بملامح تعكس طيبة القلب وشهامة المصريين.. وبكلمات واثقة تصدر عن قناعات السنين.. وبوجه يبعث على الاطمئنان والأمل فإن شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى أظهر ضابطا مصريا شابا وهو يتحدث إلى الفلسطينيين خلف السياج الحدودى على الحدود بين مصر وغزة وهو يخاطبهم قائلاً: «أقسم بالله عمر مصر ما هتقف ضد الفلسطينيين.. ودايماً مع اخواننا الفلسطينيين» وكان الرد عليه من جانب الفلسطينيين الذين تجمعوا للاستماع إليه.. بتحيا مصر.. تحيا مصر.
والضابط المصرى الذى خرج يتحدث إلى الفلسطينيين كان يتحدث نيابة عنا جميعا، كان ينقل رسالة شعب مصر إلى الشعب الفلسطيني.. رسالة مؤازرة ورسالة اخوة ورسالة إدراك لعمق المأساة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة والذى تعرض لأسوأ حرب إبادة وقف أمامها العالم عاجزا أو صامتا أو مضطرا لتجاهلها.
وحين يتحدث هذا الضابط عن موقف مصر فإنه لم يأت بجديد لأن هذا الموقف ثابت ولم يتغير بقناعات راسخة وباستعداد لمواصلة الدعم والمساندة لأن قضية الشعب الفلسطينى هى قضيتنا الأولى وهى قضية الحق والعدل والمصير الواحد.
إن التاريخ سوف يسجل أقوى المواقف المصرية فى خدمة القضية الفلسطينية حين رفضت مصر بقوة تهجير الفلسطينيين قسريا وإخراجهم من غزة.. مصر أبقت على القضية حية ومنعت تصفية وتشريد الشعب الفلسطينى خارج بلاده وأرضه.
ومصر تحملت وتتحمل الكثير.. ولكنها لن تنجر إلى مزايدات ومهاترات للرد على صغار يحاولون الإساءة إليها والوقيعة بينها وبين الشعب الفلسطيني.. هذا ليس وقت العبث وادعاء البطولات.
>>>
وماذا عن المواجهة المحتملة فى حرب قادمة بين ايران واسرائيل.. وهل ستقوم ايران بتوجيه ضربة انتقامية لإسرائيل ردا على الهجوم الصاروخى الذى تعرضت له قنصليتها فى دمشق فى أول هذا الشهر وأدى لمقتل ثلاثة عشر شخصا من بينهم الجنرال محمد رضا زاهدى قائد فيلق القدس الايرانى فى سوريا ولبنان!!
ان كل التقارير تتحدث عن هجوم ايرانى وشيك رغم التحذيرات والتهديدات الأمريكية لإيران.. ويتحدثون فى ذلك عن دعم أمريكى لا محدود لإسرائيل إذا ما تعرضت لهذا الهجوم المحتمل.
وأغلب الظن انه سيكون هناك ضربة ايرانية ولكنها ستكون محدودة بعدة طائرات بدون طيار وبالصواريخ بعيدة المدي.. وستكون ضربة تكتيكية لن تؤدى إلى اتساع نطاق الحرب ولن تجر المنطقة إلى صراع أوسع!! لغة السياسة والمصالح والتوازنات تمنع تفاقم الموقف.. وهناك حدود وخطوط حمراء..!
>>>
ونترك الحرب والتهديدات لنذهب إلى حيث النيل يجري.. والناس التى ارتوت بماء النيل فعرفت طريق الخير والعطاء والقناعة أيضاً.. فبالقرب من مدخل مدينة الاسماعيلية وعلى ضفاف ترعة الاسماعيلية فقد وقف الرجل الذى يقوم بزراعة أرض «طرح البحر» وهى الأرض الخصبة على جانب الترعة وهو يبيع الخضراوات الطازجة من كل الأنواع وحيث تتوقف السيارات للشراء منه.. وأخبارك إيه يا حاج؟ الحمد لله.. وأخبار شهر رمضان كان معاك إيه؟ شوف يا أستاذ.. اللى كنا خايفين منه مفيش أحسن منه.. كنا خايفين نلاقى أزمة فى اللحوم.. وأزمة فى الأكل والشرب، غير صحيح.. رمضان مر علينا بكل الخير.. وأحلى وقت وأحلى ناس وكل شيء كان متوافر وموجود ومنين وإزاي.. معرفش..!
ويا حاج.. يا طيب.. يا مجاهد فى سبيل الرزق الحلال.. احنا فى خير ونعمة وربنا يصونها ويحفظها.. والحمد لله.
>>>
وزار صديقى فنان البحرين ابراهيم حبيب القاهرة وذهب إلى ممشى أهل مصر وعاد من جولته فى الممشى سعيدا منتشيا وكتب لى يقول.. كل شيء هناك جميل وحلو.. المكان والناس.. ولكن ينقص شيء واحد فقط وهو وجود سلالم كهربائية لكبار السن الذين لا يستطيعون صعود ونزول السلالم.
وابراهيم حبيب على حق.. والسلالم الكهربائية ضرورية.. ولابد ان هناك خطة لوجودها قريباً.. عاوزين الحلو يكمل.
>>>
والناس اعتادت الاجازات وتخرج من اجازة لتسأل عن موعد الاجازة القادمة وأصبحت الآن لا تفكر إلا فى دمج الاجازات.. وفى انتظار اجازة شم النسيم وعيد تحرير سيناء وعيد العمال..!! الناس بتحب «الأنتخة» والدلع وحزب «تنابلة السلطان» هو الأكثر انتشارا ووجودا..!
>>>
وعن السوشيال ميديا والتيك توك والناس التى أدمنت مواقع التواصل الاجتماعى أنقل لكم ما قاله الفيلسوف الكندى آلان دونو فى كتابه «نظام التفاهة» حيث كتب يقول: ان مواقع التواصل الاجتماعى نجحت فى ترميز التافهين حيث صار بإمكان أى جميلة بلهاء أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين عبر منصات هلامية غير منتجة ولا تخرج لنا بأى منتج قيمى صالح لتحدى الزمن.
ويحض الفيلسوف الكندى ليقول «ان التافهين حسموا المعركة لصالحهم وفى هذه الأيام تغير الزمن، زمن الحق والقيم، ذلك ان التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل ثقافتهم وفسادهم، انه زمن الصعاليك الهابط».
ولا يوجد ما نقوله بعد ما قاله فيلسوف كندا.. فهو فعلا زمن التفاهة.. وكلما تعمق الانسان فى الابتذال والاسفاف والهبوط ازداد جماهيرية وشهرة وثراء..!! ربنا معانا فى هذا الزمن الصعب.
>>>
وأخيراً:
حافظ على من يفتقدك حين تغيب.
>>>
واقترب من الأشياء التى تجدد الحياة فى طريقك.
>>>
والحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعا وجدارة
بالاحترام من حياة فارغة بلا عمل.
>>>
وبين سطورنا نبض لا يعرفه
إلا من يقرءونا جيدا.