أوروبا تتجمد والإنفلونزا تجتاحها
تشهد الصين ارتفاعًا ملحوظًا فى حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسى (HMPV)، مما أثار مخاوف واسعة النطاق من تفشى الفيروس مع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين مع بداية الشتاء.
وتركزت الإصابات على المقاطعات الشمالية فى الشمال الصين، وتزايدت فى صفوف الأطفال. وانتشرت مشاهد مقلقة من المستشفيات الصينية، تظهر ازدحام المرضى وارتداء الأقنعة ورغم هذه المخاوف، أكدت السلطات الصينية أن الوضع تحت السيطرة، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن تفشى فيروس (HMPV) يُعد جزءًا من الدورة الطبيعية للأمراض التنفسية الموسمية فى الشتاء، مشيرة إلى أن «الأعراض هذا العام أقل حدة مقارنة بالأعوام السابقة».
واتخذت الحكومة الصينية حزمة إجراءات وقائية شملت المراقبة المستمرة للحالات، والتأكيد على ارتداء الأقنعة، وتطبيق التباعد الاجتماعي، وتطهير الأماكن العامة.
وفى أوروبا تتعرض القارة العجوز لموجة شديدة من وباء الإنفلونزا، بالتزامن مع موجة برد قارس، حيث تشهد ارتفاعًا حادًا فى الحالات بعد موسم العطلات، مما يضع أنظمة الرعاية الصحية تحت ضغوط كبيرة، حيث أثر المرض بشكل خاص على الأطفال دون سن 15 عامًا وكبار السن فوق 60 عامًا، مع تسجيل العديد من المستشفيات أعدادًا متزايدة من الإنفلونزا «ب» والتى تسبب ارتفاعًا فى درجة الحرارة وألمًا فى الأطراف وسعالاً.
فى فرنسا، أنشأت المستشفيات وحدات مؤقتة لتخفيف الضغط على أقسام الطوارئ، حيث يعانى كبار السن من مضاعفات تنفسية حادة أكثر من غيرهم. قال أطباء فرنسيون أن أوروبا لم تشهد وباء بهذا الحجم منذ سنوات، وأشاروا إلى أن معظم الحالات الشديدة تشمل الأشخاص غير الملقحين، وشددوا على أهمية اللقاحات فى الوقاية من الإنفلونزا.
فى إسبانيا، تواجه مناطق مثل كاتالونيا وفالنسيا ضغطًا متزايدًا مع استعداد المستشفيات لذروة متوقعة خلال الأيام المقبلة. وعلى الرغم من أن الأوضاع ليست بمستوى ازدحام السنوات السابقة، يحث العاملون فى القطاع الصحى المواطنين على التأهب، إذ تهيمن سلالة الإنفلونزا «ب» على الحالات المسجلة.
فى الوقت نفسه تشهد المجر ارتفاعًا فى حالات الإصابة بالانفلونزا، مما دفع السلطات إلى فرض تدابير صحية صارمة. فى بودابست، أصبح ارتداء الكمامات إلزاميًا فى بعض العيادات، كما تم تطبيق حظر على الزوار للحد من انتشار الفيروس.
وفى رومانيا، تضاعفت حالات الإصابة فى الأيام الماضية، حيث تم تسجيل أكثر من أربعة آلاف إصابة وأربع وفيات مرتبطة بمضاعفات الإنفلونزا. وسجلت بوخارست ومدن مثل كلوج وبراسوف أعلى معدلات الإصابة. ومع إعادة فتح المدارس، يحذر مسئولو الصحة من زيادة جديدة فى الحالات، مشددين على ضرورة التطعيم كأحد أفضل سبل الوقاية. يذكر أنه حتى الآن، تم إعطاء أكثر من 1.1 مليون جرعة من لقاحات الإنفلونزا فى رومانيا.
وبينما تكافح أوروبا هذا الوباء الموسمي، يحث الخبراء الطبيون المواطنين فى جميع أنحاء القارة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، بما فى ذلك التطعيم، للحد من تأثير الإنفلونزا. ويؤكد الأطباء أن الوقت لم يفت بعد للحصول على اللقاح والمساهمة فى تخفيف الضغط عن أنظمة الرعاية الصحية التى تواجه تحديًا غير مسبوق.
انتشار الانفلونزا جاء مع موجة صقيع وثلوج تجتاح عدة دول أوروبية، حيث تستعد فرنسا لطقس بارد تسبب فى انخفاض كبير فى درجات الحرارة، مما دفع هيئة الأرصاد الجوية لحث المواطنين على توخى الحذر بشأن المعلومات المتعلقة بالمناخ والتنبؤات الجوية.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية، التأهب البرتقالى لـ 30 مقاطعة على الأقل بسبب الأمطار المتجمدة التى ستؤثر بشكل رئيسى على شمال وشمال شرق تلك الدولة الأوروبية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى صفر درجة مئوية وسط توقعات بانخافضها فى بعض المناطق إلى 7 درجات تحت الصفر.
كانت بيانات خدمات الطقس الدولية قد كشفت أن متوسط درجات الحرارة فى كل من لندن وباريس وبرلين سيكون دون الصفر يومى الجمعة والسبت المقبلين، ما يقل بنحو 6 درجات عن المعدل الطبيعى للثلاثين عاماً الماضية، كما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية فى المملكة المتحدة تساقط بعض الثلوج فى الأيام المقبلة.
من جانبها، أغلقت بريطانيا مدرج مطار «ليفربول جون لينون» بشكل مؤقت؛ بسبب تساقط الثلوج بكثافة. ونصح المطار المسافرين بالتواصل مع شركات الطيران الخاصة بهم للحصول على أحدث معلومات حول رحلاتهم.
على صعيد متصل، أعلن مطار «مانشستر» إغلاق مدارجه مؤقتا بسبب تساقط الثلوج الكثيفة، كما أوضح أنه جارى العمل على تنظيف المدارج وتجهيزها بأسرع وقت ممكن. وأكد المطار أن سلامة الركاب هى أولويته القصوي.
واعتذرت شركة طيران «إيزى جيت» البريطانية عن الفوضى التى شهدها مطار «بريستول» بعد أزمة تسليم الركاب حقائبهم، وذلك بسبب تأثر المطار بشدة بالثلوج الكثيفة خلال الساعات الماضية.
وفى هولندا، ألغيت عشرات الرحلات من مطار سخيبول؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث بدأت الجرافات فى إزالة الثلوج المتراكمة فى المطار.