وسوف يصبح نقلة كبيرة بكل المقاييس لوضع الطاقة فى مصربعد افتتاحه.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. استمرار الاضطرابات الجيوسياسية التى يمر بها العالم والمنطقة لفترات طويلة مقبلة سوف يغير من وجه السوق العالمى للطاقة على نحو جذري، وبالتالى سوف تتغير معه موازين القوى السياسية والاقتصادية فى أنحاء كثيرة من بينها منطقة الشرق الأوسط،وبالتالى فإن تبنى الخطط التنموية الطموحة لتنويع مصادر الدخل الاقتصادى وتقليل الاعتماد على النفط هوالطريق الصحيح والحل المثالى لمواجهة مثل هذه التحولات فى سوق الطاقة.