دائما ما تعلمنا سواء أكاديميا فى سنوات الدراسة بالجامعة أو مع بداية ممارسة المهنة ان الصحافة هى صوت المواطن البسيط ولسان المظلوم وحلقة الوصل مع المسئولين من خلال نقد بناء يسعى الى ابراز المشكلات لايجاد الحلول.. وهذه هى رسالة الصحافة الحقيقية.. حتى وان أصابها الهون والمرض احيانا أو بعض الفترات نتيجة لظروف مرتبطة بالتكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى أو بسبب ثقافة بعض المسئولين وعدم التفرقة بين النقد البناء واعتبار الصحافة عدواً لهم تصل الى توجيه اتهامات وافتراءات غير حقيقية بدلا من محاولته تصويب الاخطاء ومعالجتها.
الصحافة والاعلام الحقيقى شريك اساسى مع المسئول فى اى نجاح.. وتقبل المسئول للنقد البناء هو بداية الاصلاح والنجاح باعتبارها لسان حال الشارع والمواطن انما استعداء الاعلام من المؤكد انه ضد المواطن.. مع التأكيد ان ذلك ينطبق فقط على الاعلام الحقيقى البناء الذى يحارب الفساد ويصوب الاخطاء المنزه من المصالح الخاصة والاكاذيب.
ستظل الصحافة والاعلام الموثق هو حائط الصد الاول للدولة المصرية ضد الشائعات والاكاذيب بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى والتطبيقات التى يصعب رقابتها والوثوق بها.
الإسراع فى اصدار قانون حرية تداول المعلومات ينظم العلاقة المهزوزة مع المسئول الذى لا يعى تماما الدور البناء والراقى للاعلام والصحافة فى رفعة الوطن والمجتمع والدفاع عن حقوق الدولة والشعب معا اضافة الى القضاء على الشائعات المغرضة التى تتربص بمصر ووسيلة للكشف عن المشكلات ومعالجتها قبل التفاقم، كما يساهم فى جهود مكافحة الفساد.
يجب اصدار قانون جيد ومتوازن بعد ان تمت مناقشات عديدة فى الحوار الوطنى للقانون وبالتالى سنعكس على المجتمع المصرى ككل لان إتاحة المعلومات مطلوبة لاتخاذ قرارات صحيحة فى كافة الملفات خاصة الاقتصادية والسياسية.
مثلما ذكر الدستور حرية تداول المعلومات.. فيجب علينا صياغة قانون يحافظ على حقوق الدولة والمواطن ويتيح حرية تداول والحصول على المعلومات الموثقة لمنع الاكاذيب والمغالطات والشائعات.
وعلى كافة المسئولين ان يعلموا تماماً ان الصحافة هى العيون التى يرى بها مشاكل المواطنين والاداة التى تنير امامه حلول المشكلات وتصويبها بما يعود على المواطنين والمجتمع بالخير.. فكلما تعامل المسئول مع الاعلام على انه شريك اساسى معه وليس عدوا يلتقط الاخطاء يدل ذلك حرصه على اداء واجبه على اكمل وجه بل ويسعد بالنقد لانه يريد الاصلاح.. والعكس كلما ضاق زرع المسئول من النقد كانت ثقته مهزوزة ولن يتمكن من أداء مهامه بالشكل المطلوب.