بعيداً عن الساكن الجديد للبيت الأبيض الذى سينفذ الإستراتيجية الأمريكية بصرف النظر عن انتمائه الحزبى كما جسد هذا كنيدى جونيور أحد مرشحى الرئاسة الأمريكية المستقلين والذى انسحب من السباق فى أغسطس الماضى وفى مقابلة تليفزيونية قال أمريكا هى من أسس داعش ولديها 800 قاعدة عسكرية حول العالم مقابل ثلاث قواعد عسكرية لكل من الصين وروسيا – أمريكا انفقت اكثر من 8 تريليونات دولار على الحروب منذ عام 2001.
الحزبان الجمهورى والديمقراطى هما حزباً حرب أمريكا دمرت العراق وليبيا والآن غزة ولبنان أمريكا وراء تهجير ما لا يقل عن 2 مليون سورى لأوروبا مما خلق ازمة ديموغرافية أمريكا منعت الرئيس الأوكرانى زيلينسكى من التوقيع مرتين على معاهدة سلام مع روسيا – أمريكا مسئولة عن توسع حلف الناتو شرقاً مما أثار تخوفات روسيا- أمريكا تدعم إيران للسيطرة على الدول العربية أمريكا وراء نشر الأوبئة فى العالم .ومن هنا لا يهم من سكن البيت الأبيض والذى سيتسلم عمله فى يناير القادم كرئيس الأمريكا ويسير وفق الإستراتيجية الأمريكية تجاه العالم وفى القلب منه منطقة الشرق الأوسط.
بعيداً عن كل هذا اصطحبنا أيمن عبدالمجيد ودعاء النجار عضوا مجلس نقابة الصحفيين فى زيارة لرحاب آل البيت بالقاهرة. بدأنا زيارتنا بمسجد السيدة زينب بنت على ابن أبى طالب وأخت الحسن والحسين والتى جاءت لمصر بعد معركة كربلاء واستقرت بها تسعة أشهر قبل وفاتها ودفنت بمقر إقامتها وشيد مسجد فوق قبرها المعروف الآن.
احبها المصريون واطلقوا عليها العديد من الألقاب أشهرها عقيلة بنى هاشم ووأم هاشم وصاحبة الشورى وأم العزائم وأم العواجز ورئيسة الديوان وبجوار باب المزار ضريحا العتريس والعيدروس انتقلنا من مسجد السيدة زينب لمسجد السيدة نفيسة أو نفيسة العلم بنت الحسن بن زيد بن بن على بن أبى طالب التى جاءت لمصر واحبتها واحبها أهلها والتى لقبت بكريمة الدارين لانتسابها ووزجها آل البيت حفرت قبرها بيديها وختمت فيه القرآن مائة وتسعين مرة.
قادت ثورة الناس ضد ابن طولون حين استغاثوا بها من ظلمه وكتبت له ورقة اعطتها له مدونة فيها ملكتم فأسرتم وقدرتم فقهرتم وخولتم ففسقتم وزادت الأرزاق فقطعتم هذا وقد علمتم ان سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لا سيما من قلوب أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عزيتموهما فمحال ان يموت المظلوم ويبقى الظالم اعملوا ما شئتم فإنا إلى الله منقلبون وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون فعدل من بعدها ابن طولون وبعد وفاتها اراد زوجها نقل الجثمان إلى البقيع لدفنه إلا أن إصرار أهل مصر على بقائها بينهم اجبر زوجها على دفنها فى قبرها الذى حفرته بيدها.
انتقلنا بعد ذلك لمسجد سيدنا الحسين الذى قال عنه جده الرسول «صلى الله عليه وسلم» حسين منى وانا من حسين أحب الله من أحب حسيناً . كانت ابرز صفاته الجود والشجاعة والسخاء وكان من بين المفاخر التى افتخر بها بنى هاشم على بنو أمية قولهم من مثل الحسين ابن على عليهما السلام كان كالليث يحطم الفرسان وآثر الموت تحت ظلال السيوف حفاظاً على مكانته وكرامته. شهد الحسين مع ابيه سيدنا على موقعة الجمل وصفين ثم قتال الخوارج وكانت له مواقف مشهودة امتنع عن بيعة يزيد ابن معاوية وحين قالوا له إنها كلمة يقولها وينصرف رد الحسين قائلاً: شرف الله هوالكلمة والكلمة نور وبعض الكلمات قبور وكان موقفه هذا سبب استشهاده على يد جيش يزيد بن معاوية.
يجمع المؤرخون وكتاب السيرة انه بعد استشهاد سيدنا الحسين دفن جسده فى كربلاء وله مشهد هناك اما الرأس الشريف رغم اختلاف الروايات عن مكانها الا ان المرجح انها جاءت للقاهرة بعد نقلها عدة مرات من دمشق إلى عسقلان لتستقر هنا فى مصر فى آخر عهدالعصر الفاطمى خشية عليها من الهجمات الصليبية التى عرف عنها نبش القبور . اتفق الصالح طلائع ابن رزيك وكان قائد الجند فى مصر مع حاكم عسقلان الأمير سيف المملكة ان ينقل الرأس الشريف إلى القاهرة وشاهدنا البوابة التى دخل منها الرأس الشريف.
فى مسجد الامام الحسين حجرة المقتنيات النبوية التى انشأها الخديو عباس حلمى وضمت مقتنيات الرسول «صلى الله عليه وسلم» منها قطعة من قميصه الشريف ومكحلة ومرود وقطعة من عصاه التى فتح بها مكة وسيفه وأربع شعرات من لحيته الشريفة ومصحف بخط سيدنا عثمان بن عفان «رضى الله عنه».
شهدت مساجد آل البيت العديد من عمليات التطوير منذ العهد العهد الملكى مرورا بعصر عبدالناصر ومبارك وأخيراً الرئيس السيسى الذى الذى كرس جهده لعماره هذه المساجد وتطويرها وتوسيعتها.