حسن شيخ محمود.. بعد استقبال الإمام الأكبر له ودعوته لزيارة مقديشيو:
نتمنى التوسع فى إنشاء المعاهد لمجابهة الفكر المتطرف
د. الطيب: 07 منحة دراسية للصوماليين سنويًا ولدينا 62 مبعوثًا هناك
بحث الإمام الأكبر د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع الرئيس، حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال سبل تعزيز دعم الأزهر العلمى والدعوى لأبناء الشعب الصومالي.
أكد فضيلة الإمام الأكبر عمق العلاقة التاريخية التى تربط الصومال بالأزهر، والتى توطدت من خلال علماء الأزهر الشريف المبتعثين للصومال أن الأزهر لديه ٠٠٢٢ طالب صومالى يدرسون فى مختلف المراحل التعليمية بالأزهر، كما يقدم الأزهر ٠٧ منحة دراسية سنوية لأبناء الصومال، ولدينا معهد أزهرى يتواجد فيه 62 مبعوثًا أزهريًا.
أكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتخصيص جزء من المنح الأزهرية المقدمة لأبناء الصومال لدراسة العلوم والطب والصيدلة والزراعة والهندسة، جنبًا إلى جنب مع دراسة العلوم الشرعية والعربية، تلبية لاحتياجات الشعب الصومالي، وتماشيًا مع أبرز التحديات الداخلية فى هذا البلد العربى العزيز علينا جميعًا، مشددًا على تضامن الأزهر الكامل مع الصومال فى الحفاظ على وحدة أرضه، واستنكار كل المحاولات الخارجية التى تستهدف العبث باستقراره.
من جانبه، أعرب الرئيس الصومالى عن سعادته بزيارة فضيلة الإمام الأكبر للمرة الثانية، والتواجد فى هذا الصرح العلمى الكبير، وتقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لنشر ثقافة التعايش والسلام العالمى والأخوة الإنسانية، ومجابهة الفكر المتطرف.
وقدم الرئيس حسن شيخ محمود، دعوة رسمية للإمام الأكبر لزيارة الصومال، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستكون حدثًا تاريخيًا مهمًا، ورسالة تضامن مع الشعب الصومالى فى مواجهة الجماعات المتطرفة، ومن جانبه رحب الإمام الأكبر بدعوة الرئيس الصومالي، وأنه سيسعى لتلبية هذه الدعوة الكريمة فى المستقبل القريب بمشيئة الله.
كما استعرض الرئيس، حسن شيخ محمود، مع شيخ الأزهر الوضع الحالى فى الصومال، مشيرًا إلى أن الصومال يخوض حربًا طويلة ضد الجماعات المتطرفة المدعومة خارجيا والتى تحاول تقسيم الصومال والعبث باستقراره، وخلال الـ ٦١ عاما الماضية سيطرت هذه الجماعات على بعض الأجزاء وخضنا ضدهم معارك كثيرة، مشيرًا إلى أننا نخوض عدة أشكال من المعارك ضد هذه الجماعات المتطرفة ولعل أبرزها هى المعارك الأيدلوجية والفكرية التى تستهدف نشر الفكر المتطرف وبث سموم هذه الجماعات فى عقول الأطفال والشباب الصومالى لاعتناق هذا الفكر الدموى المتطرف، حتى رأينا أطفالاً فى سن الخامسة يحملون السلاح ويحاربون معهم.
أكد الرئيس الصومالى حاجة الصومال الماسة للمنهج الأزهرى وعلماء الأزهر ومبعوثيه، وأن الحرب ضد هذه الأيدلوجيات المتطرفة تأتى فى مرتبة أهم من الحرب العسكرية، ولذا فإن الفكر الأزهرى هو أهم من الدبابات والمؤن العسكرية التى نحارب بها هذه الجماعات، فبهذا الفكر الأزهرى الوسطى يمكننا تحصين أبناء الصومال وتزويدهم بجرعة علمية وقائية من هذا الفكر المتطرف، مطالبًا شيخ الأزهر بالتوسع فى إنشاء المعاهد الأزهرية فى الصومال وبخاصة فى مراحل التعليم الابتدائي.
من جانبه، أكد الإمام الأكبر أن الأزهر لن يتوانى عن دعم الشعب الصومالي، وتلبية كل احتياجاته العلمية والدعوية، موجهًا فضيلته قيادات الأزهر بدراسة إنشاء لجنة مصغرة بتمثيل أزهرى وصومالى لدراسة احتياجات الصومال من معاهد أزهرية ودورات تدريبية للأئمة والدعاة الصوماليين، وتوزيع المنح الأزهرية بما يناسب التحديات الداخلية للصومال، حيث رحب الرئيس الصومالى بهذا المقترح مؤكدًا أنه خطوة مهمة فى تنسيق الجهود المشتركة وأنه سيقوم بتحديد ممثل شخصى لسيادته فى هذه اللجنة جنبًا إلى جنب مع مسئولى السفارة الصومالية فى القاهرة.