منذ السابع من أكتوبر الماضى ولا تزال آلة الحرب الإسرائيلية المجرمة تحصد أرواح المدنيين من أهل غزة ومعها أخذت أهل الضفة الغربية ما بين شهيد ومعتقل ومصاب كل ما يجرى والصمت المطبق يلف العالم بأسره إلا ما رحم ربى من بعض دول تستشعر ما يجرى على أرض غزة من دمار وخراب مثل دولة جنوب افريقيا التى تقدمت بدعوى ضد الكيان الغاصب فى محكمة العدل الدولية والتى مازالت للآن متداولة فى انتظار الحكم البات والقاطع ضد دولة الاحتلال.
وأخيراً وخلال هذا الأسبوع المنصرم كانت الجزائر قد تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يقضى بوقف اطلاق النار فى غزة فورا.. إلا انه وكالمعتاد قامت سيدة العالم الحر «اسما فقط» باستخدام حق الفيتو وبالتالى لقى القرار مصيره المحتوم.
الغريب فى الأمر ان دولاً أوروبية تدعى زورا وبهتانا الحرية والديمقراطية وهى فى ذات الوقت تساند وتدعم بل وتؤيد هذا العدوان السافر على أهالى غزة من المدنيين العزل من السلاح أو أى وسيلة للدفاع عن أنفسهم.. بالله عليكم يا من تدعون صيانة حقوق الإنسان وتنتشر ببلادكم الكثير والكثير من منظمات حقوق الإنسان كيف تصمتون على هذا العدوان الغاشم علاوة على ذلك فأنتم من يمد هذا الكيان المحتل الغاصب بالمال والسلاح بل والدعم اللوجيستى من أجل استمرار العدوان.. اسرائيل من جانبها حتى كتابة هذه السطور لم تستطع تحقيق أى هدف من أهداف عدوانها السافر على غزة اللهم إلا حصد المزيد من أرواح النساء والشيوخ والأطفال من أهل غزة للدرجة التى وصلت إلى وجود حوالى ٨١ ألفا من الأطفال فى غزة صاروا أيتاماً من الأب والأم.. فهل هؤلاء اليتامى أطفال اليوم سيكونون خلال سنوات قليلة شباباً وقد حفرت فى أذهانهم مشاهد القتل لأهاليهم والدمار لمساكنهم مما يغذى فى عقولهم بطبيعة الحال مسألة الأخذ بالثأر من هؤلاء القتلة المجرمين فى جيش الاحتلال البغيض ومن ثم ستعيش اسرائيل فى دائرة مفرغة من العنف والعنف المضاد وبالتالى فلن يهنأ اسرائيلى واحد بعد السابع من أكتوبر بحياة له داخل الأرض الموعودة كما يطلقون عليها ومن هنا فالنداءات التى تخرج من معظم عواصم العالم منادية بضرورة جلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات هى أصوات العقل وعدم استجابة عصابة الكيان فى تل أبيب لها إنما ينم عن رغبة غير آدمية فى الانتقام من ناحية ومن ناحية أخرى حتى لا تفقد هذه الحكومة المجنونة كرسى الحكم وبالتالى تحال إلى محاكمات تودى بها إلى غياهب السجون.. ولكن لنترك الأيام تقول لنا ماذا سيحدث لهذه العصابة الحاكمة فى تل أبيب؟!!