استطاعت مصر دخول الصناعة منذ عصر مبكر رغم أنها بلد زراعى وخاصة بعد نجاح ثورة يوليو 2591م وكان للرئيس جمال عبدالناصر- رحمه الله- اليد الطولى حيث أنشأ قلاع صناعية عديدة فى طول البلاد وعرضها ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجمع الصناعات فى حلوان وكان منها مصانع الحديد والصلب والاسمنت والمراجل التجارية وكيما بأسوان ومجمع الالمونيوم بنجع حمادى والصناعات الغذائية والغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وحديد الدخيلة بالاسكندرية ومجمع البترول بالسويس ومسطرد وطنطا والاسكندرية وأبو زعبل وغير ذلك من القلاع التى بلغت ما يقرب من ألف مصنع كلها ملك للدولة حيث كان كل مصنع يسدد ثمنه من إنتاجه على عشر سنوات وكان منها 052 مصنعاً للصناعات الثقيلة.
شكلت هذه الصناعات قلاعاً عرفت بالقطاع العام الذى عمل به الملايين من الأيدى العاملة التى هى الأصل فى فكر ووجدان الحكومات المتتابعة ظل هذا الامرعلى أحسن حال من فترة 6591 حتى 0791 حتى جاء عصر السادات الذى عرف بعصر الانفتاح وهى سياسة تبنتها السلطات المصرية إبان حكم الرئيس محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 3791 وتم بموجب تلك السياسة تغيير التوجه المالى للدولة من الاشتراكية إلى الرأسمالية والاقتصاد الحر والذى لم يحقق لمصر أى شيء يذكر بعد ولكن كان بمثابة مسكن عانت منه مصر خلال فترة السبعينيات حيث كان الانفتاح سداح مداح لصالح شريحة معينة من المجتمع حيث الصناعة فى عهد عبدالناصر كانت 44 بالمائة وفى عهد السادات 42 بالمائة بسبب توجه الدولة إلى قطاع البترول والاستفادة من قناة السويس لجلب رأس المال مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة والاعتماد على الاستيراد بنسبة عالية.
أما عن مستقبل الصناعة فى عصر الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك خلال فترة حكمه التى بلغت 03 عاماً عرفت بفترة الخصخصة حيث اعتمدت موارد الدولة على بيع القطاع العام وكان منها حديد الدخيلة- حديد عز حالياً- والنصر للسيارات وأعداد كثيرة تم بيعها من هذه القلاع الصناعية العملاقة وتم تشريد الملايين من العمال بنظام المعاش المبكر بمبالغ لا تسمن ولاتغنى من جوع حتى خرج هؤلاء العمال ليزاحموا غيرهم فى سوق العمل واشتهرت هذه الفترة خلال حكومة د. عاطف عبيد- رحمه الله-
ظل الحال متدهوراً حتى جاءت ثورة 03 يونية التى حاسبت على هذه الحقبة التى أضرت بالبلاد والعباد فلم يكن أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى خيار حيث أخذ على عاتقه تحمل هذه التركة الثقيلة وكان الخيار هو إجراء عملية جراحية صعبة لاصلاح ما تم افساده خلال العقود المنصرمة فقام بانشاء الطرق والانفاق والسكك الحديدية وهو ما يعرف بالبنية التحتية التى تساعد على بناء اقتصاد قومى قوى يعتمد على الزراعة والصناعة من شمال البلاد إلى جنوبها.
كان فتح المصانع المغلقة الشغل الشاغل للرئيس ونجح فى هذه المهمة الصعبة وقد كان والتى استوعبت أعداداً غفيرة من العمالة المدربة وأدخل حوالى 0596 مصنعاً إلى مجال الانتاج كما أقام مناطق صناعية مستحدثة لم تكن من قبل واعطى فرصا للمستثمرين الجادين لدخول سوق الانتاج ومنحهم كل الامتيازات من أراض وفرص سماح فى الضرائب وتسهيل اجراءات وتسهيلات جمركية وغير ذلك من الامتيازات حتى يطمئنوا على أموالهم.
عودة النصر للسيارات للحياة مرة أخرى من المبشرات الطبية والتى تكون البداية لغيرها والرئيس جاد وقادر على عودة الحياة إلى بعض المصانع التى مازالت مغلقة بل يسعى لانشاء الجديد بأحدثا لتكنولوجيا لنهضة مصر وعودتها إلى عهدها بل واكتمل على دخول مجال التقدم فى كل الصناعات بكل فخر.