مع بداية أسبوع جديد، شهدت أجواء دولة الاحتلال الإسرائيلية حالة من التأهب بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الداخلية على قرار استئناف الحرب على غزة وإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلى «الشاباك» والتى تتزامن مع صواريخ يطلقها الحوثيون تستهدف العمق الإسرائيلي.
كان الإعلام الإسرائيلى قد أشار أمس إلى خروج مظاهرات قرب مقار حكومية بالقدس المحتلة احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك رونين بار، وذلك استكمالاً لأكبر موجة احتجاجات تشهداها تل أبيب ومدن إسرائيلية أخري، حيث طالب المتظاهرون بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس انتقادات لإذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمينه بالتضحية بحياة أبنائهم لإرضاء شركائه فى الائتلاف الحكومي، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والوزير السابق إيتمار بن غفير.
جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه جماعة الحوثى مسئوليتها عن إطلاق صاروخ ، مؤكدة استهداف مطار بن جوريون، ما أثار قلقًا واسعًا بين الإسرائيليين وشركات الطيران الدولية.
بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن سلاح الجو الإسرائيلى اعترض أمس صاروخًا أُطلق من اليمن قبل أن يخترق الأجواء، وصرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن الاعتراض تم وفقًا للسياسة الدفاعية المتبعة، ولم تقع أى إصابات مباشرة جراء الهجوم، كما اطلقت صفارات الإنذار فى مناطق واسعة من وسط البلاد، بما فى ذلك الشارون وغلاف دان والمناطق المنخفضة.
فى أعقاب الحادث، توقفت حركة الطيران فى مطار بن جوريون لأكثر من نصف ساعة، ما أدى إلى تغيير مسار طائرة كانت متجهة للهبوط هناك.
أعلن الحوثيون مسئوليتهم عن الهجوم، مُعلنين استهدافهم لمطار بن جوريون بصاروخ «فلسطين 2 الباليستى فائق السرعة»، وخاطب المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، شركات الطيران الدولية، بأن «مطار بن جوريون أصبح غير آمن للحركة الجوية».
فى سياق متصل، أصدرت السفارة الأمريكية فى إسرائيل تحذيراً لرعاياها، على خلفية الهجمات الصاروخية والمظاهرات الواسعة التى تشهدها المنطقة. ودعت السفارة فى بيان لها، المواطنين الأمريكيين إلى «توخى الحذر والتصرف بوعى أمنى شخصي».
على صعيد منفصل، وفيما يتعلق بالحرب فى غزة.. أفادت إدارة إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية، بأنها استقبلت نحو 16 ألف جندى منذ اندلاع الحرب على غزة فى 7 أكتوبر 2023.
يعانى نحو نصف الجنود الذين استقبلتهم مراكز إعادة التأهيل خلال الحرب من اضطراب ما بعد الصدمة، بينهم 2900 جندى يعانون من إصابات جسدية واضطرابات نفسية فى آنٍ واحد، وفقاً لوزارة الدفاع.
كما تم تصنيف نحو 6 ٪ من الجنود على أنهم مصابون بإصابات متوسطة، بينما يعانى 4 ٪ من إصابات خطيرة. كما تم إدراج 72 جندياً ضمن قائمة مبتورى الأطراف. فيما يشكل جنود الاحتياط الإسرائيليين نحو 66 ٪ من الـ16 ألف جندي. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن إدارة إعادة التأهيل تتعامل مع نحو 78 ألف من قدامى المحاربين المصابين، بمن فيهم المصابون فى حروب سابقة.
فى الوقت نفسهنقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين مشاركين فى المحادثات بشأن صفقة المحتجزين أن إسرائيل «لن توافق بعد الآن على مفاوضات لا تجرى تحت النيران»، وهو ما أوضحه نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بالفعل مع استئناف القتال فى قطاع غزة.
يرى الإسرائيليون أن السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف إطلاق النار هو إطلاق سراح المحتجزين، وأن «الضغط العسكرى عملية كان لا بدّ من اللجوء إليها لأن حماس توقفت عن التفاوض بفعالية»، من وجهة نظرهم. كما يرون أن حماس لم يُطلق سراح المحتجزين، فإن تكثيف القتال سيكون الخيار الأول.