تفاءلوا يا مصريين.. ويحق لكم أن تتفاءلوا.. ولم لا..؟ ففى الوقت الذى يشهد فيه الجوار الجغرافى لمصر حرائق مشتعلة فى كل اتجاه.. فى الجنوب مازال الصراع ممتداً بين شركاء الوطن الواحد.. وفى الغرب ذات السيناريو فى الشقيقة ليبيا.. أما فى الشرق فالمأساة فى غزة وصمة عار فى جبين المجتمع الدولى الذى تخاذل فى نصرة هؤلاء المستضعفين.
ورغم كل ما ذكرت من مآسٍ تحوطنا من كل اتجاه.. ورغم تداعياتها الخطيرة إلا أن مصر سائرة فى صعودها الاقتصادى بخطط معدة مسبقاً متضمنة مشروعات قومية تنوعت ما بين زراعية وصناعية وتعدينية.. وغيرها هذا علاوة على المبادرات الرئاسية التى شملت قطاعات كبيرة من المواطنين ومبادرات الصحة والتعليم كان لها نصيب وافر فى موازنات الدولة العامة.
ففى قطاع المشروعات القومية الزراعية تجد كيف كانت خطوات الدولة فى هذا الشأن ناجحة بكل المقاييس حيث تمت اضافة أكثر من ثلاثة ملايين فدان إلى المساحات الصالحة للزراعة ولعل مشروعات مستقبل مصر وتوشكى والدلتا الجديدة وممر التنمية كل هذه المشروعات وغيرها فى المجال الزراعى تصب فى نهاية المطاف فى صالح الاقتصاد المصرى وتصعد به درجات نحو تنمية اقتصادية حقيقية من خلال فتح أسواق تصديرية لكثير من المنتجات الزراعية المصرية فى الأسواق الأوروبية وغيرها مما يدر بدوره عملات صعبة تسهم فى انعاش الخزانة العامة وبالتالى تيسير استيراد ما يلزم من مواد خام مطلوبة فى الصناعات المختلفة.. إضافة إلى توفير المحاصيل للداخل وهو ما يقلل من الفاتورة الاستيرادية فإذا ما تركنا الحديث عن مشروعاتنا الزراعية.. نجد هناك مجموعة أخرى من المشروعات فى جانب الصناعة والتعدين.. المدقق المنصف حين ينظر بعين العدل والانصاف على ما يجرى فى مصر منذ عقد من الزمان «2014-2024» يجد أن هناك طفرة لا شك تحدث بالفعل على أرض الواقع.. فالصناعات المصرية استعادت مكانتها على الساحتين داخلياً وخارجياً حيث صار المنتج المصرى يحظى بثقة كبيرة لدى المواطن.. وعلى النطاق الخارجى حيث حازت المنتجات فى كثير من بلدان العالم الرضا التام وأصبح شعار «صنع فى مصر» محل تقدير واحترام معظم دول العالم.
أضف إلى ما تقدم.. الصعود الكبير الذى يحدث فى مجال انتاج الطاقة سواء الوقود الاحفوري.. من اكتشافات بترولية جديدة أو حقول للغاز الطبيعى على سواحل البحر المتوسط أو البحر الأحمر.. ثم وهو الأهم أننا فى طريق الاكتفاء الذاتى من منتجات الطاقة التقليدية.
أما عن الطاقة الجديدة والمتجددة فخطواتنا فيها مثار اعجاب الجميع حيث تم تدشين العديد من المشروعات منذ العام 2014 وحتى الآن.. البعض منها تم افتتاحه بالفعل واستطاعت مصر أن تدخل سوق الطاقة الجديدة سواء عن طريق انتاج الهيدروجين الأخضر.. أو انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من خلال المشروع الضخم فى «بنبان» جنوب مصر.. أو مشروع انتاج الطاقة من الرياح من منطقة الزعفرانة.
حقيقة الأمر الحديث طويل ومثير خاصة أن هناك نقاطاً إيجابية لا تحصى كلها تصب فى صالح صعود اقتصادنا على المستوى العالمى وتصبح مصر فى القريب العاجل واحدة من النمور «الأفريقية» المتوقع لها صعود لتكون صاحبة ريادة على مستوى قارتها ومن ثم تحرز «قصب السبق» فى مجالها الاقتصادى وبالتالى تكون قدوة ومثلاً لشقيقاتها الأفريقيات وحق لنا أن نردد.. فعلاً «مصر بخير».