تضمن العدد الأسبوعى للجمهورية فى الأسبوع الماضي.. تغطية واسعة حول المشكلة السكانية كتبته الأستاذة القديرة ناهد المنشاوي.. زميلة النضال والعمل من أجل الحد من الزيادة المزعجة لعدد السكان حتى أصبح لدينا 106 ملايين من البشر يعيش على أرض مصر بخلاف من هاجر اليها أو هاجر منها.. وهذا التوجه الإعلامي.. يبشر بمرحلة واعدة للعمل الجدي.. والمثمر ان شاء الله.. لكبح جماح التزايد السكانى الرهيب ..
نحن بالفعل فى احتياج للقيام بدعم مشاركة كافة القطاعات التى من الممكن أن يكون لها دور فاعل فى تقديم خدمات المشورة الواعية والعلمية حول وسائل منع الحمل والتصدى للشائعات والخزعبلات التى تتناولها المجتمعات الريفية على الأخص حول استخدامات وسائل منع الحمل المختلفة.. والتى قد يكون وراءها جهات مغرضة من الداخل أو الخارج ..
الصيدلى هو الغائب الحاضر فى منظومة تنظيم الأسرة.. لدينا فى مصر حوالى 85 ألف صيدلية منتشرة فى كل شبر من اراضينا.. هذه الصيدليات يعمل بها صيادلة أكفاء.. تخرجوا بعد دراسة 6 سنوات منهكة ولديهم الكثير من الخلفية السليمة لأمور الصحة والمرض والدواء.. هذه الصيدليات دائما ما تمثل منفذا للمشورة الطبية.. وهناك أعداد كبيرة من الأسر والأفراد يعتمدون إعتمادا أساسيا على الصيدلية للحصول على النصيحة والعلاج.. هذا واقع يعلمه الجميع ولا عيب فيه.. فالصيدلى له مكانته العلمية الطيبة فى المجتمع.. متواجد دائما.. يستمع لأى شكوي.. دون أى تكلفة.. ولديه الحل فى الحال حين صرف الدواء.. أسهل كثيرا من منظومة الأطباء والمستشفيات لا انتظار ولا كشف ولا تحاليل ولا إشعات.. الموضوع يخلص فى دقائق ..
من الطبيعى إذن أن نقوم باستثمار هذا المنفذ المتاح والمقبول من أجل المشاركة فى تقديم المشورة حول وسائل تنظيم الأسرة.. وبالفعل نجدد برامج التسويق الاجتماعى لوسائل منع الحمل الناجحة دائما ما تضع الصيدلى فى قائمة أولوياتها.. والسؤال هنا هل الصيدلى فى مصر مؤهلا التأهيل الكافى للقيام بإعطاء المشورة حول وسائل تنظيم الأسرة؟ عرضنا هذا الأمر على قطاع الصيدلة فى المجلس الأعلى للجامعات.. وقاموا مشكورين بتكوين لجنة من مجموعة من عمداء كليات الصيادلة.. والتى أوصت فى نهاية الأمر أنه رغم وجود بعض من المعلومات العلمية عن تنظيم الأسرة فى مناهج كليات الصيادلة.. إلا انها ليست كافية لأن يقوم الصيدلى بإعطاء هذه المشورة على الوجه الأكمل.. ولابد من دعم قدراتهم حاليا حتى يتم إدراج هذه الموضوعات فى مناهجهم.. وهو الأمر الذى نعلم جميعا أنه يحتاج الى وقت طويل ..
لذلك فقد تقرر أن نقوم بدعم قدرات مجموعات من الشباب من هيئة التدريس فى كليات الصيادلة من أجل أن يقوموا بتدريس هذا الأمر لطلبة السنوات النهائية فى كلياتهم من أجل تعريفهم بالوسائل المختلفة لتنظيم الأسرة وكيفية عملها واستخداماتها وآثارها الجانبية والحوار حول المعلومات المغلوطة التى تتناولها المجتمعات المختلفة.. وعقدت ورشة العمل الأولى فى فبراير الماضي.. ونالت استحسانا كبيرا.. ثم عقدت ورشة العمل الثانية الأسبوع الماضى فى جامعة الجلالة.. بالتعاون مع كلية الصيدلة بها.. هذا الصرح العلمى الرائع الذى ينتقل بك الى كوكب آخر.. هى جامعة حكومية قومية.. ولكنها عمل مبدع متميز يجعلك تفخر أنه على أرض مصرية.. ونجحت الدورة مثل الأولي.. وتزايد الطلب من كليات الصيادلة على عقد الورشة الثالثة.. والقافلة تسير ان شاء الله.. ولكن نحن فى أشد الاحتياج الى من يعمل معنا من أجل تحفيز هيئة التدريس التى تم دعم قدراتهم على ترتيب ندوات غير صفية لطلبتهم لنقل ما اكتسبوه من معلومات وقدرات الى نطاق أوسع بكثير الا وهم طلبة البكالوريوس والذين هم على أعتاب الحياة العملية والمواجهة المباشرة مع الجمهور الذى يثق بهم ويصدقهم.