قد يرى البعض من حلفاء إسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية التى وافقت على دعم قيام دولة إسرائيل بمقتضى وعد بلفور 1917 ذلك المأزق الذى وضعت فيه الولايات المتحدة الوريث الشرعى لبريطانيا التى تعهدت بضمان بقاء وأمن إسرائيل.. هذا التعهد الذى صار ميثاقاً أبدياً لا يمكن لأى رئيس أمريكى بغض النظر عن انتمائه الحزبى التخلى عنه وهو مارأيناه فيما صرح به «بايدن» عقب «طوفان الأقصي» بأنه لو لم تكن إسرائيل لاخترعنا إسرائيل.. أن «بايدن» كان يعلم تماماً ما ينتوى فعله «نتنياهو» ذلك اليمينى المتطرف الذى لا يؤمن بالحلول الوسطى والذى عقد العزم على إبادة الشعب الفلسطينى وإهلاك الحرث والنسل شأنه شأن كل صهيونى متطرف لضمان بقاء الشعب اليهودى وحمايته من أى خطر يتهدده.. لقد نشأ «نتنياهو» فى المنزل رقم 4 بشارع هابورتزيم وتربى على يد والده «بنزيون نتنياهو» الذى يؤمن بقوة السلاح لحماية الشعب اليهودى ذلك المبدأ الذى توارثه نجله الأوسط «نتنياهو» باعتباره حامى حمى دولة إسرائيل.. لقد حرص «بايدن» على دعم إسرائيل فى القضاء على حماس بالرغم من تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين بضرورة مراعاة الحد من ارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين وهو ما أدى إلى زيادة التوتر بين «بايدن» و»نتنياهو» والذى قوبل بالتجاهل من جانب «نتنياهو».. وقد هدد «بايدن» بالفعل بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا قام «نتنياهو» بغزو واسع النطاق لرفح والذى كان رده إذ أردنا ذلك سوف نقف بمفردنا ونقاتل بأظفارنا إذا لزم الأمر.. وقد استرجع «نتنياهو» كيفية تجاهل إسرائيل لتحذيرات الولايات المتحدة فى 1948 فى حرب الاستقلال قبل 76 عاماً إذ كان هناك حظر على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل ولكن بقوة الروح والبطولة ووحدة صفوفنا انتصرنا.. لقد شنت إسرائيل بالفعل سلسلة من الهجمات على مدينة رفح ولم تثنها تحذيرات «بايدن» عن القيام باجتياح رفح والدليل على ذلك هو توجيه الأوامر بإخلاء 100 ألف شخص من «شرق رفح» وهو ما جعله يتخوف من تسريع الجدول الزمنى لغزو رفح.. أن محور تخوف الولايات المتحدة هو أن يتم استخدام ذلك العدد الضخم من القنابل زنة 900 كيلو جرام فى قتل المدنيين فى تلك المنطقة المكتظة بالسكان وهو ما لا يعنى تجاهل أمن إسرائيل بل التخوف من قدرتها على شن الحرب فى هذه المناطق.. أن تلك التصريحات المتضاربة والمرتجفة للإدارة الأمريكية وتحدى «نتنياهو» السافر «لبايدن» تظهر من خلال تصريح «لويد أوستن» وزيرالدفاع الأمريكى بضرورة مواصلة القيام بكل ما هو ضرورى لضمان حصول إسرائيل على الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها.