تداولت وسائل الإعلام العالمية أمس أنباء عن ضربة إسرائيلية وجهتها تل أبيب إلى إيران فى منطقة أصفهان وسط البلاد، فيما نفت طهران الهجوم رغم أن مصادر أمريكية رفيعة المستوى أكدته بل صرحت بتفاصيل مرتبطة بتخطيط مسبق من تل أبيب لتنفيذه.
خلال تلك الأثناء، التزمت إسرائيل الصمت ولم تعلن مسئوليتها عن الهجوم، الذى يعتبره الكثيرون انتقاما متوقعا فى أى لحظة ردا على الهجوم الأخير الذى نفذته طهران بمئات المسيرات والصواريخ على إسرائيل.
أنباء متضاربة تتواتر على الساحة الإعلامية عن الهجوم، حيث أعلنت واشنطن أن تل أبيب أخبرتها بالهجوم فيما لم يعلن طرفا النزاع بشكل مباشر عن القائم بالضربة.
فى البداية أعلن مصدر عسكرى أمريكى أن إسرائيل شنت ضربة محدودة النطاق لإيران أمس، مشيرا إلى أن الضربة لم تنفذها طائرات مأهولة، بعد أن أبلغت تل أبيب بأنها ستنتقم من إيران، لكن واشنطن لم تؤيد القرار، مضيفا أن نطاق الأهداف لم يتم تحديده من قبل إسرائيل بعبارات دقيقة، وكان من الواضح أن المواقع النووية والمدنية كانت مستبعدة.
فى المقابل نفت إيران تعرضها لهجوم صاروخى من جهة خارجية وأعلنت أن مسيّرات عدة جرى إسقاطها بنجاح من جانب الدفاع الجوى للبلاد، وان هناك متسللين داخل إيران أرسلوا طائرات مسيّرة صغيرة، وتم التعامل معها.
أكد المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية حسين داليريان أنه لم يكن هناك أى هجوم جوى من خارج الحدود على أصفهان أو أجزاء أخرى من البلاد.
أضاف ان الهجوم كان مجرد محاولة فاشلة باستخدام مسيرات كوادكوبتر «مسيرات صغيرة بأربع مراوح»، وتم إسقاطها.
أكد د.اليريان أن المعلومات التى تتداولها وسائل الإعلام الأمريكية غير صحيحة.
كما أشارت مصادر إيرانية إلى أن سماع دوى انفجارات فى محافظة أصفهان كان نتيجة تفعيل نظام الدفاع الجوى فى العديد من المحافظات الإيرانية، ومواجهة أجسام غريبة قد تكون طائرات مسيرة فى سماء أصفهان، وذلك بالقرب من قاعدة شيكارى الجوية التابعة للجيش.
فى السياق ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانيّة أنّ المنشآت النوويّة الموجودة فى أصفهان بوسط إيران «آمنة تماما»، وذلك بعد تقارير عن وقوع انفجارات فى المنطقة، ونقلت الوكالة عن مصادر موثوقة أنّ المعلومات المنشورة فى بعض وسائل الإعلام الأجنبيّة حول وقوع حادثة فى هذه المنشآت، غير صحيحة.
ونشرت الوكالة مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية فى أصفهان ويؤكد أنهما فى أمان تام وغير مصابين بأى أذي.
أشارت الوكالة إلى أن الأنباء التى تشير إلى إصابة القاعدة الجوية بأصفهان بصواريخ إسرائيلية كاذبة وعارية عن الصحة.
فى الوقت نفسه، صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، بأنها تتابع الوضع فى إيران عن كثب بعد الانفجارات التى هزت مدينة أصفهان فجر أمس، مؤكدة عدم وقوع أى أضرار فى المواقع النووية الإيرانية.
ذكرت الوكالة، فى حسابها على منصة «إكس»، أن مديرها العام رافائيل جروسى يواصل دعوته الجميع التحلى بأقصى درجات ضبط النفس، مشدداً على أن المنشآت النووية يجب ألا تكون هدفاً فى الصراعات العسكرية.
ترجع المكانة الإستراتيجية لمحافظة أصفهان التى تقع وسط إيران بأنها واحدة من أهم المدن على الصعيد المحلى من حيث الصناعات العسكرية، والمنشآت الموجودة فيها، حيث إن بها أكبر المنشآت النووية لتخصيب اليورانيوم مثل مفاعل نطنز، الذى يتكون من ثلاثة مبان كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي، كما ان بها قواعد عسكرية وجوية مهمة.
فى نفس السياق، دفعت الواقعة السلطات الإيرانية لإغلاق المجال الجوى وتعليق الرحلات الجوية، إلا أنها استؤنفت لاحقا، بينما أكد مسئول إيرانى ان بلاده لا تخطط للرد الفورى على هذا الهجوم.
وعلى الجانب الاسرائيلي، تجنبت الحكومة الصمت ولم تعلن مسئوليتها عن الهجوم حتى الآن ولكن نظام الدفاع الجوى التابع للجيش الإسرائيلى فى حالة تأهب قصوي.
قالت مصادر أمنية وحكومية إسرائيلية لوسائل إعلامية إنها شنت الهجوم على إيران، لكنها لن تعلن مسئوليتها عنه لأسباب إستراتيجية، مشيرة إلى أن الهجوم كان مجرد إشارة لإيران بأن إسرائيل تستطيع ضرب أهداف فى قلب إيران.
من جانبه علق وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير على أنباء الهجوم على إيران، مستخدما كلمة واحدة بالعامية تعنى «مهزلة»، فى إشارة إلى ضعف الرد الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قد توعّدت بالردّ بعد شنّ إيران الأسبوع الماضى هجوما بمئات الصواريخ والمُسيّرات على الدولة العبريّة التى اعتُرضت غالبيّتها.
تزامن الهجوم على إيران مع آخر صاروخى نفذته إسرائيل على مواقع للدفاع الجوى فى المنطقة الجنوبية السورية.
أشار مصدر عسكرى سورى إلى وقوع خسائر مادية معلناً عبر صفحة وزارة الدفاع على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» العدو الإسرائيلى شن عدوان بالصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً مواقع الدفاع الجوى فى المنطقة الجنوبية، وأدى العدوان إلى وقوع خسائر مادية».
ذكرت مصادر مطلعة أن الغارات الجوية استهدفت مواقع تابعة للجيش السورى فى محافظتى السويداء ودرعا جنوبى سوريا.
شملت الغارات مطارات الثعلة فى السويداء و»عزرة» و»الثليحة»، كذلك جرى استهداف كتيبة رادار تقع بين بلدة عزرا وقرية قرفة فى الجنوب.