ما زالت أزمة الغياب الجماهيرى عن المدرجات مستمرة ليغيب وقود ملاعب كرة القدم والقوة المحركة للعبة الشعبية، دون أن نفكر فى حلول حقيقية للأزمة الموجودة فى ملاعب كرة القدم المصرية منذ أكثر من 12 عاما.
ورغم الجهود التى بذلتها وتبذلها رابطة الأندية فى الفترة الماضية فى محاولة لإعادة الحياة للملاعب، إلا أنها ليست كافية للحضور الجماهيرى الذى كنا نشاهده فى الماضي، ونشاهده الآن فى كل ملاعب العالم.
ويكفى أن نقول إن الدول المجاورة كلها تعلم تماما كم الاستثمارات التى يمكن أن تضخها مباريات الأندية المصرية وبخاصة الأهلى والزمالك بشعبيتهما الجارفة، حتى أننا أصبحنا ننقل اى مباراة كبرى خارج مصر لضمان الإقبال الجماهيرى بدلا من إقامتها أمام مدرجات خاوية داخل مصر، وحدث ذلك فى أغلب مباريات السوبر المصرى فى الفترة الأخيرة، ثم تحولت إلى كأس مصر التى أقيمت لأول مرة فى التاريخ فى السعودية مؤخرا رغم طقوس البطولة التى لم يسبق لها أن لعبت خارج البلاد فى تاريخها الطويل الذى يتجاوز المائة عام.
ورغم أن رابطة الأندية زادت تدريجيا من أعداد الجماهير تدريجيا من 1500 مشجع لكل فريق فى الموسم قبل الماضى إلى 3000 فى الموسم الماضى ثم إلى 5000 هذا الموسم، إلا أن حتى هذا العدد القليل لم يعد يحضر المباريات المحلية وهو ما كان واضحا فى مباراتى الأهلى والزمالك الأخيرتين فى الدورى أمام البنك الأهلى والجونة فى الدوري.
ما هى أسباب عزوف الجماهير عن المدرجات حتى بالأعداد القليلة المسموح بها ؟؟ هذا ما يجب أن يبحثه المسئولون فى اتحاد الكرة ورابطة الأندية لإيجاد الحلول، قبل ان نشاهد مباريات خالية تماما من الجماهير فى الدورة الرباعية الدولية التى سيشارك فيها منتخب مصر خلال أيام مع منتخبات تونس وكرواتيا ونيوزيلندا والتى تقرر إقامتها فى ستاد العاصمة الإدارية.
يجب أن يعاد النظر فى أسعار التذاكر التى يمكن أن تكون فوق طاقة المشجع البسيط الذى تعود على الذهاب للمدرجات مع أسرته فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
ويجب أيضا ان تعيد كل الهيئات الحاكمة لكرة القدم داخل مصر سياستها التى تؤدى فى الغالب إلى عزوف الجماهير عن المدرجات أو بالأحرى مقاطعة المباريات تماما فتظهر الكرة المصرية بشكل هزيل لا يتناسب مع تاريخها ومكانتها.
ثم يجب أن يعود الجماهير فى اقرب وقت بالسعة الكاملة للمدرجات وفى كل اللعبات مع توفير كل العوامل الأمنية للحفاظ على أمن المدرجات.
والحقيقة التى يجب أن يعلمها كل المسئولين أن الجمهور هو العنصر الوحيد فى المنظومة الذى ينفق من جيبه الخاص من أجل قضاء وقت جميل فى ملاعب الكرة ربما يمثل للمواطن البسيط التسلية الوحيدة له فى الحياة، مقابل تقاضى كل العناصر الأخرى فى المنظومة من لاعبين ومدربين وأجهزة إدارية وإعلام وحكام لأجور، ومن هنا تهتم كل الدول بهذا العنصر الفريد فى مبارياتها وعلينا أن ندرك أن أحد الأسباب الرئيسية فى تراجع الأندية الشعبية عندنا هو حرمانها من دخل المباريات الذى أصبح فى الفترة الأخيرة ملاليم لا تحل شيئا.
متى ينظر الجميع لهذا العنصر الهام، بل الأهم فى منظومة الكرة؟!