د.عبدالغفار: الالتزام السياسى بدعم الرعاية الصحية من أهم عناصر هذا النجاح
إطلاق المرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية
4.4 مليون استبيان تكشف معدلات الإصابة فى 18 محافظة
أشادت منظمة الصحة العالمية بنجاح مصر فى القضاء على «فيروس سي» فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.. وذلك فى تقرير المنظمة بشأن دراسة الحالة المصرية فى هذا المجال.
أشار التقرير إلى أن مصر أصبحت فى عام 2023 أول دولة تحصل على المركز الذهبى فى القضاء على التهاب الكبد الوبائى «سى»، وفقاً لمعايير «الصحة العالمية» من خلال تنفيذ أحد أكبر برامج الفحص والعلاج فى مجال الصحة العامة، حيث كانت مصر تشهد أحد أعلى معدلات الإصابة بالفيروس فى العالم بين الخمسينيات والثمانينيات من القرن العشرين.
د.خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان أوضح أن هناك 5 عناصر رئيسية ساهمت فى نجاح برنامج مصر فى القضاء على فيروس سى وهى توافر البيانات الوبائية الكافية والموثوقة وبنية تحتية قوية للرعاية الصحية العامة والرعاية الشاملة التى تصل إلى جميع قطاعات المجتمع والالتزام السياسى بزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية ووضع استراتيجية شاملة طويلة الأجل لمكافحة التهاب الكبد الفيروسى واستخدام الابتكار وتكنولوجيا المعلومات.
وقال: إن التقرير أشار إلى أنه منذ أوائل التسعينيات بذلت الحكومة جهداً كبيراً لتعزيز الوقاية من التهاب الكبد من خلال برامج تغطى سلامة الدم ومكافحة العدوى وسلامة الحقن وعملت على رفع مستوى الجمهور من خلال التوعية وتنفيذ برامج الحد من المخاطر.. كما أطلقت مصر شبكة من مراكز العلاج المتخصصة عام 2006 ومع اكتشاف الأدوية الجديدة المضادة للفيروسات عام 2014 أصبح اختبار التهاب الكبد وعلاجه فى متناول الجميع مجاناً وأطلقت الحكومة فى 2018 المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة» لاكتشاف وعلاج جميع المصابين بالفيروس «سي» حيث استهدفت الحملة جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً ثم توسعت لاحقاً لتشمل الأطفال بعمر 12 عاماً فما فوق.
وخلال الفترة بين عامى 2018 و2022 تم فحص أكثر من 60 مليون شخص باستخدام اختبارات التشخيص السريع المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، كما تم تقييم المرضى وعلاجهم من أمراض مزمنة أخري، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكرى وتقديم العلاج لـ 4.1 مليون شخص من مرضى فيروس سى بأدوية مصنعة محلياً بين عامى 2014 و2022.
وفى سياق الإنجازات المصرية فى القطاع الصحى أطلق د.خالد عبدالغفار بداية العمل رسمياً بالمرحلة الثانية لمبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية «القولون، الرئة، البروستاتا، عنق الرحم».
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية نظمتها وزارة الصحة والسكان على هامش فعاليات المعرض والمؤتمر الطبى الأفريقى Aftica Health Excon، والذى يختتم أعمالها اليوم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت شعار «بوابتك نحو الابتكار والتجارة».
أوضح الوزير أن المبادرة تأتى ضمن حزمة المبادرات الرئاسية «100 مليون صحة»، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية تم إطلاق التشغيل التجريبى لها فى ديسمبر الماضى فى ٩ محافظات وتشمل «القاهرة، المنوفية، البحر الأحمر، كفر الشيخ، سوهاج، الإسماعيلية، بنى سويف، شمال سيناء، الأقصر»، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى شملت محافظات «إسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، جنوب سيناء، بورسعيد» ليصبح إجمالى العمل بالمرحلتين 18 محافظة حتى الآن.
كشف د.عبدالغفار عن إجراء 4.4 مليون استبيان للمترددين على المبادرة بالمرحلتين الأولى والثانية فى الفئة العمرية فوق الـ 18 عاماً، مشيراً إلى أهمية المبادرة فى الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية فى مراحلها الأولي، مما يقلل بشكل كبير من معاناة المرضى ويحد من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض، كما تتيح المبادرة خدمات التوعية والوقاية مثل المساعدة فى الإقلاع عن التدخين، موجهاً الشكر للشركات التى دعمت العمل من خلال إمداد المبادرة بالأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية.
واستعرض د.خالد عبدالعزيز القائم بأعمال المدير التنفيذى لمبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، منظومة العمل بالمبادرة والنتائج الحالية لأهداف العمل منذ إطلاقها، مشيراً إلى أنه من خلال 4.4 مليون استبيان سواء من خلال الموقع الإلكترونى للوزارة أو داخل الوحدات الصحية، بلغت معدلات المحولين للكشف عن سرطان القولون بنسبة 8.9 ٪ أى ما يقارب 386 ألف حالة يليها البروستاتا بنسبة 4.3 ٪ محول للكشف أى ما يقارب 187 ألف حالة وحوالى 49 ألف حالة محولة للكشف عن سرطان الرئة بنسبة 1.1 ٪ فيما سجلت الحالات المحولة للكشف عن سرطان عنق الرحم ما يقارب الـ 11 ألف حالة.
من جهة أخرى بحث د.عبدالغفار وزير الصحة مع د.على المرابط وزير صحة تونس تعزيز العلاقات الثنائية التعاونية بين البلدين بكافة المجالات الصحية وعلى رأسها ملف السياحة العلاجية وتبادل الخبرات بالصناعة الدوائية.. مؤكداً أن الدولتين تربطهما علاقات تاريخية استراتيجية قوية بجميع الأوقات، معرباً عن تطلعه لتبادل الزيارات بين الجانبين لاستمرار أواصر العلاقات الشقيقة بينهما.
وأشاد د.المرابط بالنظام الصحى المصرى المتطور وإنجازاته فى مكافحة الأمراض غير السارية وعلى رأسها النجاح المتقدم الذى أحرزته مصر فى حصولها على الإشهاد الدولى بإعلان خلوها من مرض فيروس سي، متطلعاً إلى حرص بلاده على التنسيق مع القطاع الصحى المصرى والاستفادة من خبراته بهذا الملف الصحى الهام، كما تطلع أيضاً إلى وضع خطة تعاونية مع الجانب المصرى بمجال الصناعات الدوائية، خاصة أن مصر لديها جهود بارزة بملف التصنيع الدوائى وتحقيقها للاكتفاء الذاتى من الإنتاجية الدوائية.