كانت مطالبة رئيس مجلس النواب المستشار حنفى جبالى المجتمع الدولى بالخروج من «الصمت المخزي» وتبنى اجراءات تحول دون ارتكاب مزيد من الجرائم فى حق الشعب الفلسطينى رسالة فى وقتها، فالعالم يتعامل مع الجرائم الاسرائيلية بصمت بل بتجاهل أو ببيانات لا قيمة لها وتصريحات لا تعكس حقيقة الوضع.
«الصمت المخزي» لخص الحالة الدولية وعبر بدقة عن جريمة أخرى ترتكبها قوى كبرى ومنظمات ومؤسسات لو تعاملت بموضوعية وجدية كان يمكنها أن تردع الاحتلال الاسرائيلى وتوقف آلة الحرب الشيطانية وتحمى الأبرياء أو تدعم المفاوضات التى تقودها مصر بإصرار على الهدنة رغم ما تواجهه من صعوبات ومعوقات.
الصمت العالمى المخزى هو أحد أهم أسباب التمادى الاسرائيلى فى جريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها لأنها لم تجد رادعا لها بل تجد دعما بلا حدود ولا ضوابط والنتيجة سقوط نحو 35 ألف شهيد ونحو 80 ألف مصاب بجانب تدمير مدن كاملة وتشريد نحو 1.5 مليون شخص، الولايات المتحدة الأمريكية وهى تتحدث عن وقف تسليم تل أبيب أسلحة تتحرك فى الجانب الآخر لمنع صدور أى قرار ضدها من مجلس الأمن أو الجنائية الدولية والنداء المصرى للمجتمع الدولى بالخروج من الصمت المخزى يكشف الأزمة التى تعانى منها المنظومة الدولية وضرورة أن تتغير سياسة التعامل مع الجرائم التى ترتكب ضد الأبرياء.. وأن يقول المجتمع الدولى للاحتلال.. كفي!!
قيادات البرلمان:
الفشل فى غزة.. «عار على الإنسانية»
كتب – محمد طلعت:
أكد عدد من النواب استمرار الفشل الدولى فى منع المجازر الاسرائيلية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة مشددين على انها «وصمة عار» لن تمحى من جبين الإنسانية.
طالب النائب طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب المجتمع الدولى بالاستماع إلى صوت مصر ودعم الجهود الكبيرة التى تبذلها القاهرة اقليمياً ودولياً لاجبار حكومة الاحتلال الاسرائيلى على الوقف الفورى لاطلاق النار تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وصف الانتهاكات الإسرائيلية بجرائم الإبادة الجماعية، وجريمة إنسانية مكتملة الأركان، تضرب بكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية عرض الحائط فى ظل صمت وتخاذل دولى رهيب.
أشار رضوان، إلى أن لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، تناشد جميع البرلمانات الدولية والمنظمات الحقوقية بالبعد عن الصمت والتحرك للوقوف ضد استمرار الانتهاكات الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطيني. ووضع حد للصمت الدولى الذى يكتفى بتصريحات كلامية لا يسمعها المعتدى .
أحمد فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المجتمع الدولى أكد على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة الاحتلال لمنعها من الاستمرارفى هذا العدوان ، الذى سيكون له عواقب وخيمة ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط بل يمتد تأثيرها الى جميع انحاء العالم .
قال أباظة ان الدولة المصرية تلعب أدوارًا عديدة فى ملف الوساطة والتهدئة فى وقت حذرت فيه مصر من خطورة وتداعيات اجتياح رفح الفلسطينية والذى من شأنه أن يؤدى إلى مذبحة جديدة تتطلب أن يكون صوت العالم فيه قويا ورافضا لهذا الاجرام، فالانسانية ليست شعارات وانما مواقف واضحة.
قال النائب كريم درويش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الدولة المصرية تدعم القضية الفلسطينية بكل السبل والإمكانيات، لكن الموقف الدولى من العدوان الإسرائيلى الغاشم ضد الشعب الفلسطينيى وارتكاب اسرائيل جرائم حرب وابادة جماعية خلال الشهور الماضية غير منصف ولا محايد ، كما عرقلت الإدارة الأمريكية مساعى وقف فورى لإطلاق النار واستخدمت حق الفيتو الامر الذى يمثل فقداناً شعبياً للثقة فى دور الإدارة الأمريكية كوسيط نزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين. محذرا القوى الدولية وفى مقدمتها الولايات المتحدة التى شهدت ومازالت مظاهرات مؤيدة للفلسطينين من أن اجتياح القطاع سيشكل تهديدًا للسلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما أنه لن يحقق الأمن والاستقرار بين الشعبين الفلسطينى والاسرائيلي.
وصف النائب نادر يوسف نسيم وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلى فى قطاع غزة وأوامر التهجير للفلسطينيين بمغادرة شرق رفح، أنه كارثة انسانية جديدة وجريمة تضاف لسجلها الحافل بالانتهاكات ضد الانسانية.
قالت النائبة إيلاريا سمير حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ان ما تقوم به اسرائيل ، انتهاك صارخ للقوانين الدولية ويكشف نيتها الحقيقية ورغبتها فى استمرار الحرب على المدنيين وأوضحت إيلاريا إن موافقة الفصائل الفلسطينية على المقترح المصرى القطري، لوقف إطلاق النار فى غزة، خطوة هامة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتأكيد على دور مصرى الحيوى فى الحفاظ على وأمن واستقرار المنطقة، وورقة ضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلى للتراجع عن استمرارها فى اجتياح رفح مما يحقن دماء أكثر من مليون ونصف فلسطينى بالقطاع.
خبراء الدبلوماسية:
القانون الدولى «فى إجازة» والقاهرة «الوسيط النزيه»
كتب – شريف عبدالحميد:
صمت المجتمع الدولى ادى لتفاقم الازمة فى غزة سمح بمزيد من اراقة الدماء الفلسطينية التى نراها يوميا من قبل العدوان الاسرائيلى دون رحمة او توقف .
وفى المقابل جاء الدور المصرى مشرفا منذ بداية الحرب على غزة وهو ما نال كل التقدير والاشادة الدولية والذى يركز على وقف دائم وشامل لاطلاق النار وانفاذ المساعدات الانسانية والعاجلة للفلسطينيين بالقطاع .
قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الاسبق ان الصمت الدولى «مخز» مشيرة الى ان ازمة غزة ومن قبلها ازمة السودان كانت كاشفة للمجتمع الدولى وازدواجية المعايير التى يقوم بتطبيقها فى كل المجالات .
أضافت السفيرة «اننا كنا نضحك على انفسنا» بأن المجتمع الدولى فيه مبادئ وقيم وان النظام الدولى سواء المتعدد الاطراف او النظام الدولى كإطار قانونى لكافة الدول ولكن الآن تكشفت الامور بالنسبة لنا تماما فهناك تهميش واهمال تام للازمة فى السودان وان الازمة فى غزة يتم التعامل معها بمعيارين فى الوقت الذى تقوم فيه الولايات المتحدة الامريكية بتزويد اسرائيل بالسلاح وتتحدث عن ان هناك حزنا لقتل المدنيين وكأن اكثر من 34 الفا الذين تم قتلهم من المدنيين لم يحسبوا فالامر لم يصبح فقط مخزيا ولكنه مستفز وتثير غضب الشعوب .
أشارت إلى اننا شاهدنا المظاهرات لطلبة الجامعات سواء فى اوروبا والولايات المتحدة الامريكية واسيا وهو غضب شعبى من شباب لديهم قيم واقتناع يطلب منهم الالتزام بها وتفاجأوا بانه لا يتم تطبيقها .
شددت على ان مصر وكعادتها تلعب دورا هادئا فهى لا تدلى بالتصريحات بالنسبة لما تقوم به ولكن تعمل بالفعل على تحقيق السلام والامان والحماية للشعب الفلسطينى الذى نعتبرهم جزء من شعبنا مضيفة اننا كمصريين فان فلسطين بالنسبة لنا قيمة كبيرة ونعتبرهم اهالينا .
اوضحت ان مصر تعمل فى صمت من اجل تحقيق الامن والاستقرار فى غزة ووقف العدوان السافر الاسرائيلى مؤكدة ان الوفود الامنية الثلاث منذ فترة طويلة تتفاوض وتقدم الحلول وتنتقل من طرف الى الطرف الاخر حتى يمكن التوصل الى حل نهائى وعادل لهذه القضية المستفزة فمصر دورها قوى وهو ليس فقط من الناحية الامنية من خلال الوفود الامنية لان ما يحدث يتعلق بالامن القومى لكن هناك ايضا دورا سياسيا فالرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كل لقاءاته الدولية والاقليمية فإن موضوع غزة يتصدر أى محادثات يجريها ويحاول شحذ التأييد الدولى لوقف اطلاق النار وايجاد حل نهائى لما يحدث فى غزة ونفس الشيء بالنسبة لوزير الخارجية حيث هناك تحركات مكوكية فى كل مكان من العالم سواء كان بشكل ثنائى او استقبال للضيوف حيث انه لو كان هناك حصر لعدد المسئولين الدوليين الذين توافدوا على مصر خلال الفترة القليلة الماضية سنفاجأ بالعدد غير المسبوق من الزيارات سواء الذين نستقبلهم فى مصر او ما نتوجه لهم بما فيهم وفود من الكونجرس والبرلمان الاوروبى وكل الاماكن.
أكدت ان مصر تكسر هذا الصمت المخزى وتقوم ايضا بدور «الوسيط النزيه» فنحن لا نختلق عداوات مع طرف على حساب طرف آخر حتى نضمن مصداقيتنا وقدرتنا على التفاوض حتى نحصل نتائج ايجابية حيث نبحث عن مصلحة الفلسطينيين بقدر كبير من التعقل والحصافة فى التحرك مؤكدة ان مصر تقوم بدورها على اكمل وجه فى هذا الصدد .
من جهته، قال السفير محمد منير محمد عبد العزيز عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ونائب رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للامم المتحدة وسفير مصر الاسبق لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ان الصمت الدولى المخزى هو بمثابة ازمة فى القانون الدولى والنظم الدولية بسبب التعنت الامريكى والغربى المؤيد لاسرائيل وهناك ضرورة للخروج من هذه الدائرة المغلقة التى تقوم بها الولايات المتحدة والغرب .
السلاح الأمريكى الفتاك.. والدعم الغربى السخى.. «أزمة ضمير»
كتبت – سلوى عزب:
من الطلقة الأولى فى حرب الإبادة بغزة مارست الولايات المتحدة الأمريكية ما بات يعرف بـ «الدبلوماسية القهرية» من أجل حماية مصالحها والدفاع عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي.. وما بين القوة التدميرية للسلاح الأمريكى وضرب تل أبيب القرارات الدولية بعرض الحائط وما بين تزايد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين لعشرات الآلاف وقفوا أمام حائط «الصمت الدولى المخزي»!!
قال اللواء محمد عبدالواحد خبير الأمن القومى والعلاقات الدولية إن موقف مصر حساس لأن دورها محورى فى المنطقة لذلك تقوم القاهرة بجهود جبارة من أجل الوساطة لإيقاف هذه الحرب المستعرة ضد قطاع غزة، مؤكدا أن الوساطة المصرية مستمرة ولن تقف وهى ملتزمة بالحيادية تجاه كل الأطراف المعنية لاكمال عملية الوساطة من اجل حقن نزيف الدم الفلسطينى سواء فى قطاع غزة او الضفة الغربية والقدس .. اوضح ان «الصمت الدولي» خاصة فى الغرب ليس غريبا فهناك تحالف دولى تقوده أمريكا منذ اللحظة الأولى لمساندة اسرائيل والموافقة على ابادة الشعب الفلسطينى وهذا التحالف اعلن عن نفسه فى أكثر من موقف فى المانيا وانجلترا وفرنسا وكندا حيث ان هذه الدول تساند اسرائيل فى العلن وترسل لها شحنات من السلاح كبيرة وبالرغم من المظاهرات الحاشدة قى هذه البلدان والثورة الطلابية فى جامعات الغرب الا ان هذه الدول مازالت مستمرة فى دعمها اللامحدود .
اكد السفير بركات الفرا سفير فلسطين ومندوبها بالجامعة العربية السابق وعضو المجلس الفلسطينى ان ما يحدث فى رفح الفلسطينية من استمرار للابادة الجماعية والقتل المتعمد لالاف الفلسطينيين ويضع العالم امام موقف مخجل لانه غير قادر على ايقاف هذه المهزلة مشيرا إلى ان اراقة دماء المدنيين واحتلال المعابر لايقاف المساعدات تجبر ومهانة غير مسبوقة والولايات المتحدة والغرب يتفرجون ويتحدثون عن امور اخرى مثل حق الدولتين وغزة ما بعد الحرب وهى امور غير حقيقية وكذب مشيرا الى ان هناك دعما كاملا للمجازر الاسرائيلية خاصة من الجانب الامريكى الذى يرسل شحنات كبيرة من الاسلحة الفتاكة وتصريحات علنية مثل ما قاله وزير الدفاع الامريكى امام 88 عضوا من الكونجرس يعترضون على ارسال اسلحة الى اسرائيل « لا يمكن ان نفرط فى أمن اسرائيل» وهو ما يعنى ان ما قاله الرئيس الامريكى بأنه لن يرسل اسلحة الى اسرائيل هو كلام فارغ من محتواه والمقصود منه الدعاية الانتخابية وكذب فالجرائم التى ارتكبها الاحتلال تمت بأسلحة امريكية الصنع وهى شريك فى الجريمة الانسانية فى غزة و مدينة رفح الفلسطينية .
وزير مكافحة الفساد بفلسطين:
«انحياز وازدواجية».. تجاه رفح وغزة
كتبت – أسماء عجلان:
أكد د. رائد رضوان وزير مكافحة الفساد بدولة فلسطين وجود انحياز وازدواجية فى المجتمع الدولى أمام ما يحدث فى رفح وقطاع غزة ، حتى عند تطبيق المفاهيم وحقوق الإنسان التى يتشدق به ولا تهمه المشاعر الانسانية وهناك حرب إبادة وتجويع وحصار مطبق فى القطاع وبالتالى فإن هذه المفاهيم تحمل مضامين مختلفة بين أمة وأمة اخرى ، وذات القيم التى يتغنى بها البعض فى العالم هى الآن التى يتم كسرها بمعايير مزدوجة ، مشيرا إلى ان هناك فتور فى التعامل مع مضامين هذه القيم وأكبر مثال هو التناقض الكبير والكيل بمكيالين فى تقديم المساعدات لدولة أوكرانيا لمواجهة الحرب وتقديم الاسلحة والدعم لدولة الاحتلال والتعامل مع شعبنا المكلوم بالشجب والإدانة وإطلاق التحذيرات.
قال ان الانسانية لها فضاءات ثقافية مشتركة بين كل شعوب العالم، الذى يرفض ما يحدث فى غزة ورفح ، وخرج فى مظاهرات حاشدة شعبية وطلابية، وبدأ البعض يبحث عن تفسيرات لهذه المضامين المزدوجة ، واصبح الامر مكشوفا لكل العالم، والمضامين السياسية والانحياز الكامل من دول الغرب لدعم الاحتلال الاسرائيلي، والسكوت امام الوضع الانسانى والابادة الجماعية فى قطاع غزة.
أوضح ان ما يحصل فى غزة والضفة الغربية والقدس من اقتحامات وقتل عشوائى واعتقال يوضح ذلك بشكل كبير والانحياز الى المفاهيم الانسانية لا يتجزأ عند الشعوب وان القيم الانسانية لا تخص شعوب دون اخري، ولكن مواقف الدول السياسية والحكومات ذات المعايير القائمة على المصالح لا تخص القيم الإنسانية فى كل أنحاء العالم مشيرا الى ان الحق الفلسطينى واضح وجليّ وانما المعايير التى يفرضها المنحازون لاسرائيل هى معايير الفساد الأخلاقى والتاريخى وتزييف الحقائق ، التى تبتعد عن الحق وامام الثوابت فى العدالة والحفاظ على كيان الدولة وحقها الشرعى فى الحفاظ على وحدة أراضيها وهى ان فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.