بفضل جهود مصر والوسطاء تتواصل اليوم مراحل صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين حيث تفرج إسرائيل اليوم عن نحو 602 أسير فلسطينى مقابل اطلاق حركة حماس سراح 6 محتجزين إسرائيليين أحياء وجثامين 4 آخرين تم تسليمهم أمس الأول، ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
أوضحت تقارير اسرائيلية أن من بين الأسرى الفلسطينيين المحررين 51 أسيرا من المحكومين بالمؤبد والسجن مدى الحياة. وكذلك 47 أسيرا ممن أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة «وفاء الأحرار»، صفقة جلعاد شاليط.
و59 أسيرا من ذوى الأحكام العالية و200 طفل وامرأة من غزة و445 معتقلا من غزة، ممن اعتقلوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
أكد جيش الاحتلال فى وقت سابق أنه من المتوقع أن تستمر عملية الإفراج عن المحتجزين فى غزة، المقررة اليوم، كما هو مخطط لها.محذرا فى بيان من أى انتهاك من حماس وأنه سيتعامل معه بحزم.
فى المقابل قال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، إن حماس ستفرج اليوم عن ستة محتجزين إسرائيليين وحدد اسمائهم فى بيان للحركة.وذلك بعدما تسلمت إسرائيل 4 جثامين لمحتجزين أمس الأول .
فى السياق قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد،أمس، إن على إسرائيل أن تتقدم بطلب للوسطاء لإعادة كل الأسرى أمواتا وأحياء بأسرع وقت وإنهاء هذا الكابوس» على حد تعبيره.
يأتى ذلك وسط تصاعد التصريحات الإسرائيلية التى تتوعد حركة حماس وتتهمها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بعد إعلان جيش الاحتلال أن هناك جثة تسلمتها إسرائيل أمس الأول من غزة لم تكن للأسيرة الإسرائيلية شيرى بيباس، التى كان مقررا تسليمها.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستجعل حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان بيباس كما هو متفق عليه.
أضاف فى بيان مصور «سنعمل بكل عزم على إعادة شيرى إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسى والشرير للاتفاق».
من جانبها ردت حركة حماس، على الانتقادات الإسرائيلية لها بشأن جثمان المحتجزة شيرى بيباس وما رافقها من تهديدات واتهامات بانتهاك اتفاق التبادل.
أوضح المسئول، إسماعيل الثوابتة، إن جثة بيباس «تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد».مضيفا ان نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسئولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة.
أكدت الحركة على ضرورة المضى قدما فى تنفيذ استحقاقات الاتفاق على المستويات كافة، كما أكدت على جديتها والتزامها الكامل بجميع تعهداتها ، مشيرة إلى أنه لا مصلحة لها فى عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأى جثث لديها.
كما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع قوله إن نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وإن المفاوضات بشأنها لم تبدأ عمليا.
قال القانوع إن «الاحتلال الصهيونى استخدم أسلحة محرمة دوليا بحق شعبنا ويطالب بنزع سلاح المقاومة الشرعي».
على الصعيد الميدانى استشهدت مواطنة فلسطينية، برصاص قوات الاحتلال فى حى الجنينة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
من جهة اخرى طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن جوتيريش قوله فى كلمة متلفزة وجهها للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، المنعقدة فى روما، إن «المنطقة يجرى إعادة تشكيلها، لكن ليس من الواضح ما الذى سيظهر، حيث ستقع على عاتقنا مسئولية المساعدة على ضمان خروج شعوب الشرق الأوسط بالسلام والكرامة وأفق من الأمل يرتكز على الفعل».
أضاف جوتيريش أن الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق، مليئة بعدم اليقين، ولكن أيضاً بالاحتمالات.